الأحد 07 مايو 2017

السيسي ضيفاً على صاحب السمو اليوم

السيسي ضيفاً على صاحب السمو اليوم

السيسي ضيفاً على صاحب السمو اليوم

كونا- يصل إلى البلاد اليوم رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عبدالفتاح السيسي والوفد الرسمي المرافق له في زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات رسمية مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حول العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة السيسي إلى البلاد، وهي الثانية له منذ توليه الرئاسة في يونيو العام 2014، في وقت تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تناميا ملحوظا في مختلف المجالات، كما يندرج لقاء السيسي بأمير البلاد ضمن سجل حافل من الزيارات واللقاءات الرسمية بين قادة الدولتين على مدى عقود مضت والتي رسخت أواصر العلاقات بين الجانبين على مختلف الصعد. وتعتبر العلاقات الكويتية - المصرية المتأصلة منذ عشرات السنين نموذجا يحتذى به، فقد أكدت الكويت دائما تأييدها ووقوفها الى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن مصر واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبادلتها القيادة المصرية بالمثل في العديد من الأزمات التي مرت بها الكويت. ومن أبرز هذه المواقف موقف القيادة المصرية الواضح والمؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي العام 1990، في مشهد سبق تكراره عندما وقفت الكويت إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو 1967 وفي حرب اكتوبر العام 1973. ومنذ تأسيس العلاقات الديبلوماسية الرسمية بين البلدين، بعد استقلال الكويت العام 1961 بدأت العلاقات بين الجانبين في التنامي المطرد إذ سرعان ما جرى تبادل السفراء وجرى التنسيق السياسي على أعلى المستويات. واستقبلت القاهرة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح ثلاث مرات متتالية خلال العام 1964 في مؤتمري القمة العربية اللذين عقدا في القاهرة والاسكندرية والثالثة في مؤتمر دول عدم الانحياز. كما زار الأمير الراحل الشيخ صباح السالم القاهرة عدة مرات خلال فترة تولي جمال عبدالناصر رئاسة مصر، وكان الأمير الراحل آخر من ودع عبدالناصر بعد قمة القاهرة في 28 سبتمبر 1970 في المطار ليكون آخر زعيم يلتقي الرئيس المصري قبل وفاته. وأجرى الشيخ صباح السالم كذلك عدة زيارات إلى مصر خلال فترة الرئيس الراحل أنور السادات، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى زيارة أخرى العام 1976 للمشاركة في مؤتمر القمة العربي السداسي الذي خصص لمعالجة الأزمة اللبنانية التي تفجرت في تلك الفترة. وقد سجل الشيخ صباح السالم في تلك المرحلة الصعبة مواقف مشرفة لدولة الكويت في حربي 1967 و1973، على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية دعما للموقف العربي عموما ولمصر خصوصا. وبعد تولي حسني مبارك مقاليد الحكم في مصر العام 1981 زار الكويت أربع مرات قبل الغزو العراقي في العام 1990 وكانت الزيارة الأولى العام 1987 للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامي والثانية في يناير 1988 بعد استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والثالثة في فبراير العام 1989 لمشاركة الكويت احتفالاتها بالعيد الوطني أما الرابعة فكانت في يوليو العام 1990 قبل محنة الغزو. في المقابل أجرى أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح زيارة رسمية إلى القاهرة في أغسطس العام 1989 حيث لاقى استقبالا رسميا وشعبيا حافلا. وبعد تحرير البلاد من الغزو كان الرئيس الأسبق حسني مبارك من أوائل الزعماء الذي زاروا الكويت للتهنئة بالتحرير ثم توالت زياراته بعد ذلك للتشاور وتنسيق المواقف ودعم أواصر التعاون بين البلدين في كل المجالات كما قام الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عقب التحرير بعدد من الزيارات إلى القاهرة والإسكندرية للتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. ومنذ أن تولى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد زادت متانة العلاقات الكويتية - المصرية وتعززت أكثر فأكثر سواء على الصعيد الثنائي أو على الصعيد العربي إذ واصل سموه مع الرئيس الأسبق مبارك تبادل المشاورات واللقاءات وكانت أبرزها زيارة مبارك لدولة الكويت في العام 2009 حين استضافت البلاد القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية. وواصل سمو الأمير سلسلة الزيارات المتبادلة فقد استقبل في العام 2013 الرئيس الموقت عدلي منصور ثم حضر سموه مراسم تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر في يونيو 2014 بينما زار الأخير دولة الكويت رسمياً وللمرة الأولى في العام 2015. الرئاسة المصرية: تنسيق مشترك لمواجهة التحديات قالت الرئاسة المصرية، ان زيارة السيسي للكويت ستبحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين، بالإضافة إلى مواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واوضحت الرئاسة، في بيان صحافي، أن الزيارة تأتي في إطار علاقات الأخوة المتميزة التي تجمع بين البلدين، وبما يساهم في دفع أفق التعاون بينهما في مختلف المجالات، وأن تؤكد حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك في شأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية بهدف تعزيز وحماية الأمن القومي العربي. وذكرت أن السيسي، سيتوجه بعد الكويت إلى مملكة البحرين الشقيقة، حيث من المقرر أن يعقد جلسة مباحثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في إطار التشاور المستمر بين البلدين في شأن تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على كافة الأصعدة، فضلا عن مناقشة سبل تعزيز وحدة الصف بين الدول العربية بما يساهم في تعزيز قدرتها على حماية مصالحها المشتركة ويلبي طموحات وآمال شعوبها، والوقوف بحسم أمام كافة محاولات التدخل الخارجي في شؤونها.

جميع الحقوق محفوظة