وبيّنت الدراسة أن أكثر المشكلات النفسية التي تواجه الطلبة من وجهة نظرهم، تتمثل بقضاء وقت طويل في التفكير بالمستقبل، ومرورهم بفترات من الحزن، وتقلب المزاج، والإحباط، ونسيان المعلومات بسرعة في أحيان كثيرة، والشعور بالتشتت وعدم الانتباه أثناء المحاضرات.

وعزت ذلك «إلى أن تفكير الطالب الجامعي بالمستقبل وخوفه من قلة فرص العمل بعد التخرج، يجعلانه متوتراً ومضطرباً، في ظل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا التي ستزيد البطالة العالمية، بالإضافة إلى الأحداث الضاغطة والتغيرات المتلاحقة السريعة والعوامل المؤثرة على الطالب الجامعي كأعباء الدراسة».

وأكدت أن القلق من المستقبل مرحلة طبيعية يمر بها الطالب الجامعي، لكنها قد تتحول إلى مرحلة غير طبيعية وتصبح مقلقة إذا أثر هذا القلق على حياته الجامعية، من دون أن يجد لنفسه بعض الآليات التي تمكنه من كبح ذلك الخوف وتوجيهه نحو الاهتمام بالأداء والانجاز، والتمكن من التخصص والتميز والابداع فيه.

وأشارت إلى أن أهم المشكلات النفسية التي يشعر بوجودها الشباب الجامعي، هي مشكلات القلق من الامتحانات والمعاناة من الأرق وقلة النوم، والخوف من المستقبل، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، موضحة أن حدة المشكلات العلمية جاءت بدرجة مرتفعة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم، ومنها صعوبة الاختبارات، حيث أشارت إلى عدم مراعاة الاختبارات للفروق الفردية بين الطلبة، وشمول الاختبارات اسئلة خارج مفردات المقرر.

ومن بين المشكلات أيضاً، قلة معرفة بعض أعضاء هيئة التدريس باستراتيجيات التدريس الفعالة، كما أن طرق التدريس قد تكون من بين المشكلات التي قد تعترض الطالب في سبيل تحقيق تحصيل أكاديمي جيد، وتنمية وتطوير قدراته.

وأضافت الدراسة ان الطلبة يعانون مشكلات متعلقة بطرق التدريس، ومهما يكن من أمر فيجب رفع مهارات الاتصال الداعمة للإبداع، لأثرها الايجابي في رفع مهارات التدريس لدى أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت.

ولفتت الدراسة إلى أن من المشكلات التي يعاني منها الطلبة احتكار اعضاء هيئة التدريس لبعض المقررات الجامعية، فالسبب الرئيس لاحتكار المقررات الجامعية في جامعة الكويت هي قلة أعضاء الهيئة الاكاديمية، وهذه مشكلة أزلية في جامعة الكويت مقترنة أيضاً مع قلة الشعب الدراسية في الجامعة، وهناك زيادة في عدد الطلبة، لكن لا ترافقها زيادة في اعضاء هيئة التدريس، ما يؤدي إلى قلة الشعب الدراسية فالكثافة الطلابية عالية جداً.

وأضافت «من المشكلات الأخرى اتباع أعضاء هيئة التدريس أسلوب الإلقاء في المحاضرات، وقد يرجع ذلك لسهولة تطبيقه، وقلة تكلفته، والتعود عليه»، مشيرة إلى أن كثرة عدد الطلبة في القاعة الدراسية قد تشجع على التعليم التقليدي، وهو ما أكدته دراسات أخرى.

واستطردت «من المشكلات الأخرى وجود محاضرتين للطالب على التتابع بنظامين مختلفين، تقليدي حضوري ثم تعليم عن بُعد، ما يسبب ربكة للطالب، وقد يعزى ذلك لحداثة التجربة، ويجب على الطالب الانتباه لذلك، في وقت تسجيل المقررات الجامعية، وكذلك يجب على عمادة القبول والتسجيل التنبيه لنوع التعليم، تقليدي أو تعليم عن بُعد إن أمكن ذلك».

وأشارت أيضاً إلى «مشكلة أخرى وهي قلة الدورات أو الورش العلمية الإرشادية للطلبة، وقد يرجع ذلك إلى فترة كورونا، وتوقف الدورات الارشادية الحضورية، وإن توافرت العملية الإرشادية عن بُعد، لكنها قد لا تفي بالغرض المطلوب».

ولفتت إلى «من المشكلات أيضاً غياب دور المرشد الأكاديمي، وعدم كفاية خدمات التوجيه والارشاد في الكليات، وإجبار بعض أعضاء هيئة التدريس الطلبة على تبني آرائهم من دون مناقشة، واعتماد معظم المقررات الدراسية على الحفظ من دون فهم، وأداء اكثر من اختبار في يوم واحد».

المشكلات متساوية بين الذكور والإناث

دلت نتائج الدراسة على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلبة في جامعة الكويت، مرجعة ذلك لمتغير النوع الاجتماعي، وهذا يدل على أن المشكلات النفسية والعلمية متساوية بين الطلبة الذكور والإناث، كما يتضح من الدراسة عدم وجود فروقات ذات دلالة إحصائية في مشكلات طلبة جامعة الكويت تبعاً لمتغير محافظة السكن، ويرجع ذلك الى ان منطقة السكن لم تلعب دوراً مؤثراً في وجود تباين في مستوى مشكلات الطلبة.

10 مشكلات نفسية

1 - القلق من الامتحانات.

2 - الأرق وقلة النوم.

3 - الخوف من المستقبل.

4 - عدم القدرة على اتخاذ القرار.

5 - تقلب المزاج.

6 - المرور بفترات من الحزن.

7 - نسيان المعلومات بسرعة.

8 - الشعور بالتشتت وعدم الانتباه أثناء المحاضرات.

9 - الضغوط النفسية.

10 - التوتر والاضطراب.

11 مشكلة علمية

1 - قلة معرفة بعض أعضاء هيئة التدريس باستراتيجيات التدريس الفعالة.

2 - احتكار أعضاء هيئة التدريس لبعض المقررات الجامعية.

3 - قلة أعضاء الهيئة الأكاديمية.

4 - الكثافة الطلابية العالية.

5 - قلة الشعب الدراسية.

6 - قلة الدورات والورش العلمية الإرشادية.

7 - وجود محاضرتين للطالب بنظامين مختلفين.

8 - غياب دور المرشد الأكاديمي.

9 - إجبار بعض أعضاء هيئة التدريس الطلبة على تبني آرائهم من دون مناقشة.

10 - اعتماد معظم المقررات الدراسية على الحفظ من دون فهم.

11 - أداء أكثر من اختبار في يوم واحد.

أهمية الدراسة

1 - الكشف عن المشكلات النفسية والمشكلات العلمية التي يعاني منها طلبة جامعة الكويت من وجهة نظرهم وبالأخص الأكثر شيوعاً وتأثيراً، من أجل التصدي لها من خلال وضع الخطط الاستراتيجية للوقاية وعلاج هذه المشكلات.

2 - تحسين جودة التعليم الأكاديمي في جامعة الكويت.

3 - النتائج قد تساهم في وضع برامج وقائية إرشادية تحل المشكلات النفسية للطلبة.

4 - تعتبر دراسة المشكلات التي تواجه الطلبة إحدى الموضوعات الرئيسة المرتبطة بالجودة والاعتماد الأكاديمي لجامعة الكويت.

5 - ندرة الدراسات الحديثة التي تناولت المشكلات النفسية والمشكلات العلمية لطلبة جامعة الكويت، أثناء وبعد جائحة «كورونا».

6 - توفير بيانات بحثية يمكن الاستفادة منها في إجراء المزيد من البحوث.

4 أهداف

1 - التعرف على أكثر المشكلات النفسية التي يعاني منها الطلبة.

2 - إلقاء الضوء على المشكلات العلمية.

3 - الكشف عن الفروق في المشكلات بحسب متغيّر النوع الاجتماعي.

4 - معرفة الفروق في المشكلات وفق متغيّر محافظة السكن.

9 توصيات

1 - أهمية دعم الصحة النفسية والدعم النفسي - الاجتماعي في استراتيجيات جامعة الكويت، وأن تكون هناك عيادة للصحة النفسية لتحقيق الدعم النفسي للطلبة.

2 - إعداد برامج نفسية إرشادية للطلبة للتعامل مع الآثار النفسية طويلة الأمد للجائحة.

3 - تهيئة خط هاتفي للطلبة مع (عمادة القبول والتسجيل ومرکز نظم المعلومات) في وقت تسجيل المقررات الجامعية، تلافياً لأي أعطال فنية أو تقنية.

4 - حض الأساتذة في جامعة الكويت على التركيز على المناهج القائمة على التفكير الإبداعي والتفكير النقدي والبعد عن المناهج وطرق التدريس القائمة على التلقين والحفظ.

5 - تزويد الأساتذة باستراتيجيات التدريس الفعالة من خلال ورش علمية يتم تنظيمها بإشراف نائب مدير الجامعة للشؤون العلمية.

6 - تفعيل دور «المرشد الأكاديمي».

7 - تمديد فترة الاختبارات النهائية، إن أمكن ذلك، حتى لا يُجري الطالب أكثر من اختبار في اليوم الواحد.

8 - العمل على تقييم الأساتذة وفق سلم معياري موضوعي يؤخذ به فعلیاً.

9 - تبسيط إجراءات تعيين وانتداب أعضاء الهيئة الأكاديمية الكويتيين المتميزين للقضاء على قلة الشُعب الدراسية.