الخميس 19 مايو 2022

إيران: محتجون يهاجمون سيارات شرطة وسجناً لـ «الحرس»

إيران: محتجون يهاجمون سيارات شرطة وسجناً لـ «الحرس»

إيران: محتجون يهاجمون سيارات شرطة وسجناً لـ «الحرس»

أظهرت مقاطع تم تداولها على منصات التواصل حرق سيارات شرطة خلال احتجاجات إيرانية ضد الغلاء بدأت منذ أسبوع وامتدت أمس لتصل إلى أصفهان، وسط البلاد، في حين يجري سلاح الجو الإسرائيلي، لأول مرة، مناورة على توجيه ضربة واسعة النطاق للمنشآت النووية الإيرانية، في ظل انسداد مفاوضات فيينا.

بعد انتقال الاحتجاجات ضد الغلاء في إيران إلى مشهد وقم وطهران، شهدت مدن من محافظتي فارس وأصفهان احتجاجات مماثلة انطلقت ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، وامتدت حتى صباح أمس.

وانتشرت مقاطع مصورة، على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر تعرض سيارات قوات الأمن في مدينة كازرون بمحافظة فارس للقذف بالحجارة وقنابل المولوتوف اليدوية، حيث قام المحتجون بقطع الطرقات باستخدام الحجارة والعوائق المختلفة، وبعد أن حاولت الشرطة مهاجمتهم احتموا خلف السواتر، وقامت مجموعات أخرى بتطويق رجال الأمن ومهاجمتهم وحرق سياراتهم، في عمل يعتبر الأول من نوعه.

وشهدت الاحتجاجات بمدن كلبايكان، غرب محافظة أصفهان، وجونقان في تشارمهال وبختياري، أسوأ الصدامات بين الأجهزة الأمنية والمحتجين، وأفاد شهود بجرح العشرات من المحتجين والقوات الأمنية التي استخدمت الرصاص المطاطي والحي بكثافة، إلى جانب قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق التجمعات التي رددت شعارات تطالب رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي بالرحيل، وتحذره من أن «الدبابات والطائرات لن تنفعه». وأكد الشهود خاصة من محافظات خوزستان ولرستان وتشارمهال وبختياري أن الأجهزة الأمنية تقوم بتصوير المحتجين واعتقالهم فيما بعد في بيوتهم، لتقليل الصدام المباشر مع المحتجين في الشوارع.

وشهدت مدينة دزفول في محافظة خوزستان، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، تصادمات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن، بعد أن قام المحتجون بمهاجمة السجن التابع لـ«الحرس الثوري»، وكسروا أبوابه، وضربوا بعض الحراس، لكي يخرجوا نشطاء تم إيقافهم أخيرا وإيداعهم السجن.

وادعى بعض الشبان العرب بالمحافظة أن 100 من المعتقلين تمكنوا من الهرب قبل أن تصل تعزيزات أمنية للحرس، وتبدأ بإطلاق النار الحي على المهاجمين، وأضافوا أن أهم سبب لنجاح الهجوم على سجن «الحرس الثوري» أن معظم الحراس من أبناء المحافظة، من عرب ولر، والذين لم يكونوا مستعدين للتصدي للمحتجين، حيث أمرت القيادات العليا لـ»الحرس الثوري» باعتقال بعضهم بتهمة رفض الانصياع للأوامر.

ويأتي ذلك في وقت استغلت الحكومة الإيرانية سوء الأحوال الجوية، وعطلت العمل بمعظم المدن الكبرى، لليوم الثاني على التوالي، بسبب موجة الغبار التي تضرب المنطقة، ونشرت دوريات أمنية بكثافة في مدن طهران ومشهد وقم، التي شهدت احتجاجات خلال اليومين الماضيين لتفريق أي تجمع يزيد على 5 أشخاص. يذكر أن شرارة الغضب انطلقت الأسبوع الماضي، بعد خفض الحكومة الدعم على القمح المستورد، ما أدى إلى زيادة الأسعار 300 في المئة لمجموعة من السلع الغذائية القائمة على الطحين.

في هذه الأثناء، وقعت عملية احتجاز رهائن، في أحد المكاتب الحكومية بمدينة إيلام غربي إيران، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة سبعة آخرين.

وذكرت القوات الأمنية أن الخاطف كان يعمل بـ«منظمة المستضعفين»، التابعة للمرشد الأعلى علي خامنئي، قبل أن يتم طرده منها، مشيرة إلى أن المتهم كان يحمل مسدسا وقام بالانتحار بإطلاق النار على نفسه بعد قتل الضحايا.

 

مناورات إسرائيلية

 

إلى ذلك، وفي وقت تزايد عدم اليقين بشأن عودة إيران إلى الاتفاق النووي لعام 2015، مع استمرار الانسداد بمفاوضات فيينا التي تخوضها مع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، يجري سلاح الجو الإسرائيلي، لأول مرة، مناورة على توجيه ضربة واسعة النطاق للمنشآت النووية الإيرانية في وقت لاحق من مايو الجاري، وبمشاركة لوجستية أميركية تتمثل في تزويد الطائرات الأميركية المقاتلات الإسرائيلية بالوقود وهي في طريقها إلى الهجوم المفترض. وستجرى المناورات الجوية واسعة النطاق وعملية المحاكاة لتوجيه ضربة إيران، في قبرص، التي تبتعد مسافة مشابهة لتلك التي تفصل تل أبيب عن طهران، خلال الأسبوع الرابع والأخير من التدريبات التي تستغرق شهرا، بدءا من 29 الجاري.

وأفاد تقرير نشره موقع «تايمز أوف إسرائيل» بأن المناورات الجوية الإسرائيلية الأولى من نوعها ستعتمد على قائمة أهداف محتملة في إيران، أعدها الجيش الإسرائيلي باستخدام الذكاء الاصطناعي، مبينا أن الجيش الإسرائيلي يبحث الطرق الممكنة لضرب منشآت إيرانية تحت الأرض، والتعامل مع الدفاعات الجوية الإيرانية المعقدة، إضافة إلى الاستعداد لرد انتقامي من إيران وحلفائها في المنطقة.

وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، أمس الأول، لهجة تصريحاته باتجاه إيران، عشية إجراء محادثات في واشنطن تركز على تقدم برنامج طهران الذري، في ظل جمود مفاوضات فيينا المتوقفة منذ مارس الماضي، واتهم غانتس طهران بـ«تنظيم تشكيلات ومنظومات لتعزيز عدوانها في المنطقة»، مجددا القول إن «إسرائيل ستواصل التصدي لنشاط إيران الإقليمي والنووي». وفي حين أكد قادة الدولة العبرية مرارا أنهم لن يقبلوا أن تصبح إيران «دولة عتبة نووية» توعد الرئيس الإيراني، أبريل الماضي، بأن قوات بلاده ستستهدف «قلب إسرائيل» إذا قامت بـ«أدنى تحرك» ضد الجمهورية الإسلامية.

 

اشتباك بحري

 

في هذه الأثناء، أعلنت البحرية الإيرانية وصول فريق مرافقة تابع لبحرية الجيش إلى منطقة بالبحر الأحمر، أمس، بعد تلقيه نداء استغاثة من سفينة إيرانية، واشتباكه مع زوارق مجهولة.

وقال قائد بحرية الجيش الأدميرال شهرام إيراني: «مع وصول فريق البحرية وتبادل إطلاق النار مع الزوارق المهاجمة غادر المهاجمون المنطقة، حيث يعد هذا ثاني اشتباك للبحرية هذا الأسبوع مع قراصنة فى المياه الدولية».

وفي حادث منفصل، أفاد العقيد حسين دهكي، قائد حرس الحدود بمحافظة هرمزكان جنوب إيران، بضبط سفينة تحمل كمية من الوقود المهرب، وتوقيف سبعة أشخاص وصفهم بالمهربين.

ونقل عن دهكي القول: «أثناء تفتيش السفينة، تمكن حرس الحدود من العثور على 550 ألف لتر من المازوت المهرب، وجرى اعتقال سبعة مهربين، ونقل المواد المهربة إلى شرق جزيرة مارو»، مؤكدا استمرار تنفيذ خطة مكافحة تهريب المحروقات والبضائع ومحاربة المهربين في مختلف أنحاء الشريط الحدودي بالمحافظة.

من جانب آخر، أعلنت البحرية الأميركية أنها صادرت شحنة مخدرات، 640 كيلوغراما، بقيمة 39 مليون دولار، من سفينة صيد إيرانية على متنها 9 أشخاص، أثناء قيامها بدوريات في المياه الدولية بخليج عمان، من 15 إلى 16 الجاري.

 

 

جميع الحقوق محفوظة