الثلاثاء 10 مايو 2022

4 أشهر «غبار ».. كل عام في الكويت

4 أشهر «غبار ».. كل عام في الكويت

4 أشهر «غبار ».. كل عام في الكويت

أظهرت الدراسات أن الكويت تتعرض لما نسبته %25 من أيام السنة، لمظاهر غبارية تعادل 4 أشهر من الأتربة والعواصف الرملية في كل العام، أغلبها في فصل الصيف، وذلك بحكم موقعها الجغرافي وظروفها المناخية وطبيعتها الجيولوجية وخصائص تربتها وسمات غطائها النباتي وانماط استخدام اراضيها.

 والغبار واحد من الظواهر الجوية العالمية غير المستحبة، لما يسببه من اضرار وعبء ثقيل على الانسان والحيوان والنبات والبيئة الطبيعية والاقتصاد، لتأثيراته السلبية على الصحة العامة، وخسائره المليونية التي كشفت دراسة حديثة للصندوق الكويتي للتنمية أنها تصل في الكويت إلى نحو 190 مليون دينار سنويا.

وبحسب دراسة الصندوق، فإن %40 من إجمالي الأتربة والرمال التي تتساقط على البلاد تأتي من الشمال، من محافظتي المثنى وذي قار العراقيتين، الأمر الذي استدعى مواجهتها بإطلاق مبادرة كويتية، بالشراكة مع الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، سميت بـ «مشروع التكيف والصمود» بقيمة 4 ملايين دينار، لتخفيف كل أنواع الأضرار الناتجة عن الغبار وتخفيف سريانه السنوي المزعج والمعبأ بالخسائر الصحية والاقتصادية. 

وتنبع أهمية المبادرة الكويتية للتخفيف من آثار الغبار، بحسب ما أكده خبراء لـ القبس، من أنها تسعى إلى معالجة المشكلة من جذورها، بإطلاق حقول من الأغطية النباتية في جنوب العراق، كمصدر أساسي لما تتعرض له البلاد من موجات غبارية، مشددين على أن تطبيق مشروع اعادة احياء الأراضي الزراعية في المصدر الآتية منه الأتربة للكويت خطوة داعمة للتخفيف من آثاره، وذلك على مدى 4 سنوات مقبلة، يتم العمل خلالها على تثبيت التربة والرمال وإعادة مصادر المياه إلى طبيعتها.

 

أشاد الخبير والمؤرخ الفلكي عادل السعدون بالمشروع الكويتي الهادف إلى اقامة مشاريع زراعية لتخضير التربة في جنوب العراق، من أجل تخفيف آثار الغبار والأتربة التي تصل الى الكويت سنويا وتتسبب في مشاكل صحية واقتصادية كبيرة.

 

 

ولفت السعدون الى ان المبادرة الكويتية التي اقدم عليها صندوق التنمية بالتعاون من الأمم المتحدة، لإعادة احياء الأراضي في محافظتي ذي قار والمثنى العراقيتين، سيكون لها أثر جيد في مناخ البلاد، حيث سيتم تأهيل مناطق عراقية قاحلة تنقل رمالها إلى الكويت مع هبوب الرياح الشمالية، الى واحات خضراء تكف ثورة الغبار وتسهم في تلطيف الجو.

وأضاف ان مشروع الكويت سيسهم في توطين البشر في المحافظات الزراعية العراقية المهجورة ودعم زراعة الأراضي الصالحة فيها واحيائها، الأمر الذي يساهم في مواجهة مصدر الغبار بتحويله إلى أراض زراعية مما يخفف نسب الغبار العابر إلى الكويت.

وذكر أهمية العمل على تعزيز الوعي لدى المجتمع الكويتي لتخفيف نسب الغبار التي تأتي من الصحراء المحلية التي يصعب السيطرة عليها نظرا لكلفة أي مشروع يمكن القيام به وصعوبة تحويل الأراضي إلى محميات لأسباب عدة.

الغبار المتطاير

 

في المقابل، أكد خبير الأرصاد الجوية فهد العتيبي لـ القبس أن موسم الغبار هذا العام قد زاد على البلاد نظرا لحالة من عدم الاستقرار الجوي، حيث تواجه الكويت الغبار المحمول بالهواء القادم من وسط العراق والمناطق الجنوبية فيها اضافة إلى الغبار المحلي الناشط على حركة الهواء غير المستقر.

وأضاف العتيبي أن هناك مجموعة من المناطق التي تعد مصدراً للغبار الواصل إلى الكويت، بدءاً من مناطق عراقية، إضافة إلى مواقع محلية، منها: غرب وجنوب غرب الكويت، لافتاً إلى أن زراعة الأشجار المناسبة في كل من العبدلي والسالمي ستسهم في تقليل نسب الأضرار الناتجة عنه.

وأشار إلى أن السيطرة على الغبار أمر صعب، لكن التقليل منه ومن أضراره أمر ممكن، لا سيما أنه يمكن العمل على تشجير مناطق في وسط وجنوب العراق وشمال وغرب الكويت للقيام بالمواجهة المطلوبة.

ولفت إلى أنه يمكن أن يتكون الغبار نتيجة السحب الرعدية غير المشبعة التي لم تكتمل العوامل المساعدة لتكوينها سحباً مطرية، مما يساهم في إنتاج رياح هابطة تساهم في إثارة الغبار المحلي. 

5 طرق للحد من العواصف الرملية 

1 - محاربة التصحر بزيادة الغطاء النباتي

2 -  تثبيت التربة بالسيطرة على المراعي الطبيعية وتنظيمها

3 - إطلاق حملات رسمية وشعبية لتوفير حزام أخضر

4 - توفير الشتلات لغرسها باتجاهين نظامي وعمودي

5 - تشجيع تخضير الساحات الخالية والمهملة داخل المدن

أهداف مشروع التكيف والصمود

• التعرف على أهم مسببات تكوّن العواصف الرملية والترابية من النواحي المناخية والجيولوجية والكيميائية.

• رفع إمكانات التكيف والصمود في مناطق تعاني من العواصف واستيعاب آثارها السلبية.

• تقليص فرص حدوث العواصف الرملية والترابية الصادرة عن محافظتي المثنى وذي قار في العراق.

• تخضير البيئة العراقية الجنوبية يعود بالنفع على الكويت في تلطيف الجو وتحسين درجات الحرارة.

• تعظيم المساعي الإقليمية في تحقيق مجموعة من أهداف التنمية المستدامة. 

3 أنواع من الغبار

بحسب تقرير مناخي صادر عن دائرة الأرصاد الجوية، فإن هناك 3 أنواع من الغبار تصل إلى الكويت، أكثرها شيوعاً «الغبار المتطاير» الذي يتواجد في البلاد 42 يوماً أحياناً، يليه الغبار العالق ويمتد لـ32 يوماً، وأقلها العواصف الترابية.

وأضاف التقرير أن مستوى الغبار يتزايد بين مايو ويوليو، وتتعرض البلاد سنوياً إلى كل أنواع الغبار لمدة 4 أشهر، أكثرها في الصيف.

ولفت إلى أن موسم الغبار يدخل خلال الفترة الانتقالية التي تبدأ في 21 مايو وحتى 5 يونيو، ويلحقها موسم الصيف الجاف حتى 19 يوليو، وتكون «فترة رياح السموم اللاهبة والعواصف الترابية».

مواسم العواصف

يبدأ موسم البارح الكبير في 3 يوليو وحتى 15 منه، وهي فترة «تسود خلالها الرياح الشمالية الغربية الجافة والحارة وتسمى محلياً السموم، وتنشط هذه الرياح في بعض الفترات فتؤدي إلى حدوث عواصف ترابية شديدة قد ينخفض معها مدى الرؤية إلى أمتار قليلة، لا سيما وقت الظهيرة».

وتميل العواصف الترابية إلى الحدوث خلال 4 فترات رئيسية من 9 - 12 ومن 17 - 24 يونيو، ومن 1 - 7 ومن 9 - 17 يوليو، ويتراوح متوسط درجة الحرارة العظمى بين 42 م و46 م، وتختفي السحب من السماء تماماً ويندر خلال هذه الفترة هبوب الرياح الجنوبية الشرقية الرطبة.

تلي ذلك فترة رياح السموم اللاهبة والعواصف الترابية التي تبدأ في 20 يوليو وحتى الفترة الانتقالية، وتتجاوز درجة الحرارة فيها 50 درجة مئوية. 

الغبار في أرقام 

4 أشهر من الغبار تعيشها الكويت سنوياً

%40 من غبار الكويت مصدره العراق

190 مليون دينار خسائر الغبار المالية

 

جميع الحقوق محفوظة