الخميس 17 نوفمبر 2022

الكويت لأوروبا: لا تكيلوا بمكيالين

 الكويت لأوروبا: لا تكيلوا بمكيالين

الكويت لأوروبا: لا تكيلوا بمكيالين

أكد وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله الصباح رفض الكويت القاطع لأي شكل من التدخلات في شؤونها الداخلية، وخاصة من قبل الدول الصديقة، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى عدم الكيل بمكيالين.

وإذ شدد على أن الكويت دولة ديموقراطية تفخر بالفصل بين سلطاتها وأن قرارات نظامها القضائي مستقلة وشفافة من دون أي تدخلات داخلية أو خارجية، قال الوزير، بلغة حازمة، «إننا نرفض بشكل أكثر من قاطع التدخل في قرارات وعمل الجهاز القضائي».

 

جاء ذلك في لقاء صحافي عقده الشيخ سالم الصباح، أمس، هو الأول له مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية منذ توليه مهام منصبه الجديد، غداة تحذير الاتحاد الأوروبي من أن تنفيذ حكم الإعدام بحق سبعة مدانين بجرائم القتل العمد إلى جانب جرائم أخرى مختلفة، قد يكون له تأثير سلبي على قرار إعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة «شينغن».

وقال: «أرفض رفضاً قاطعاً التدخل في شؤوننا الداخلية من أي كان، وبالأخص أصدقاؤنا، وأرفض رفضاً أكثر من قاطع التدخل في قرارات وعمل جهازنا القضائي من أي كان».

واستعرض وزير الخارجية عدداً من الإحصائيات المهمة، أبرزها أن الاتحاد الأوروبي لديه اتفاقات مع 63 دولة لإعفاء مواطنيها من تأشيرة «شينغن»، من بينها 24 دولة لديها أحكام بالإعدام، مشيراً إلى أن أكبر حليف للاتحاد الأوروبي لديه أحكام بالإعدام، في إشارة على ما يبدو إلى الولايات المتحدة.

وذكّر بأن آخر دولة أوروبية ألغت العمل بأحكام الإعدام منذ 10 سنوات، تحديداً في العام 2012، مطالباً الدول الأوروبية بـ«عدم الكيل بمكيالين، لأن نظامنا القضائي أحكامه شفافة وعادلة، ونرفض أن يكون ذلك سبباً لعقوبة ما».

نقطة على السطر

وأشار إلى أن القضاء الكويتي قال كلمته في شأن المدانين السبعة الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم، واستنفدوا مختلف درجات التقاضي ولا يجب لأي طرف كان التدخل بهذه القرارات، مشدداً على أن «القضاء اتخذ قراره ونقطة على السطر».

غاية لا وسيلة

وأضاف «إننا حريصون على تطوير علاقاتنا مع دول الاتحاد الأوروبي وسنستمر في ذلك، حيث ان ذلك كان هدف أسعى إليه ولا أزال وسأضاعف جهودي لتحقيقه»، متمنياً من الدول الأوروبية «عدم تسييس ملف إعفاء الكويتيين من تأشيرة (شينغن) فهو مسيرة تفاوضية استمرت سنوات ونأمل مواصلتها».

وأكد أن «الإعفاء من التأشيرة ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة، وغايتنا هي تطوير العلاقات مع الدول الأوروبية وخلق بيئة سفر مريحة للمواطنين الكويتيين وخلق علاقات مع الشعوب الأوروبية»، مضيفاً «نأمل أن تعي الدول الأوروبية ذلك ولا تضع عراقيل لتحقيق هذه الوسيلة».

مشاورات

وأشار إلى اجتماعه قبل يومين مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية خلال زيارته للكويت «وأبديتُ رأيي في الإعدامات السبعة»، وإلى لقائه أمس مع عضو البرلمان الألماني وزير الدولة في الحكومة الألمانية «لشرح وجهة نظرنا»، لافتاً إلى أنه «سيقوم بإجراء اتصالات مع الدول الأوروبية في هذا الصدد»، وسيشارك اليوم في حوار المنامة لمقابلة «أصدقائنا الأوروبيين والتوضيح لهم بضرورة احترام قراراتنا وعدم تأثر ملف الإعفاء من تأشيرة شينغن بأي حدث». «لم يزحزحني ولا ملليمتر»

أكد الشيخ سالم الصباح أن الدول الأوروبية تولي حقوق الانسان أهمية كبرى كما هي الكويت أيضاً، وهم عبّروا عن وجهة نظرهم لناحية أن موضوع الإعدامات يزعجهم ويجب احترام ذلك، ونحن لا نتدخل في قراراتهم القضائية أو شؤونهم الداخلية، مشيراً إلى أن التصريحات الصادرة منهم ليست هجومية إنما تدخل في الشؤون الداخلية، «ونحن مستمرون في السياسة التي وضعتها الكويت، وما حدث لم يزحزحني ولا ملليمتر».

صدفة

أشار الوزير إلى عدم اتخاذ خطوات تصعيدية من جانب الكويت «فقد أبدينا وجهة نظرنا واستمعوا لنا»، مؤكداً أن «توقيت تنفيذ الإعدامات لم يكن مقصوداً أن يتزامن مع زيارة نائب رئيس المفوضية الأوروبية للكويت، إنما كانت مجرد محض صدفة».

«لا نُعلّق على قرارات تعسفية في الدول الأخرى»

لفت وزير الخارجية إلى «وجود قرارات نراها من وجهة نظرنا تعسفية وغير عادلة في الدول الأخرى لكننا لا نُعلّق عليها»، مؤكدا أنه «لا يوجد من هو أحرص على حياة الإنسان من الكويت وقيادتها»، ومشدداً على عدم وجود من يضاهي الكويت في عملها الإنساني.

وأشار إلى أن المدانين السبعة اقترفوا جرائم بشعة وشنيعة واستنفدوا كل مراحل التقاضي بشكل شفاف على مدى سنوات، وفي النهاية قال القضاء كلمته.

التسرع خطأ والتأني مطلوب

أوضح الوزير أنه خلال مسيرته الديبلوماسية التي تصل لـ35 عاماً، خلص إلى أن الانفعال والاندفاع والتسرع من العناصر السلبية في العمل الديبلوماسي، في حين أن التأني والتروي والحكمة هي الصفات المطلوبة في العمل الديبلوماسي الناجح.

وأضاف: «التسرع سهل جداً ولكنه في وجهة نظري خطأ».

جميع الحقوق محفوظة