الخميس 02 مارس 2023

«الكهرباء»... في نفق مُظلم؟

«الكهرباء»... في نفق مُظلم؟

«الكهرباء»... في نفق مُظلم؟

حذّرت مصادر مسؤولة من أزمة كهربائية محتملة خلال مواسم الصيف في السنوات الثلاث المقبلة، مشيرة إلى أن صيف هذا العام سيكون أقلها حدة، لعدم دخول مشاريع كهربائية جديدة خلال السنوات المذكورة، باستثناء مشروعي محطة الصبية المتوقع أن ينتجا 1150 ميغاواط، على الرغم من زيادة التوسع العمراني.

وقالت المصادر لـ«الراي» إن «الأزمة المحتمل وقوعها خلال مواسم صيف السنوات 2024 و2025 و2026، يمكن تفاديها إذا كان هناك تنسيق حقيقي بين الوزارة والجهات الرقابية، المتمثلة في الجهاز المركزي للمناقصات العامة وديوان المحاسبة، في شأن تسريع وتيرة إجراءات طرح وترسية عقود الصيانة للوحدات في المحطات القائمة، من دون تأخير أو تباطؤ، كما يحدث حالياً مع مناقصات الوزارة».

وأوضحت أن «عبور الأزمة، وفق الإنتاج الحالي الذي يتجاوز حاجز 18 ألف ميغاواط بقليل، وفق مسؤولي وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، مرهون بإتمام عمليات الصيانة لوحدات الإنتاج وإدخالها جميعاً في الخدمة، وخصوصاً خلال ساعات الذروة في مواسم الصيف»، منبهة من أن «تأخر الوزارة في إصلاح وصيانة الوحدات الخارجة عن الخدمة التي تحتاج إلى قطع غيار، أو مصنعين عالميين لإصلاحها، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة إن لم يتم إيجاد حلول عاجلة».

وأضافت أن «التنسيق مع الجهات الرقابية، في شأن تسريع وتيرة إنهاء الإجراءات المرتبطة بطرح وترسيات المناقصات، يجب ألا يقتصر على عقود الصيانة، بل يجب أن يمتد إلى تسريع الاجراءات الخاصة بطرح وترسية المشاريع الجديدة، حتى لا تتأخر عن برامجها الزمنية»، مشددة على ضرورة «تدخل القيادات الحكومية بشكل جدي في شأن مشروعات الشراكة المطروحة عن طريق هيئة مشروعات الشراكة ( الزور الشمالية، الخيران) عن طريق استعجال اللجنة العليا في اتخاذ إجراءاتها، حيث لا يعقل أن تستغرق اللجنة العليا شهرين للنظر في تأهيل المستثمرين الراغبين في المنافسة على هذين المشروعين».

وأضافت ان «سير اللجنة العليا لمشروعات الشراكة بهذه الوتيرة، يعني أن مشروعي محطتي الزور الشمالية (المرحلة الثانية) والخيران (المرحلة الأولى) المتوقع أن تنتجا 4500 ميغاواط كهرباء و290 مليون غالون مياه يومياً، سيتأخران كثيراً عن موعد دخولهما الخدمة، وهذا يعني أن الأزمة يمكن أن تطول إلى ما بعد 2027 و2028، وكذلك الأمر بالنسبة لمشروع الشقايا للطاقة المتجددة»، مؤكدة أن «تأخير تنفيذ تلك المشاريع سيدخل الوزارة في نفق مظلم».

وأردفت أن «الوزارة تضع في حسبانها الاستعانة بشراء ما بين 500 و1000 ميغاواط، من منظومة الربط الكهربائي الخليجي خلال مواسم الصيف المقبلة، للبقاء ضمن عملية التشغيل الآمن لمحطات القوى»، بيد أنها لفتت إلى أن «الاستعانة بطاقة من منظومة الربط، هو بمثابة حل موقت، ولا يمكن الاعتماد عليه خلال السنوات الأشد وطأة التي يمكن أن تواجه الوزارة مستقبلاً».

وأكدت أن «تجاوز الأزمة وعبورها بأقل الخسائر سيكون مرهوناً في المقام الأول بتسريع وتيرة إجراءات طرح عقود الصيانة وقطع الغيار الخاصة بوحدات الإنتاج في محطات القوى، وصيانة وإصلاح الوحدات التي ما زالت خارج نطاق الخدمة منذ سنوات».

سببان للأزمة

1 - تأخر الوزارة في تنفيذ مشاريعها، سواء المطروحة عن طريقها أو عن طريق هيئة مشروعات الشراكة.

2 - إلغاء وإعادة طرح بعض المشاريع الكبرى لإنتاج الكهرباء خلال السنوات الفائتة.

4 حلول

1 - تسريع دورة إجراءات طرح وترسية عقود وصيانة وحدات محطات القوى وقطع غيارها.

2 - استعجال اللجنة العليا في إجراءات طرح وترسية مشروعي محطتي الزور الشمالية والخيران.

3 - العمل على صيانة وإصلاح الوحدات الخارجة عن الخدمة قبل حلول موسم الصيف.

4 - تفعيل حملات الترشيد خلال أوقات الذروة.

الأحمال

سجل مؤشر الأحمال الكهربائية، في 9 أغسطس الفائت، أعلى معدل استهلاك تبلغه الكويت، بـ16180 ميغاواط، ووقتها اقترب المؤشر من دائرة الخطر، حيث لم يكن يتبقى احتياطي تشغيل إلا القليل، فماذا ستفعل الوزارة في ظل التوقعات بزيادة الأحمال وتخطيها الحمل الأقصى الذي سُجل الصيف الفائت؟!

القدرة الفعلية

وفقاً لكلام مسؤولي الوزارة، تبلغ القدرة المركبة لوحدات الإنتاج الكهربائية، أكثر من 18 ألف ميغاواط بقليل، ولكن كم تبلغ القدرة المتاحة فعلياً لتلك الوحدات؟

جميع الحقوق محفوظة