السبت 14 مايو 2022

محمد بن زايد «الرئيس الثالث»... وُلد قائداً

محمد بن زايد «الرئيس الثالث»... وُلد قائداً

محمد بن زايد «الرئيس الثالث»... وُلد قائداً

بايعت الإمارات، أمس، رسمياً وشعبياً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً وقائداً للمسيرة، ليصبح الرئيس الثالث للدولة منذ تأسيسها، وسط إيمان عميق بقدرته على حمل الراية ومواصلة مسيرة العزة والتنمية والبناء المجيدة.

يمتاز الشيخ محمد بن زايد بأنه قائد تاريخي من طراز رفيع، صنع الفارق على المستوى المحلي، وسطر إنجازات يشار إليها بالبنان على مستوى تعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم، ونشر مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمجتمعات، كما أنه رائد من رواد العمل الإنساني والخيري على مستوى العالم. النشأة والمسيرة

 

ولد الشيخ محمد بن زايد في 11 مارس من العام 1961، وهو الابن الثالث للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد نهل من مدرسة والده القائد المؤسس «زايد الخير» وتمرس منذ حداثة سنه على شؤون الحكم والقيادة.

وعند بلوغه الثامنة عشرة من عمره، أتم سنواته الدراسية بين مدينتي العين وأبوظبي، حيث تدرج في المراحل الدراسية بمدارس الدولة والمملكة المتحدة.

ويمتلك خلفية عسكرية، إذ تخرج العام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، حيث تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العامودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، ومن ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

المناصب العسكرية والسياسية والاقتصادية

وشغل الشيخ محمد بن زايد مناصب عدة في القوات المسلحة، من ضابط في الحرس الأميري - قوات النخبة في دولة الإمارات العربية المتحدة - إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج في مناصب عليا حتى وصل إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وساهم في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، مستلهماً توجيهات المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان والشيخ خليفة بن زايد، وقد ساهمت توجيهاته المباشرة والقيادية، في جعل القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة رائدة تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية.

كما شغل أيضاً عدداً من المناصب السياسية والتشريعية والاقتصادية للدولة، حيث تولى ولاية عهد إمارة أبوظبي في نوفمبر من العام 2004، وأصبح رئيساً للمجلس التنفيذي في ديسمبر 2004، كما أصبح نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في يناير 2005.

وترأس المؤسسات التالية: مجلس أبوظبي للتعليم (في سبتمبر 2005)، وشركة مبادلة للتنمية (العام 2002)، ومكتب برنامج التوازن الاقتصادي «الأوفست» لدولة الإمارات العربية المتحدة (العام 1992)، ويشغل أيضاً عضوية المجلس الأعلى للبترول وجهاز أبوظبي للاستثمار.

3 عقود من التطوير

كان للشيخ محمد بن زايد دور فاعل في المشاركة بتطوير إمارة أبوظبي لأكثر من ثلاثة عقود، شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعياً متسارعاً.

وعُرف عنه منذ فترة طويلة من تعيينه ولياً للعهد، على أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي ساهمت في تدعيم وتعزيز أمن إمارة أبوظبي وتحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها، وإرساء نهضتها التعليمية والثقافية والسياحية، فضلاً عن الطفرة العمرانية التي حققتها الإمارة على مستوى إسكان المواطنين أو على مستوى المنشآت الخدمية والصحية والترفيهية وغيرها من المجالات. وعلى المستوى الاتحادي، ساهمت الرؤية الثاقبة للشيخ محمد بن زايد وقيادته الحكيمة في نهضة دولة الإمارات الحديثة وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية مثالية في مختلف الأصعدة.

الاهتمام بالبيئة

وعلى الرغم من مسؤولياته السياسية والتشريعية والاقتصادية في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام، حظيت البيئة برعاية واهتمام كبيرين من الشيخ محمد بن زايد، حيث تعد القضايا البيئية واحدة من أهم أولوياته على الصعيدين الرسمي والشخصي، إذ قام بقيادة جهود حثيثة لحماية الصقور وطيور الحبارى وظباء المها العربي داخل دولة الإمارات وخارجها، كما كان له دور محوري في تأسيس هيئة البيئة بأبوظبي، وأعلن في يناير 2008 عن منح حكومة أبوظبي 15 مليار دولار لمصلحة مبادرة «مصدر» الرائدة عالمياً في مجال الطاقة البديلة والمتجددة، والمطور الأول لهذه المدينة المتكاملة والخالية تماماً من النفايات والانبعاثات الكربونية.

الجمع بين الثقافة والعلم

وتحتل الثقافة بمفهومها الشامل جانباً مهماً في فكر الشيخ محمد بن زايد، في إطار رؤيته الاستراتيجية الشاملة لمستقبل دولة الإمارات، وقد عبَّر عن جزء من هذه الرؤية بقوله خلال لقاءٍ مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب العام 2016، «نحن في دولة الإمارات نعتبر العلم والثقافة جزءاً لا يتجزأ من إرثنا الحضاري، ومن العملية التنموية، ومن بناء الإنسان والهوية المنفتحة الواثقة بنفسها، دون أن تتنكر لقيمها وأصالتها وتراثها».

وتنعكس الرؤية الخاصة للشيخ محمد بن زايد في أنه جمع بين «الثقافة والعلم»، حيث يؤكد الارتباط بينهما، ويمكن أن نرى ترجمة واضحة لهذه الرؤية المتسعة للثقافة في المحاضرات التي تُعقد في مجلسه منذ سنوات.إحياء قيم الدين النبيلة

ويسعى الشيخ محمد بن زايد دائماً إلى إحياء قيم الدين الإنسانية النبيلة، وتعزيز روح الأخوة بين بني البشر.

وبرؤيته الثاقبة، وعزيمته وحكمته الرشيدة، نجح في مد جسور التواصل والسلام مع جميع قيادات وشعوب العالم، ونشر ثقافة التسامح ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد. ومنذ إقرار الإمارات العام 2019 «عام التسامح»، تصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المشهد بمواقفه وأقواله.

كما رسخ منهج إطلاق المبادرات الإنسانية من أرض الإمارات لنشر الخير في العالم. ومثلما لم يدخر جهداً لنشر قيم التسامح، تفانى «فارس الإنسانية» في خدمة البشرية جمعاء وتقديم العون للدول الشقيقة والصديقة، سواء بعقد الاتفاقيات التي تحمل بإعلانها معاني السلام والتعايش والتعاون، أو مساهمة حكومة الإمارات وتوجيه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وغيرها من الجمعيات الخيرية لتقديم يد العون للشعوب المنكوبة من الحروب أو من آثار الكوارث والأزمات.

رجل السلام

وتحولت الإمارات بفضل رؤية وحنكة الشيخ محمد بن زايد إلى مركز ثقل حقيقي في صناعة القرارات المصيرية وإطلاق المبادرات تجاه كافة التحديات التي شهدتها المنطقة والعالم خلال السنوات الماضية.

وتحفل مسيرته بالمواقف التاريخية التي صبت في مصلحة تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة، والوقوف إلى جانبها، كما لم يتوانَ عن دعم الاستقرار الإقليمي والتصدي لكل التحديات والتهديدات التي تمسّ أمن المنطقة وفي مقدمها الإرهاب والفكر المتشدد. أما دولياً فقد كان المبادر الدائم لإيقاف الصراعات بين الدول، وإخماد الفتن وإطفاء النزاعات، والساعي إلى المصالحات، بحثاً عن السلام العالمي وسعياً لحقن الدماء، وحفظاً للإنسان وصوناً لكرامته.

جميع الحقوق محفوظة