الخميس 22 سبتمبر 2022

ما مدى احتمال وقوع حرب نووية أميركية - روسية؟

ما مدى احتمال وقوع حرب نووية أميركية - روسية؟

ما مدى احتمال وقوع حرب نووية أميركية - روسية؟

منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي هددت البشرية لمدة 13 يوماً باندلاع حرب نووية أميركية - روسية، لم يشهد العالم خشية من احتمال اندلاع تلك الحرب مجدداً كما يشهد هذه الأيام، بعد تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية رداً على نكسات قواته شرق أوكرانيا وتمويل الغرب العسكري لكييف، وتحذير الرئيس الأميركي جو بايدن بوتين من مغبة الإقدام على ذلك.

وبعد تهديد بوتين، قال الرئيس الروسي السابق ديميتري مدفيديف، أمس، إن أي أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك الأسلحة النووية الإستراتيجية، يمكن أن تُستخدم للدفاع عن الأراضي التي تنضم لروسيا من أوكرانيا

وهذا ليس التهديد الأول لبوتين، فبعد أيام قليلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أمر بوضع قوات الردع النووي الري في حالة التأهب القصوى.

وقد أجمع محللون كثر على أن بوتين لن يقبل الهزيمة في أوكرانيا، وهو مصمم على التصعيد، وماض في استخدام كل الأوراق، مشيرين إلى أن استخدامه السلاح النووي أمر غير مستبعد.

شتاء «نووي»

إن قصف المدن والمراكز الصناعية بقنابل نووية سيتسبب بعواصف نارية، وتلويث الغلاف الجوي بانبعاثات نواتج الاحتراق، وسيؤدي ذلك إلى تغيرات مناخية وتقلص كميات الأغذية في البر والمحيطات.

وبحث العلماء آثار النزاعات بين دول مختلفة، بما فيها بين روسيا والولايات المتحدة، وتشير تقديراتهم إلى أن حرباً نووياً بين هذين البلدين قد تؤدي إلى مصرع أكثر من 5 مليارات نسمة، وسيعاني الكوكب من «شتاء نووي».

وحتى الآن، وحسب تقارير ودراسات عدّة، قد لا تكون الدول كلها بمأمن عن نطاق الهجمات النووية، خاصة أن البنى التحتية في دول عدّة لا تزال ضعيفة نسبياً، ومعظمها لا تملك الملاجئ اللازمة لحماية مواطنيها.

وعمدت السلطات في الولايات المتحدة إلى بناء ملاجئ عدّة للاختباء من أيّ حرب نووية، ففي ولاية كانساس، ثمّة مبنى تحت الأرض مؤلّف من 15 طبقة، يُطلَق عليه اسم «سورفايفال كوندو»، شُيّد خلال الحرب الباردة، سماكة جدرانه الخرسانية تتراوح ما بين 2.5 قدم وتسع أقدام، وأُدخلت تعديلات على المبنى، شملت مكتبة وحوض سباحة وجدار تسلّق وسينما وميدان رماية.

لا ملاجئ آمنة

ووفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن القائد السابق للكيماويات في المملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي وقائد قوات الدفاع البيولوجي والنووي هاميش دي بريتون غوردون، فإنه «لا ملاجئ آمنة في أوروبا للحماية من الهجمات النووية»، مؤكداً أنّ الملاجئ في حالة سيّئة وان الأوروبيين غير مستعدّين تماماً للتعامل مع هذه الأزمة.

لكن دولاً محددة اتبعت إستراتيجية مختلفة عن باقي الدول الأوروبية، وجهّزت فعلياً ملاجئ عدّة تحسّباً لأيّ حرب نووية. وقد تكون فنلندا والسويد أبرز مثالَين لذلك.

وقد أكد الأمين العام لأمانة اللجنة الأمنية الفنلندية بيتري تويفونين أنّ لدى السلطات خمسة آلاف ملجأ تتّسع لنحو أربعة ملايين شخص.

وفي السويد، تختبر وكالة الطوارئ المدنية نظام الإنذار من الغارات الجوية باستمرار. وقد بدأت أخيراً بتوزيع كتيّبات احترازية تتضمّن قائمة مرجعية للإمدادات الأساسية التي يمكن الحصول عليها من السوبر ماركت للبقاء على قيد الحياة في حالة فرار أو اللجوء إلى مخبأ.

أمّا سويسرا فسبق أن جهّزت ملاجئ آمنة تحت الأبنية السكنية، تحسّباً لحرب نووية أو بيولوجية، وثمّة ما لا يقلّ عن 350 ألف ملجأ جماعي.

جميع الحقوق محفوظة