السبت 26 نوفمبر 2022

لقاح جديد يحمي من 20 نوعاً من الإنفلونزا

لقاح جديد يحمي من 20 نوعاً من الإنفلونزا

لقاح جديد يحمي من 20 نوعاً من الإنفلونزا

نجح علماء في مدرسة بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا الأميركية، في ابتكار لقاح تجريبي قائم على تقنية الرنا المرسال، يحمي من أكثر من 20 نوعاً من الانفلونزا، وفق ما أظهرته التجارب الأولية. وأكد العلماء أن هذا اللقاح يمكن أن يصبح في يوم ما إجراءً وقائياً عاماً ضد أوبئة الانفلونزا في المستقبل.

ويستخدم هذا اللقاح نفس التقنية (الرنا المرسال) المستخدمة في لقاح فايزر وبيونتك ولقاح موديرنا المضادين لفيروس كورونا. وأظهرت الاختبارات، التي أجريت على نماذج حيوانية أن اللقاح قلل بشكل كبير من أعراض المرض، حتى عندما تعرضت الحيوانات لسلالات إنفلونزا مختلفة عن تلك المستخدمة في صنع اللقاح، وفق ما نشرته مجلة Science الطبية.

يقول الدكتور سكوت هينسلي، أستاذ في علم الأحياء الدقيقة في كلية بيرلمان للطب، وكبير مؤلفي الدراسة: «الفكرة هنا هي الحصول على لقاح يمنح الناس مستوى أساسيًا من الذاكرة المناعية لسلالات الإنفلونزا المتنوعة، بحيث يكون هناك عدد أقل بكثير من الأمراض والوفيات عند حدوث وباء الإنفلونزا التالي».

وقد تعاون الدكتور هينسلي ومختبره في الدراسة مع الدكتور درو وايزمان، مدير أبحاث اللقاحات في مركز Penn Medicine بجامعة بنسلفانيا.

وتتسبب فيروسات الإنفلونزا بشكل دوري في حدوث أوبئة ينتج عنها أعداد هائلة من الوفيات، وأشهرها جائحة «الإنفلونزا الاسبانية» في الفترة من 1918 إلى 1919، والتي قتلت عشرات الملايين في جميع أنحاء العالم.

ولقاحات الإنفلونزا الحالية هي مجرد لقاحات موسمية تحمي من السلالات المنتشرة مؤخرًا، ولكن لا يُتوقع أن تحمي من السلالات الوبائية الجديدة.

إستراتيجية اللقاح

تتمثل الإستراتيجية التي يستخدمها الباحثون في التطعيم باستخدام المستضدات من جميع أنواع الإنفلونزا الفرعية المعروفة من أجل تحفيز الاستجابات المناعية والحصول على حماية واسعة.

ومن غير المتوقع أن يوفر اللقاح مناعة تمنع العدوى الفيروسية تماماً، وبدلاً من ذلك، تُظهر الدراسة الجديدة أن اللقاح يثير استجابة مناعية للذاكرة يمكن استرجاعها بسرعة ويمكن تكييفها مع سلالات فيروسية وبائية جديدة، مما يقلل بشكل كبير من الأمراض الشديدة والوفاة من العدوى.

ويقول الدكتور هينسلي: «يمكن مقارنة هذا اللقاح بالجيل الأول من لقاحات كوفيد، والتي استهدفت سلالة ووهان الأصلية لفيروس كورونا»، مضيفاً: «لم تمنع اللقاحات الأصلية العدوى الفيروسية تمامًا، لكنها استمرت في توفير حماية دائمة ضد الأمراض الشديدة والوفاة».

طريقة العمل

يبدأ اللقاح التجريبي، عند حقنه في الجسم بإنتاج نسخ من بروتين رئيسي لفيروس الإنفلونزا، وهو بروتين هيماجلوتينين، لجميع الأنواع الفرعية من إنفلونزا هيماجلوتينين العشرين - من H1 إلى H18 لفيروسات الإنفلونزا (أ)، واثنان آخران للانفلونزا (ب) الفيروسات. ويقول هينسلي: «بالنسبة للقاح التقليدي، فإن التحصين ضد كل هذه الأنواع الفرعية سيكون تحديًا كبيرًا، لكن مع تقنية الرنا المرسال، يكون الأمر سهلاً نسبيًا».

وفي الفئران، أثار لقاح الرنا المرسال مستويات عالية من الأجسام المضادة، والتي ظلت مرتفعة لمدة أربعة أشهر على الأقل، وتفاعلت بقوة مع جميع الأنواع الفرعية للإنفلونزا العشرين.

علاوة على ذلك، بدا أن اللقاح غير متأثر نسبيًا بالتعرض السابق لفيروس الأنفلونزا، والذي يمكن أن يؤدي إلى تحريف الاستجابات المناعية للقاحات الإنفلونزا التقليدية.

ولاحظ الباحثون أن استجابة الأجسام المضادة في الفئران كانت قوية وواسعة سواء أكانت الحيوانات قد تعرضت لفيروس الإنفلونزا من قبل أم لا.

وصمم هينسلي وزملاؤه حاليًا تجارب إكلينيكية لتطبيقها على البشر، ويتصور الباحثون أنه في حال نجاحها قد يكون اللقاح مفيدًا في استنباط ذاكرة مناعية طويلة الأمد ضد جميع أنواع الإنفلونزا الفرعية لدى الأشخاص من جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال. وقال هينسلي: «نعتقد أن هذا اللقاح يمكن أن يقلل بشكل كبير من فرص الإصابة بعدوى شديدة بالإنفلونزا».

معلومات عن اللقاح

◄ يثير استجابة للذاكرة المناعية يمكن استرجاعها بسرعة.. لمساعدة الأجسام المضادة على تذكر الفيروسات.

◄ يعمل على تقليل المرض الشديد المصاحب للإصابة بفيروسات الإنفلونزا المختلفة ويمنع الوفاة من العدوى.

◄ عند دخول اللقاح للجسم يبدأ في إنتاج نسخ من بروتين رئيسي لفيروس الإنفلونزا يسمى «هيماجلوتينين».

◄ حصلت الفئران التي تم تلقيحها على مناعة قوية ضد أكثر من 20 نوعاً من الإنفلونزا.

جميع الحقوق محفوظة