الاثنين 27 يونيو 2022

هل بات جواب إسرائيل على مقترح لبنان للترسيم في جيْب هوكشتاين؟

هل بات جواب إسرائيل على مقترح لبنان للترسيم في جيْب هوكشتاين؟

هل بات جواب إسرائيل على مقترح لبنان للترسيم في جيْب هوكشتاين؟

لم يسبق للبنان أن عرف مرحلةً يعلن فيها الجميع ظاهرياً انهم يريدون الحكومة ولكن أحداً في الحقيقة لا يريدها، على ما هو واقع الأمور مع التشكيلة التي يتعيّن على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي استيلادها وفق مسارٍ ينطلق اليوم مع الاستشارات غير المُلْزمة مع الكتل النيابية التي تستمر حتى الغد ويستمع خلالها إلى مطالبها وتصوراتها حيال شكل الحكومة وتوازناتها.

ورسمت أوساط واسعة الاطلاع عبر «الراي» صورةً «ماكرو» لمآل التأليف ذهبتْ أبعد من الحيثيات «الشَكلية» التي يتم التركيز عليها في سياق تبرير أرتفاع أسهم تعثُّر التشكيل، وهي الحيثيات التي يطغى عليها الطابعُ «الرقمي» انطلاقاً من أن تأمين نصاب الثقة للحكومة العتيدة يستوجب فتْح «بازار» لا ينتهي من الشروط والشروط المضادة وتَقاسُم كعكة الحقائب وخصوصاً مع فريق رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يملك «ختْم» مراسيم التأليف، وحزبه (التيار الوطني الحر) صاحب الكتلة التي تتيح رفع حاصل الثقة إلى النصف زائد واحد (65).

 

علماً أن حصول حكومة جديدة على أكثرية موصوفة وليس مطلقة لا ينتقص من قانونية الثقة بمقدار ما يجعلها مشوبة بعيب عدم التمتع بشرعية شعبية تستمدّها عبر «برلمان الشعب»، ويعني أنها ستكون مكشوفة على معارضة طاحنة في مرحلةٍ أكثر ما تكون البلاد بحاجة خلالها لأن يكون الجميع «قلباً واحداً» لتفادي مصير «التايتنيك».

وترى الأوساط الواسعة الاطلاع أن المسرح السياسي الذي يتحرّك عليه الملف الحكومي شبيه بالذي ساد البلاد في 2014 عشية انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان (مايو 2014)، مع فارق أساسي هذه المرة يتمثّل في تقاطعات داخلية - إقليمية، وإن من منطلقات مختلفة، عند أن دخول البلاد مدار الانتخابات الرئاسية (تنتهي ولاية عون في 31 اكتوبر المقبل) على متن حكومة تصريف الأعمال قد يكون عامل ضغط أكبر، سواء لإتمام الاستحقاق بأقصر فترة فراغ ممكنة ولمَ لا بموعده فيكون باب «استعادة التوازن» الفعلي في الوضع اللبناني بامتداده الاقليمي، أو لرمي البلاد في أحضان فراغ «مميت» مفتوح على فوضى دستورية وربما أمنية في ضوء «الأعاصير» المالية - المعيشية التي تتربّص بلبنان وتالياً «إعادة تشكيل» الواقع اللبناني برمّته على قاعدة «موازين القوى».

وتذكّر هذه الأوساط بأنه في فبراير 2014 أي قبل نحو 3 أشهر من انتهاء ولاية سليمان، برزت تقاطعات خارجية على قاعدة أن «جلوس الجميع» (في 8 و14 مارس) على طاولة الحكومة التي وُلدت بعد نحو 14 شهراً من استقالة حكومة ميقاتي (كان ترأسها في يناير2011 بعكس توازنات البرلمان الذي كان في يد قوى 14 مارس) ونحو 10 أشهر من تكليف الرئيس تمام سلام، وفق تقسيمة 3 ثمانيات، سيتيح للقوى الاقليمية المعنية بالوضع اللبناني أن تكون «شريكة» في مرحلة الفراغ الرئاسي وتالياً في إنهائه، عوض ترْك البلاد تنزلق إلى فم الشغور بلا «أحزمة أمان».

لكن، وفق الأوساط، ثمة مناخاتٌ تشي بأن بعض الخارج، إما لا بقاء تصريف الأعمال حتى الانتخابات الرئاسية ليكون مدخل التغيير من هذا الاستحقاق، وإما لا يكترث في بعضه الآخَر لمآلات التأليف على قاعدة «ايتها الغيوم إذهبي حيث شئت فإنّ خراجك عائد إليّ» وأن التوازنات الداخلية ممْسوكة بطريقة تجعل كل الخيوط تحوك نهاياتٍ تصبّ في مصلحة أجندة «حزب الله» أو حتى تفتح على «فرصٍ» لإحداث اختلالات أعمق في النظام السياسي.

وهذه القراءة، تجعل المخاوف تتعاظم مما تقف البلاد على مشارفه وسط خشية كبرى من إشارتيْن ذات دلالات ما فوق محلية شكّلها تجديد «حزب الله» هجومه العنيف على المملكة العربية السعودية عبر التصويب غير المسبوق على السفير وليد بخاري، بعدما كان تفادى ذلك أخيراً مكتفياً بانتقاد «حركة سفراء» ومسمياً السفيرة الأميركية دوروثي شيا.

ولم تقلّ دلالة إطلالة رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» إسماعيل هنية من بيروت في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد بمشاركة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أيضاً ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

ولم يتوانَ هنية خلال المؤتمر عن التصويب على «الاحتلال الذي يُدمج في المنطقة عبر تحالفات عسكرية لمواجهة إيران وحزب الله وحماس»، مؤكداً «وحدة ساحات وجبهات المقاومة، والتضامن مع لبنان لحماية حقوقه ولا سيما في ظل محاولة الاحتلال الاعتداء على موارده المائية النفطية، وأن لا حق للكيان الصهيوني في أي شبر من فلسطين في البر والبحر»، ومشدداً على أنّ «المقاومة مستمرة، وذراعها طويلة ووصلت إلى مرحلة ردع العدو، وستستمر حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر».

وجاء هذا الكلام فيما كانت تقارير تتحدث عن أن مفاوضين إسرائيليين اجتمعوا مع المبعوث الأميركي في شأن النزاع على الحدود البحرية مع لبنان آموس هوكشتاين و«يأملون في حل القضية قريباً».

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت ان هوكشتاين، التقى طاقم المفاوضات الإسرائيلي بواسطة الفيديو، لبحث الاقتراح اللبناني في شأن الحدود البحريّة الذي سُلم الى الوسيط الأميركي قبل نحو اسبوعين خلال زيارته لبيروت حيث التقى الرؤساء الثلاثة وعدداً من المسؤولين، وسط تهديد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حينها سفينة الإنتاج «انرجين باور» بالانسحاب فوراً ووقف العمل في حقل كاريش «وإلا لتتحمل ما سيلحق بها من أضرار مادية وبشرية».

جميع الحقوق محفوظة