الخميس 03 مارس 2022

البيت الأبيض يطالب إسرائيل بموقف واضح ضد روسيا وبوقف «اللعب على الحبلين

البيت الأبيض يطالب إسرائيل بموقف واضح ضد روسيا وبوقف «اللعب على الحبلين

البيت الأبيض يطالب إسرائيل بموقف واضح ضد روسيا وبوقف «اللعب على الحبلين

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، امس، إنه «قد يتم تدمير أوكرانيا بالكامل، إذا لم يعمل زعماء العالم بسرعة»، لكنه لم يذكر بتاتا روسيا التي شنّت الحرب على جارتها.

وأجرى بينيت، مساء الاربعاء، محادثات هاتفية مع الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال ان «على اللاعبين المركزيين في العالم العمل بسرعة، وإحضار الجانبين من ميدان القتال إلى طاولة المفاوضات».

 

وفي تحليل لمحافل عسكرية، توقع دخول أطراف جديدة في الحرب «ان طالت أكثر وقد تكون مقدمة لتورط دول كثيرة ومحاور تدفع نحو تحولها الى حرب إقليمية وهو ما تخشاه إسرائيل».

وترى المحافل ان روسيا «دخلت الوحل الاوكراني وليس من السهل الخروج منه في المرحلة المقبلة من دون خسائر كبيرة، في ضوء الدعم العسكري النوعي الأوروبي للجيش الاوكراني».

وتابع بينيت أنه «تدور حرب رهيبة الآن في أوكرانيا. والحرب هي أمر رهيب. ولقد شاركت في خمس أو ست مواجهات (عسكرية) مختلفة، كجندي وضابط ولاحقا كعضو في الكابينيت السياسي – الأمني. وهذا أمر رهيب. وشهدنا في إسرائيل حروبا عديدة، وبإمكاني أن أشارككم بتبصرنا المركزي: يسهل بدء الحرب لكن جدا إنهاؤها».

واستطرد بينيت أن «الأمور تظهر سيئة الآن، وقد تشتد: تدمير حياة، تدمير مطلق لأوكرانيا، ملايين اللاجئين. والوقت ليس متأخرا بعد».

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإن بينيت وزيلينسكي «اتفقا على الحفاظ على الاتصال المستمر».

وكتب زيلينسكي في حسابه على «تويتر» أن المحادثة تركزت حول «العدوان الروسي». كما ناقش الاثنان استمرار المساعدات الإنسانية الإسرائيلية لأوكرانيا.

من جانبه، ذكر الكرملين في بيان، ان بوتين وبينيت ناقشا العملية العسكرية، وذلك في مكالمة هاتفية «طلبها الجانب الإسرائيلي».

وأضاف الكرملين أن بوتين أبلغ بينيت بأن مراعاة المصالح الأمنية لموسكو من بين الشروط الرئيسية لتسوية الصراع، مضيفا أن الزعيمين اتفقا على مواصلة الاتصالات الشخصية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي («كان 11») أن الرئيس الأوكراني جدد طلبه بالحصول على مساعدات عسكرية من إسرائيل، كما أشارت إلى أن بينيت وزيلينسكي ناقشا الهجوم المزعوم على موقع تخليد ذكرى المجزرة النازية في بابي يار في كييف.

في السياق نفسه، وصفت محافل إسرائيلية الوضع مع الولايات المتحدة بانه «غير سوي»، اذ ان واشنطن تتهم تل ابيب باللعب على الحبلين في الازمة الاوكرانية".

وطالب مسؤولون أميركيون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، من خلال «محادثات هادئة»، إسرائيل باتخاذ موقف أوضح حيال الحرب، خلافا لادعاءات مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية، حسب ما نقل موقع «واللا» الإلكتروني، امس، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ضالعين في هذه الاتصالات.

وادعى المسؤولون الإسرائيليون، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، الخميس الماضي، ان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تدرك حاجة إلى إسرائيل إلى «السير بين النقاط» في الموضوع الأوكراني وإلى إجراء توازن بين رد الفعل العلني وبين العلاقات مع روسيا واستمرار التنسيق العسكري بينهما في سورية.

كذلك اعلن المسؤولون أنه لم تكن هناك أي مشكلة لدى الإدارة الأميركية تجاه هذه السياسة الإسرائيلية، لكن الواقع يبدو مختلفا في المحادثات الجارية بين الجانبين حول الموضوع من وراء الكواليس.

وأشار مسؤولون في البيت الأبيض إلى أن دولا قليلة جدا، باستثناء الولايات المتحدة، قدرت أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيشن حربا شاملة ضد أوكرانيا. وأضافوا أن إسرائيل هي إحدى الدول التي أخطأت في تقديراتها الاستخباراتية بهذا الخصوص.

وبحسب «واللا»، فإن مسؤولين في البيت الأبيض «يعترفون» بأنهم يدركون المصالح الإسرائيلية المعقدة مقابل روسيا بكل ما يتعلق بسورية. إلا أنهم يقولون إنه بعد الغزو، أجروا محادثات يوميا مع مسؤولين إسرائيليين في مكتب رئيس الحكومة والسفارة في واشنطن ووزارة الخارجية، وطلبوا فيها أن تقف إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة وضد الغزو.

ويوم الجمعة الماضي، امتنعت إسرائيل عن التعبير عن تأييدها لمشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي يندد بالغزو الروسي، بناء على طلب المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس – غرينفيلد، من المندوب الإسرائيلي، غلعاد إردان.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن توماس غرينفيلد أبلغت إردان بأن بايدن يتوقع دعما إسرائيل. وأيدت إسرائيل التنديد بروسيا في الجمعية العامة، ليل اول من أمس.

ونقل «واللا» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن موقف البيت الأبيض كان معتدلا أكثر من المندوبة الأميركية، ولم يمارس ضغوطا على إسرائيل في الموضوع الأوكراني، لكنه عبّر عن توقعه بان «يتعالى صوت أخلاقي إسرائيلي» حيال الموضوع.

وتسببت تقارير إسرائيلية حول مطالبة بينيت، الوزراء بعدم التطرق إلى الحرب الروسية – الأوكرانية وعدم التنديد بروسيا في وسائل الإعلام، بتحويل خيبة الأمل الأميركية من إسرائيل إلى قلق، وفقا لـ«واللا». كما أن الإدارة الأميركية لاحظت أن بينيت حريص على عدم التعبير عن معارضة للغزو وعدم التنديد به.

وقال مسؤول في البيت الابيض إنه في أعقاب ذلك، توجهت إدارة بايدن إلى إسرائيل بواسطة قنوات عدة، يوم الأحد الماضي، وعبرت من خلالها عن قلقها من السياسة الإسرائيلية.

وفي اليوم التالي، كرر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، التنديد بالغزو الروسي وأعلن أن إسرائيل ستؤيد مشروع قرار التنديد في الجمعية العامة، من أجل تهدئة الإدارة الأميركية، بحسب «واللا».

ويوجه أعضاء حاليون وسابقون في الكونغرس الأميركي، وكذلك وسائل إعلام أميركية، انتقادات لإسرائيل بسبب عدم وقوفها بشكل واضح ضد روسيا وإلى جانب الولايات المتحدة.

في سياق متصل، الغت المحكمة المركزية في القدس الغربية تسجيل الأرض المقامة عليها «كنيسة ألكسندر نيباسكي» باسم الحكومة الروسية، في خطوة من شأنها أن تثير أزمة ديبلوماسية.

وتعتبر الأرض المقامة عليها الكنيسة، في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، ذات حساسية بالغة. وهي مسجلة في سجل الأراضي العثماني باسم «المملكة الروسية».

وكانت الحكومة الروسية تقدمت بطلب، في أغسطس العام 2017، لتسجيلها كمالكة حقوق في هذه الأرض في سجل الأراضي الإسرائيلي، الذي يشمل أراضي لم يتم تسوية ملكيتها.

ومهّد رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، في العام 2020، الطريق بهذا الخصوص للحكومة الروسية، في أعقاب إفراج موسكو عن شابة إسرائيلية اعتقلت بسبب حيازتها كمية من المخدرات.

وقرر نتنياهو في حينه أن النزاع بين الطوائف المسيحية في شأن ملكية الأرض المقامة عليها الكنيسة يدخل ضمن تصنيف «مكان مقدس».

جميع الحقوق محفوظة