أثارت حفرةٌ عميقة تم اكتشافها في البقاع اللبناني الذعرَ وسط تَضارُب المعلومات حول سبب ظهورها المفاجئ.

وكان مزارع اكتشف في المنطقة الجردية المتصلة بين بلدتي ريحا وبرقا المحاذيتين عقارياً لبلدة بشوات في البقاع الحفرة التي يزيد عمقها عن 12 متراً. وتَفَقَّدَ الموقعُ رئيس بلدية بشوات حميد كيروز، وناشد غرفة إدارة الكوارث «تكليف اختصاصيين جيولوجيين للكشف على المكان وتحديد الأسباب التي أدت إلى هذه الهوة العميقة، والمبادرة إلى إقامة سياج على دائرة قطرها 20 مترا حفاظاً على السلامة العامة».

وفيما أفادتْ «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن الحفرة ناجمةٌ عن انزلاقٍ للتربة في المحلة، أعرب الأهالي عن ذهولهم من ظهورها المفاجئ، متسائلين عن تزامُن هذه الظاهرة مع سلسلة الهزّات الأرضية التي شهدتها المناطق اللبنانية أخيراً إثر الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية في 6 فبراير.

ونقل موقع «لبنان 24» عن بعض السكان أنّ شكل الحفرة يأخذ الأذهان إلى أشكال الفجوات التي تحدثُ حين يضربُ نيزكٌ الكرة الأرضية،ليعلّق أحد الأشخاص: «كأنو نيزك ضرب بعلبك!»، فيما ربط البعض الحفرة بعمليات شفط المياه الجوفية التي تنشط في غالبية المناطق اللبنانية.

واستعاد البعض مع هذا «الاكتشاف» الظاهرة التي شهدتها في مدينة قونية التركية حيث رصد سكان منطقةٍ فيها حفرة عملاقة تشكّلت فجأة وظهرت بعد نحو عشرين يوماً من الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا، حيث تخوّف السكان من وجود علاقةٍ بين ظهور الحفرة التي تبلغ مساحتها 1400 متر بعمق 12 متراً وقطر 37 متراً، والزلزال الذي تلته آلاف الهزّات الارتدادية.

وكان مدير مركز الأبحاث والتطبيقات في «جامعة قونية التقنية» فتح الله أرك قال إن الحفرة تشكلت من قبل وظهرت للعيان بعد نحو 20 يوماً من الزلازل الكبيرة، ربما كانت هذه الحفرة جاهزة للانهيار وربما حدثت أثناء الزلزال.

وربما انهار سطح هذه الحفرة المشكلة سابقاً بفعل الزلزال مع الاهتزاز الذي حصل، نعم يمكن ربط حصول الحفر مع الزلزال في بعض الأماكن، لكننا لم نجد هنا أي دليل واضح على حصولها بسبب الزلزال".

وقال سينان توركان الذي يترأّس جمعية تقوية الزلازل (DEGÜDER) لـ «العربية.نت» إن «هذه الحفرة طبيعية وغير مرتبطة بالزلزال، لكن ظهورها كان نتيجة استخراج المياه الجوفية في منطقة قريبة منها وهو ما أدى إلى ظهور هذه الحفرة التي تبدو وكأنها ثقوب في باطن الأرض جرّاء حركة المياه في تلك المنطقة».