الخميس 29 أبريل 2021

الهند: خطر «كورونا» يتضاعف.. والعالم في خطر

الهند: خطر «كورونا» يتضاعف.. والعالم في خطر

الهند: خطر «كورونا» يتضاعف.. والعالم في خطر

جدد خبراء الصحة العامة تحذيراتهم من أن الانفجار الهائل لأعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الهند يمثّل خطراً حقيقياً على بقية دول العالم ويهدد خطط التطعيم الطموحة في الدول الغربية.

وحذر الخبراء من أنه كلما زاد انتشار الفيروس زادت فرص تحوره وخلق متغيرات يمكن أن تقاوم اللقاحات الحالية في نهاية المطاف، ما يهدد بتقويض تقدم البلدان الأخرى في احتواء الوباء.

وفي حديث لشبكة سي إن إن، قال عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون د. أشيش جها: «إذا لم نساعد في الهند فأنا قلق من حدوث انفجار في الحالات حول العالم»، مشيراً إلى أن «تفشي كوفيد في الهند يعتبر مشكلة عالمية تحتاج إلى استجابة منسَّقة».

من جهته، أفاد مدير معهد علم الجينوم والبيولوجيا التكاملية أنوراغ أغراوال بان هناك علاقة متبادلة بين الانتشار والتحورات لدى الفيروس: «في ولاية ماهاراشترا رأينا ارتفاعا في السلالة الهندية (B.1.617)، كذلك نشهد ارتفاع السلالة ذاتها في دلهي. هذه ارتباطات وبائية مهمة للغاية»، في إشارة إلى أن السلالة الهندية سريعة العدوى.

لكنه أشار إلى أن البديل الآخر، الذي تم تحديده لأول مرة في المملكة المتحدة، المعروف باسم «B.1.1.7»، كان أكثر هيمنة من «B.1.617» في دلهي وشمال الهند.

وأمس، وفي أعلى عدد يومي تسجله البلاد منذ بدء الجائحة، توفي 3645 ليفوق الإجمالي 200 ألف، بينما أصيب 379257 ليتجاوز إجمالي الإصابات 18 مليوناً. وأدى الارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات الذي يعزى خصوصاً إلى متحور للفيروس وإلى التجمعات السياسية والدينية الواسعة، إلى ازدحام هائل في المستشفيات التي تعاني من نقص شديد في الأسرّة والأدوية والأكسجين.

ضرورة التطعيم

وقال خبراء إن الأمل في السيطرة على الموجة الثانية العنيفة يكمن في تطعيم عدد سكانها الضخم. وذكر عالم الأوبئة براهمار موخيرجي أن الهند ستحتاج إلى إعطاء 10 ملايين جرعة يومياً لتطعيم جميع البالغين في الأشهر الخمسة إلى الستة المقبلة.

وتعد الهند لاعبا رئيساً في «كوفاكس»، وهي مبادرة عالمية لمشاركة اللقاحات تتبناها منظمة الصحة العالمية، إذ تعمل على توفير جرعات مخفضة أو مجانية للبلدان منخفضة الدخل. ووعدت الهند بتزويد كوفاكس بـ 200 مليون جرعة ليتم توزيعها على 92 دولة فقيرة. لكن وضعها المتدهور بسرعة دفع دلهي إلى إعطاء الأولوية لمواطني الهند على حساب مبادرة كوفاكس.

وفتحت البلاد، الأربعاء، باب التسجيل لكل من تجاوز عمره 18 عاماً لتلقي اللقاح، بدءاً من الغد. وقال الكثيرون إنهم فشلوا في التسجيل لتلقي اللقاح، واشتكوا على وسائل التواصل الاجتماعي من أنهم لم يتمكنوا من تحديد موعد للتطعيم أو عجزوا عن التسجيل عبر الإنترنت، بسبب التوقف المتكرر للموقع الإلكتروني المخصص لذلك.

لكن الحكومة قالت: «تشير الإحصاءات إلى أن النظام - على النقيض تماماً من الحديث عن توقفه أو بطء الأداء - يعمل دون أي خلل».

وذكرت الحكومة أن أكثر من ثمانية ملايين مواطن سجلوا أسماءهم لتلقي التطعيم، لكن لم يتضح بعد عدد من تحددت لهم مواعيد لذلك.

وتلقى نحو %9 ( 150 مليون شخص) من سكان الهند جرعة واحدة من اللقاح، منذ بدأت حملة التطعيم في يناير، بالعاملين في القطاع الصحي وكبار السن.

إرسال مساعدات

وتعاني المستشفيات ومحارق الجثث ضغوطاً شديدة بسبب الموجة الثانية من الجائحة، ما دفع حلفاء الهند في الخارج للإسراع بإرسال أدوات وتجهيزات.

ووصلت إلى العاصمة دلهي طائرتان من روسيا تحملان 20 جهازاً لتوليد الأكسجين و75 جهاز تنفس صناعي و150 جهاز متابعة يوضع على جانب الأسرّة وأدوية تعادل إجمالاً 22 طناً مترياً.

كما أرسلت الولايات المتحدة للهند إمدادات تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار، شملت ألف أسطوانة أكسجين و15 مليون كمامة (إن95) ومليون اختبار للتشخيص السريع.

وخصصت المملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا المزيد من المعدات الطبية والأدوية وأجهزة التنفس الاصطناعي.

وتعرضت الدول الغربية لانتقادات بسبب تخزينها للقاحات. وكان كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض ومدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية د. أنتوني فاوتشي لفت إلى أن التوزيع العادل للقاح حول العالم أمر ضروري: «العالم مترابط وجميعاً نعيش معاً. هناك مسؤوليات تقع على عاتق الدول تجاهل بعضها البعض، لا سيما الدول الغنية».

لقاح موديرنا: مضاعفة الإنتاج.. وتخزين في الثلاجات العادية

أعلنت شركة موديرنا، أنها ستعزز القدرة التصنيعية للقاح كوفيد-19 مع توقعات أن يصل إنتاجها إلى 3 مليارات جرعة في العام القادم، أي أكثر من ضعف توقعاتها السابقة. وأشارت إلى أنها تتوقع أن يصل إنتاجها للعام الحالي ما بين 800 مليون إلى مليار جرعة. وقالت موديرنا أيضًا إن البيانات الجديدة تشير إلى أنه يمكن تخزين جرعاتها بأمان، لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر في درجات حرارة الثلاجة، مما يسهل نقلها إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها أو التي تفتقر إلى أماكن مناسبة لتخزين أنواع أخرى من اللقاح تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة