الخميس 05 يناير 2023

ندوة «هل أنت إرهابي؟»: إجراءات دبلوماسية لحماية الشباب من التطرف

ندوة «هل أنت إرهابي؟»: إجراءات دبلوماسية لحماية الشباب من التطرف

ندوة «هل أنت إرهابي؟»: إجراءات دبلوماسية لحماية الشباب من التطرف

شدد مسؤولون دبلوماسيون وتربويون على تضافر الجهود لحماية الشباب من التطرف والإرهاب وتمويله، ومنع استغلال أبناء الجيل الجديد في عمليات تمويل الارهاب من منظور انساني.

وخلال الندوة التي نظمتها مدرسة بيان ثنائية اللغة بالتعاون مع وزارة الخارجية تحت عنوان «هل أنت إرهابي؟»، أكد المتحدثون ضرورة توعية الطلاب والطالبات حول مفهوم التطرف والإرهاب وتمويله، منوهين بدور الأسرة والمدرسة والمجمتع في مكافحة هذا الفكر الضال، والاستخدام الأمثل لشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير حمد المشعان أن دور وزارة الخارجية لا يقتصر فقط على العلاقات الدبلوماسية، بل هناك دور آخر توعوي للشباب في مواضيع عديدة، سواء التي تتعلق بالإرهاب أو غسل الأموال وغيرهما وعدم الانجراف إلى هذه الأمور والتحذير من مخاطرها وعواقبها والوقوع فيها من دون وعي.

وحذّر من المشاركة في تقديم أي دعم أو تبرعات لأفراد أو جهات غير معلومة، مع ضرورة التأكد من ترخيص الجمعيات الخيرية في وزارة الشؤون، التي تشرف عليها وزارة الخارجية قبل التبرع لها، حتى لا يقع المتبرع فريسة للجماعات الإرهابية وغسل الأموال وغيرها ومن ثم تورطه وإدراج اسمه في قوائم الارهاب الدولية بتهمة التمويل وإبلاغ الكويت رسمياً، مما يؤدي الى آثار سلبية له ولذويه، وحرمانه من كل حقوقه، سواء فتح حساب بنكي أو الوظيفة أو شراء سيارة وغيرها.

برنامج تأهيلي

وضرب المشعان مثلا بالمواطن المدرج في قوائم الإرهاب حجاج العجمي، مؤكداً أنه ذهب الى سوريا بدافع انساني لمساعدة الشعب السوري، لكنه وبشكل مفاجئ وجد نفسه متهماً بتمويل الارهاب رغم أن غايته بعيدة كل البعد عن هذا الشيء، والدليل على ذلك لا توجد أي قضية أو حكم ضده بأنه إرهابي.

ولفت إلى ان وزارة الخارجية قد قامت بإعداد برنامج تأهيلي لعدد من المواطنين منهم الأخ حجاج العجمي لمدة سنة، وتمت مخاطبة مجلس الأمن لرفع أسمائهم من قوائم الارهاب وفي انتظار القرار. وأضاف: تضمن البرنامج التأهيلي عدة مراحل متتالية، لم تقتصر على استبيانات متعلقة بعدة جوانب فكرية ومناهج علمية ترد على الايديولوجيات المتبناة والتبصير حيال المبادئ المنحرفة، علاوة على اختبارات بشأن المسائل التي نوقشت للقضاء على الشبهات، وجلسات حوارية وتحليل دقيق لكل فرد على حدة.

وبين أن أمين المظالم قد أعجب بالبرنامج التأهيلي الكويتي، والذي يعد الوحيد من نوعه في العالم، حيث يعد علامة فارقة تنصب لمصلحة المدرجين من أجل المضي قدماً في رفع أسمائهم من القائمة.

وأكد المشعان أن دولة الكويت تبذل قصارى جهدها لرفع أسماء مواطنيها عن القوائم الأممية، وتعمل على تقديم الدول الصديقة الدعم والمساعدة والاصطفاف إلى الجانب الكويتي لإنهاء هذا الملف الشائك.

سابقة فريدة في العالم

أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير حمد المشعان أن دعم الوزارة للكويتيين المدرجين على القوائم الدولية للإرهاب يعد سابقة فريدة في العالم ولم تقم بها أي دولة، مبيناً أن الوزارة أبدت استعدادها لرعاية كل المدرجين واستقبالهم ومساعدتهم. 

حجاج العجمي يروي تجربته: سافرتُ إلى سوريا لعمل إنساني.. وصنفوني إرهابياً بلا جريمة

روى المواطن حجاج العجمي تفاصيل تجربة سفره الى سوريا لتقديم المساعدة للشعب الشقيق في عام 2011 والتي أدرج على أثرها على قوائم الارهاب في 2014، قائلاً: «العاطفة تجاه اخواني المسلمين هي التي دفعتني للقيام بواجبي نحوهم ونصرتهم، وهو الدافع الأساسي الذي من أجله سافرت لمساعدة الشعب السوري في محنته».

وأضاف: «العاطفة تجاه ما يحدث في سوريا تغلبت على العقل، فقد تعاطفت مع المشاهد التي انتشرت على وسائل التواصل ومن منطلق نصرة الأخ المسلم توجهت للمساعدة الانسانية لا للأعمال الارهابية والتخريبية التي هي بالاساس مرفوضة جملة وتفصيلاً».

وتابع: «واجهت العديد من المخاطر والصعوبات خلال فترة تواجدي في سوريا، وتحديداً بعد دخول المنظمات الإرهابية المعروفة»، مستدركا: «لم يكن لدي دراية بأبعاد إدراج اسمي على قوائم الارهاب، ولكن بعد ذلك علمت أنني مُنعت من السفر وفتح الحسابات البنكية ووقف جميع المعاملات الحياتية العادية باستثناء الإجراءات المتعلقة بالصحة فقط، فقد اصبحت مجرداً من جميع الحقوق وحينها ادركت ثقل القرارات التي طبقت علي من جراء ادراج اسمي على قوائم الارهاب».

وأشار إلى أن القرارات الصادرة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة باتخاذ التدابير الاحترازية المفروضة، والتي نصت على تجميد الأصول والأموال وحظر السفر للمدرجة أسماؤهم ضمن قوائم الارهاب تسببت بمعاناة لكثير من الأشخاص ولذويهم.

وتابع العجمي: بعد عودتي الى الكويت وعقب سنوات من قرارات مجلس الأمن ذهبت الى وزارة الخارجية لطلب المساعدة ورفع اسمي من هذه القوائم، فأنا لم اشارك في أي عمل خارجي ارهابي، ووجدت الدعم الكامل لقضيتنا، وتم تشكيل لجنة تأهيل المدرجين في عام 2019 وتم إعداد برنامج تأهيلي لنا برئاسة وزارة الخارجية، وعضوية وزارات الصحة والداخلية والأوقاف إضافة الى جامعة الكويت والنيابة العامة، وقد استفدت كثيراً من هذا البرنامج الذي يساعد الكويت في رفع أسماء مواطنيها من القائمة الدولية للإرهاب.

واستطرد: ما يخدمنا في قضيتنا خلو صفحتنا الجنائية من اي إدانة، وهو ما يعطي دعماً كبيراً لوزارة الخارجية بالتأكيد على سلامة موقفنا في الملف المرسل الى مجلس الأمن، متمنيا أن تتحقق مساعي وزارة الخارجية في رفع اسمي من قائمة الإرهاب من أجل العيش بالحياة الطبيعية.

الطالب محمد البحر: استفدنا من تجربة العجمي

ألقى الطالب محمد البحر كلمة خلال المحاضرة نيابة عن زملائه، شكر من خلالها إدارة مدرسة البيان ثنائية اللغة، ووزارة الخارجية، على تنظيم هذه المحاضرة التوعوية المهمة، مؤكداً أنه وزملاءه استفادوا منها كثيراً وحصلوا على معلومات ثرية، مثمنا مشاركة المواطن حجاج العجمي في المحاضرة والتعرف على قصته والاستفادة منها.

5 خطوات متواصلة 

01 غرس ثقافة الاعتدال ومناهضة الإرهاب

02 إجراءات لحماية الشباب من التيارات الإرهابية

03 الإشراف على التبرعات لمنع استغلالها في الإرهاب

04 تنسيق بين الجهات الدولية لمنع غسل الأموال

05 بذل الجهود لرفع أسماء الكويتيين المدرجين في قوائم الإرهاب  

جميع الحقوق محفوظة