الجمعة 26 مايو 2023

إيران: مستاءون من حرمان الأفغانيات من التعليم

إيران: مستاءون من حرمان الأفغانيات من التعليم

إيران: مستاءون من حرمان الأفغانيات من التعليم

بدأ التوتر بين إيران وأفغانستان، تحت حكم حركة طالبان، يتصاعد، بسب ملفات عديدة أخرها النزاع المائي حول نهر هيرمند الذي ينبع من الأراضي الأفغانية ويصب في «سيستان وبلوشستان» الإيرانية.

واليوم قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بأن بلاده لا تعترف بحكومة أفغانستان التي شكلتها حركة طالبان وتدعو إلى تشكيل حكومة شاملة في هذا البلد.

ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية (إرنا) عن عبد اللهيان قوله: «نحن غير راضين عن حقيقة أنه لم يتم تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، وقمنا بإخبار السلطات الحالية في البلاد بموقفنا هذا. لا نعترف بالهيئة الحاكمة الحالية لأفغانستان ونصر على ضرورة تشكيل حكومة شاملة لأن طالبان جزء من واقع أفغانستان وليس كلها ولا تعد متحدثا باسم إرادة الشعب الأفغاني».

وأضاف: «نحن مستاءون من حرمان النساء والفتيات الأفغانيات من التعليم ونعتبر هذا السلوك مخالفًا لتعاليم الإسلام».

كما عبر عن قلقه من النزاعات التي تندلع من حين لآخر على الحدود الإيرانية الأفغانية، مؤكدا رغبة بلاده بالمساعدة في تحقيق السلام والأمن.

قضية نهر هيرمند

وخلال لقاء مع مسؤولي وزارة الخارجية ورؤساء البعثات الإيرانية بالخارج قال عبداللهيان: «نحن بصدد قضية المطالبة بحصة إيران من نهر هيرمند، لقد اجرينا محادثات مع السلطات الافغانية ونعتقد انه ينبغي النظر في المسار القانوني لأن المشكلة لا يمكن حلها من خلال بيان سياسي».

ونهر هرمند هو أحد أكثر الأنهار وفرة في أفغانستان، حيث يصب في بحيرة هامون في إيران، أما الخلاف الحالي فيعود إلى شروط تقنية يتضمنها الاتفاق الذي ينص على أن لإيران حقاً في الحصول على 850 مليون متر مكعب من نهر هلمند

وقضية مياه نهر هيرمند متفاعلة وقد تتحول لأزمة كبيرة بين البلدين، وأكدت طهران أنها ستعرف كيف تتصرف إذا ثبت أن حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان منعت حصة طهران في مياه النهر. في حين أشار مساعد وزير الخارجية في حركة طالبان، عباس استانكزي، في مقابلة مع «أفغانستان إنترناشيونال» إلى التوتر المتصاعد مع طهران حول حصة مياه نهر «هيرمند»، وقال إن الحكومة الأفغانية ملتزمة باتفاقية عام 1972، شرط أن تتوفر المياه الكافية في نهر هيرمند. لافتاً إلى أن أفغانستان والمنطقة بأسرها شهدت خلال الأعوام الأربعة والخمسة الماضية جفافا واسعا، ولا توجد مياه كافية حتى خلف سد «كجكي».

غير أنه القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أفغانستان، حسن كاظمي، أكد أنه «لو ثبت وجود المياه في سد كجكي وطالبان تمتنع عن إعطاء إيران حصتها من مياه نهر هيرمند فعليها أن تتحمل المسؤولية وحينها تكون الحجة قد تمت وتعرف الحكومة الإيرانية كيف تتصرف».

ورد الدبلوماسي الإيراني على ما يقوله الفنيون في طالبان من أنه «بمرور الوقت رسب 60% من المياه في سد كمال خان»، قائلا: «خبراؤنا يجب أن يروا حقيقة هذه المسألة عند زيارتهم للسد، وحينما يذهب خبراؤنا إلى أفغانستان يمكننا تقديم الحل وهنالك بالتأكيد حلول». وأوضح كاظمي أن «إيران خدمت الشعب الأفغاني أكثر من أي دولة أخرى»، لافتا إلى أنه «في العام الماضي، على عكس ما قاله مسؤولو طالبان، ذهب ما يقرب من ملياري متر مكعب من المياه إلى غودزرة»، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن مسؤولي طالبان «يعرفون أنهم إذا كانوا يريدون إقامة حكومة مستقرة في أفغانستان، فيجب أن يكون لديهم تفاعل بناء مع جيرانهم».

وكان الرئيس ابراهيم رئيسي أطلق قبل أيام تحذيراً شديدَ اللهجة، خلال زيارته لمنطقة سيستان وبلوشستان الحدودية مع باكستان وأفغانستان، قائلاً «لن نسمح بانتهاك حقوق شعبنا، خذوا كلامي على محمل الجدّ حتى لا تعاتبوا لاحقاً»، موجهاً لحكومة طالبان في أفغانستان لانتهاكها حقوق إيران المائية. ملمحاً إلى تنفيذ عملية عسكرية داخل أفغانستان.

التفاعل الذكي لمنع العنف

وفي إشارة إلى جوار إيران وأفغانستان ووجود حدود طويلة بين البلدين، قال عبد اللهيان: «لا يوجد سبيل آخر سوى التفاعل بين البلدين. لا نريد لحادثة مزار الشريف المأساوية أن تتكرر.. نريد المساعدة في عملية تحقيق السلام والأمن في أفغانستان، ولدينا توقعات متبادلة من الحكام الحاليين لأفغانستان». واشار عبداللهيان إلى السياسة الخارجية المتوازنة التي تنتهجها حكومة ابراهيم رئيسي والتي تعني التفاعل مع أجزاء مختلفة من العالم على أساس الدبلوماسية الديناميكية والتفاعل الذكي.

جميع الحقوق محفوظة