الجمعة 26 مايو 2017

أقباط مصر في عصر الاستشهاد الثاني.. فمتى ينتهي؟

أقباط مصر في عصر الاستشهاد الثاني.. فمتى ينتهي؟

أقباط مصر في عصر الاستشهاد الثاني.. فمتى ينتهي؟

دخلت تكتيكات الجماعات الإرهابية لاستهداف الأقباط في مصر مرحلة جديدة، بعد تشديد الإجراءات الأمنية على الكنائس عقب تفجيري كنيستي طنطا والمرقصية، فهذه المرة لجأ الإرهابيون إلى رصد تحركات المسيحيين خارج الكنائس واستهدافهم على الطرقات، ومن ثم الهرب بعيداً عن مكان الحادث بدلاً من تنفيذ إرهابي لعملية انتحارية. وشكلت عملية أمس الإرهابية نقلة نوعية في مخطاطات التكفيريين لاستهداف أقباط مصر بكل طوائفهم، فالقتل على الهوية وفي اي مكان هو هدف الجماعات الإرهابية الآن وفي المناسبات الدينية مثل احتفالات عيد العذراء في جبل الطير بالمنيا هذه الأيام التي تشهد توافد اكثر من مليون مسيحي. ويبدو أن الإرهابيين بحثوا عن أهداف جديدة محتملة ينفذون بها جرائمهم ويتخطون عقبة الانتشار الأمني الكثيف في خدمة الهدف الرئيسي وهو إثارة الفزع لدى ملايين المصريين، وجعلهم يفقدون الثقة في قدرة النظام على حمايتهم، وربما الدفع باتجاه حرب أهلية. وفيما ستكون مهمة الحكومة بالغة الصعوبة في امتصاص غضب وألم الأقباط المصريين، مع زيادة التأمين لهم، يصعب بالتأكيد حمايتهم في كل مكان وفي كل وقت، وهو ما يتفهمه الأقباط الذين عبروا في كل المناسبات عن إدراكهم أنهم أصبحوا هدفاً رئيسياً لهجمات الإرهابيين مثلهم مثل أفراد الجيش والشرطة والقضاء، وهو ما أكده البابا تواضروس الثاني بدخول المسيحيين المصريين عصر الشهادة الثاني، بعد ان كان العصر الاول ايام احتلال الرومان مصر منذ ألفي عام، حيث أبدع الأقباط المصريين آنذاك فكرة إقامة الأديرة في المناطق الصحراوية البعيدة للجوء إليها للتعبد بعيداً عن الاضطهاد. وفي هذا العصر زادت موجات هجرة أقباط مصر إلى بلدان غربية في ظل استهدافهم. لكن مع وصول عددهم الى اكثر من عشرة ملايين على اقل تقدير، يستحيل تصور هجرة هؤلاء كما حدث مع يهود مصر الذين أبعدوا على خلفية الصراع والحروب مع إسرائيل، وبالتالي سيستمر الأقباط في دفع ثمن مواجهة الدولة مع الإرهاب والإرهابيين الذين ردوا على الخطاب القوي للرئيس عبد الفتاح السيسي في الرياض، الذي أكد فيه على الارتباط بين الحرب ضد «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية بالحرب التي تخوضها مصر ضد مجموعات إرهابية وتكفيرية، وفي القلب منها جماعة الإخوان، التي صُنفت مصريا وعربياً بالإرهابية. وهذه الحرب تجعل مستقبل الأقباط رهناً بقدرة الدولة على حمايتهم وعلى توجيه مزيد من الضربات القوية للإرهاب ودعم عربي ودولي لمصر، والتأكيد على أن ما تشهده ليس صراعاً على الحكم مع فصيل وصل بالديموقراطية وتمت إزاحته بثورة شعبية وتدخل عسكري، وإنما هو فصل دموي خطير من حرب تستهدف إسقاط الدولة حتى لو كان الثمن قتل الآلاف من المصريين، خصوصاً المسيحيين، بدم بارد وبوحشية بالغة، حتى بات الأقباط يؤمنون اليوم بأنهم فى عصر الاستشهاد الثاني الذي بدأ ولا أحد يعرف كيف سينتهي.

جميع الحقوق محفوظة