الأربعاء 15 مارس 2023

كرم جبر: الإعلام التقليدي حماية لضمير الشعب... من الإعلام الآخر

كرم جبر: الإعلام التقليدي حماية لضمير الشعب... من الإعلام الآخر

كرم جبر: الإعلام التقليدي حماية لضمير الشعب... من الإعلام الآخر

شدد رئيس المجلس الأعلى للإعلام في جمهورية مصر العربية كرم جبر على أن الثورات التكنولوجية تمضي بسرعة كبيرة، وسط تغيرات ستكون في السنوات المقبلة سريعة ومذهلة، في ظل اجتياح لإعلام وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً إلى إبقاء الإعلام الرسمي الورقي والمرئي والحفاظ عليه، متسائلاً «هل نترك السفينة تغرق أم نحاول إنقاذ الإعلام؟، حتى لا نترك ضمير الشعوب لإعلام آخر يديره من يستطيع أن ينفق عليه، ولابد أن نفكر بشكل جدي لإحياء هذا الإعلام».

وفي ندوة نظمها قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة الكويت، أمس، بالتعاون مع وزارة الإعلام، بعنوان «التحديات التي تواجه الإعلام العربي في ظل الثورة التكنولوجية» في مركز المؤتمرات بمدينة صباح السالم الجامعية، قال جبر إن «الإعلام الآخر هو السوشيال ميديا، وهو مسيطر على الرأي العام بمشاهدات كبيرة وأوقات تأثيره في أوقات متأخرة من الليل والتوقيت مهم جداً، والرسائل التي يتم بثها مهمة، واللغة التي تبثها هي لغة المتأثرين».

ولفت إلى أن «الثورات التكنولوجية تمضي بسرعة كبيرة، فالتغيرات في السنوات المقبلة سريعة ومذهلة، ولا نستطيع توقع آثارها، بل نحن نستعد لها ونلحق القطار بالعربات المتقدمة، وهناك نوع من الدراسات والأبحاث يرى أن الإعلام الرسمي الورقي والمرئي يعاني مشاكل كبيرة، ولكن الإعلام باق إلى أن تقوم الساعة، بينما تتغير وسائله وتتقدم، فما الوظائف الإعلامية التي ستختفي في المستقبل؟ وما الجديد؟».

هوية جديدة

بدورها، قالت مدير عام وكالة الأنباء الكويتية «كونا» الدكتورة فاطمة السالم، «في وكالة الأنباء نحن منشغلون طوال الوقت، فالإعلام الإلكتروني ليس له وقت ولا ينتظر، والتجربة جميلة أتت في ظل الثورة الرقمية، التي لابد أن نواكبها، فالخيارات غير متاحة لتجاهل التطورات التكنولوجية في الإعلام. وسترون التغييرات في كونا، حيث غيرنا الصورة الحالية لها، ونحن في طور تطوير هويتها الإعلامية، فالنجاح في تغطية الأعمال غير المتاحة، مثل القصة الخبرية، والناس تطمح لمثل هذا النوع من الأخبار».

ولفتت السالم، في مداخلتها بالندوة، إلى أنه «من السهل إعطاء الاستشارات، ولكن في المجال العملي، هناك تحديات كبيرة في الميدان، وهناك اختلاف عندما تكون أكاديمياً يكون دورك تعليم الناس، ولكن لابد أن تعمل الشيء بنفسك، وتنزل إلى قاعات التحرير لإنجاز العمل وتعليم الموظفين عملياً. وهناك اختلافات في القدرات والتعامل مع التكنولوجيا، فمن التحديات أن تذكر نفسك أن هناك قدرات متفاوتة، وهناك فرق بين الجامعة وميدان العمل. فجو كونا أسري وصحافيونا مدرسة في الصحافة».

وأضافت «نحن نعمل على استراتيجية لكونا، وعندنا جلسة داخلية يوم الأحد المقبل، وأتحنا لجميع الموظفين المشاركة في العصف الذهني لكتابة الاستراتيجية، ورؤيتي للمستقبل أن هناك أنظمة كثيرة تحتاج للتطوير، وأن نكثف الشفافية في العمل، ونعمل على النشرة الصوتية خلال دقيقة، ونحاول أن ننقل هذا المسموع إلى مرئي. ولدينا مركز تدريبي متطور على مستوى الخليج، ولا نبالغ إن قلنا نحن في المركز الأول على مستوى الخليج، لأننا الوحيدون الذين نملك مكاتب خارجية، ونحصل على أخبار حصرية. وفي قطاع الأخبار نحن متقدمون، وينقصنا جانب الفيديو واخذنا خطوات حقيقية لإنجازه».

وبيّنت أن «القيم التي تحرص عليها كونا هي الدقة في الخبر، وهو أهم من السرعة، للحفاظ على سمعة كونا ويكون (عند كونا الخبر اليقين) ونعمل على الحرص في انتقاء الصورة الموضوعية، ونبحث كذلك عن السبق الصحافي، لأن تغطية الأحداث واجب، ولكن الأهم أن تأخذ الخطوة وتمارس دورك الاجتماع، ونحن بدأنا بالدور الاجتماعي والتوعية المجتمعية».

احتواء السوشيال ميديا

دعا كرم جبر إلى دمج إعلام السوشيال ميديا في الإعلام العام، وقال «هناك فيديوهات قصيرة يستخدمها الشباب لاستقطاب المشاهدات الكبيرة، فالشاب بمفرده من الممكن أن تكون مشاهداته أكبر من مشاهدات مؤسسة إعلامية كبيرة، فلابد أن ننظم هذه الوسائل وإدراجها في الإعلام العام، لأن الإعلام المنظم يستطيع أن ينتقل إلى الانتشار في السوشيال ميديا من خلال التطوير.

وأشار إلى أن «الفضاء مفتوح، ولا نستطيع الحجر عليه. فبعض المنصات تبث قضية التطرف والإلحاد والمثلية والاتجار بالبشر، وهي لا تتفق مع معايير الإعلام المحلي، وهنا نحتاج إلى نشر الوعي بين الأجيال، ودعم القيم الدينية البسيطة بين الأجيال الجديدة، واحترام الرموز الدينية وهذا السياج الآمن للمجتمع».

تأهيل الإعلاميين

ذكر جبر «أن خريجي كليات الإعلام سيكونون المطلوب رقم واحد في الأسواق العالمية في المستقبل، وهذا يفرض علينا تطوير أدواتهم، فالمرشحون البرلمانيون والأدباء

والسياسيون يحتاجون إعلاميين يسوقونهم، فلابد من دراسة الاحتياجات الحقيقية للمستقبل، والشباب هم الأقدر لاستخدام الوسائل الحديثة وعندهم الجرأة لاستخدام هذه الوسائل».

تحفيز الشباب

رأى جبر أن «التوعية بشكل مباشر مهمة، ولكنها تستغرق بعض الوقت، فالشباب يعاني من خطر المخدرات، ونحن نفكر للشباب كيف يبتعدون عن المخدرات، ولا نسألهم عن وجهة نظرهم في كيفية مكافحة انتشار المخدرات، وهنا لابد من إعطاء الشباب دوراً في التفكير في آليات مكافحة هذه المشكلة، والمهم في قضايا الإعلام ان نمزج ما بين الخبرة العملية والنظريات في الكتب ونستعد للتقدم العلمي المقبل».

جميع الحقوق محفوظة