الجمعة 13 مايو 2022

دراسة للدكتور رمضان الشراح: الكويت على «طريق الحرير».. منافع لا تُحصى

دراسة للدكتور رمضان الشراح: الكويت على «طريق الحرير».. منافع لا تُحصى

دراسة للدكتور رمضان الشراح: الكويت على «طريق الحرير».. منافع لا تُحصى

تسعى دولة الكويت للتحول إلى مركز مالي وتجاري عالمي، من خلال الرغبة التي تبناها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وتم بموجبها طرح العديد من المشروعات الحكومية والتجارية والسياحية في السنوات الماضية، ولعل أكبرها مشروع «مدينة الحرير»، الذي يفترض أن يخدم الكويت والشرق الأوسط في المجالات الاقتصادية والتجارية.

 ولمعرفة مشروع طريق الحرير الجديد، وجدواه التجارية والاقتصادية، ومدى استفادة الكويت منه عبر إنشاء منطقة في سواحلها الشمالية تسمى «مدينة الحرير»، يتوجب أولاً التعريف بالمشروع وأهميته الاقتصادية والسياسية، وجدواه محلياً ودولياً، وذلك استناداً على دراسة أعدها أستاذ العلوم الإدارية والاقتصادية بجامعة الكويت د. رمضان الشراح، بعنوان «طريق الحرير.. ماهيته، أهميته وجدواه الاقتصادية عالمياً ومحلياً»، ملخصها على النحو التالي:

ترتبط الكويت بالصين بعلاقات تجارية واقتصادية متميزة ومع مختلف دول العالم، وقد كثر الحديث في فترات سابقة عن مشروع بناء مشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، وثار حوله حديث كثير وجدل مستمر، بخصوص الجدوى والمنافع والمخاطر التي تحيط بالمشروع أيضاً، وعما إذا كان المشروع توقف أم تم تأجيله؟ إلا أن الموضوع، في تقديرنا، يظل على درجة من الأهمية.

في هذا السياق، يقول د. رمضان الشراح: «سبق أن تم تكليفي من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكانت المشاركة في مؤتمر في مارس 2016 حول هذا الموضوع في الصين.

وأجد أنه من الأهمية طرح هذا الموضوع حتى تعم الفائدة من جهة، والنظر إليه برؤية موسعة واقعية وتبيان استفادتنا من هذا الموضوع وذلك من خلال تناولنا العملي والمدروس لهذا الموضوع».

1 ـ ما هو طريق الحرير الجديد؟

ـ يمتد مشروع طريق الحرير الجديد لنحو 11 ألف كيلو متر (8000 ميل) منطلقا من شنغهاي في الصين وانتهاءً بالعاصمة الألمانية برلين، غير أن تحديثا طرأ على المشروع يفيد بامتداده حتى شبه الجزيرة الأيبيرية في أسبانيا. وكان الرئيس الصيني تشي جين بينغ قد أعلن عن فكرة إحياء هذا الطريق في مطلع 2013، وتبع ذلك بإعلانه عن إطلاق البنك الدولي للبنية التحتية الآسيوية AIIB في 2014 مبادرة بمشاركة نحو 58 دولة منها 12 دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لتوفير التمويل المبدئي للمشروع بمساهمة صينية أولية بلغت 47 مليار دولار.

يتركز الحزام الاقتصادي لطريق الحرير على ثلاثة خطوط رئيسية:

الخط الأول: يربط بين الصين وأوروبا مرورا بآسيا الوسطى وروسيا.

الخط الثاني: يمتد من الصين إلى منطقة الخليج والبحر الأبيض المتوسط مرورا بآسيا الوسطى وغربي آسيا.

الخط الثالث: يبدأ من الصين ويمر بجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا والمحيط الهندي. 

2 - أهمية المشروع التجارية

يضم المشروع نحو 65 دولة، وتتمثل أهمية الأهداف الرئيسية له في تعزيز العلاقات السياسية والبنية التحتية وزيادة تدفق السلع ما يؤدي إلى زيادة الدخل وتشجيع التفاعل بين الشعوب.

◄ أهميته من ناحية النقل البري:

ـ ربط جميع موانئ دول الخليج والجوار بشبكة من الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية لنقل البضائع والأفراد، وكذلك مد أنابيب النفط والغاز بين الموانئ البحرية، خصوصا من موانئ الخليج إلى البحر العربي عن طريق عمان، لتقليل حركة السفن في الخليج والتخفيف من آثارها المدمرة على البيئة.

◄ أهمية المشروع من ناحية النقل البحري:

ـ تطوير الموانئ على الخليج وإقامة شبكة مواصلات واتصالات وتزويدها بأحدث الخدمات المالية واللوجستية.

◄ أهمية المشروع من ناحية النقل الجوي:

ـ الربط بين المدن الكبيرة في المنطقة وآسيا وأوروبا.

3 ـ الجدوى الاقتصادية

أ ـ أهمية الطريق عالميا:

- تفعيل استثمارات ضخمة في أكثر من 60 دولة تعتمد على الخط الحديدي، إلى جانب الاستثمارات الصينية على طول الخط الحديدي.

- إنعاش مناخ النمو الاقتصادي الفاتر المقترن برغبة أوروبية ملحة في مواجهة ومعالجة تداعيات الركود الاقتصادي.

ب ـ ليس مجرد مشروع استثماري:

مشروع «مدينة الحرير» ليس مجرد مشروع استثماري فقط، بل يصاحبه إنشاء العديد من المشاريع من مختلف المستويات، منها مشاريع تجارية وسياحية واستثمارية وتطوير الأعمال، وقد صُمّم بالفعل كمنطقة حرة، ستوفر من خلالها أفضل التسهيلات لشركات الأعمال الإقليمية لفتح مراكز لها في الكويت التي تقع في محور الأعمال للخليج العربي وآسيا الوسطى وتبلغ مساهمته المتوقعة في الناتج المحلي للدولة في 2030 نحو 4 مليارات دينار. 

سيضم مشاريع عديدة، مثل: 

1 - منتجع ومحمية البادية (تزيد مساحته على 200 هكتار).

2 - جسر الشيخ جابر الأحمد (يربط مدينة الحرير بمدينة الكويت).

3 - طريق الحرير - المنطقة الحرة (منطقة تجارية سيتم ربطها بخط سكك حديدية وشبكة طرق وطيران).

4 - مدينة الأعمال (مركز للأعمال المالية والتجارية محور الأعمال للخليج العربي وبوابة لآسيا الصغرى).

5 - منتديات ومعارض.

6 - المدينة والأكاديمية الرياضية (على الجانب الشرقي لمدينة الحرير).

7 - المدينة الثقافية.

8 - مراكز سياحية.

9 - فنادق ومنتجعات بمدينة الحرير.

10 - المدينة البيئية (مركز للعلوم والأبحاث البيئية) - المدينة الإعلامية (لدعم المسيرة الإعلامية في الكويت).

11 - مدينة الأفلام (لإنشاء صناعة إنتاج سينمائي جديد للعالم العربي).

12 - المدينة الصناعية (لتطوير مدينة الصناعات الخفيفة في الجانب الغربي من مدينة الحرير).

13 - المدينة التعليمية.

14 - المدينة الصحية (توفر خدماتها ليس فقط لسكان الكويت بل لدول أخرى).

15 - الحدائق العامة - مجتمعات مدينة الحرير (سيتضمن كل مجتمع من أصل الـ28 مجتمعاً سكنياً بأسلوب حياة خاص مميز يضم مراكز رياضية ومراكز للتسلية والراحة ومساجد ومراكز للمعلومات ووسائل الإعلام والتربية).

16 - برج مبارك الكبير (صرح معماري بارتفاع أكثر من 200 دور، تم تصميمه بأحدث التقنيات المعمارية، يحتوي على 7 شرائح للسكن والأعمال ويقع في منتصف مدينة الأعمال). 

فرص مهمة

• يضم طريق الحرير العديد من الدول، مما يضمن الاستفادة من الثقافات المختلفة بتلك الدول.

• توقعات بنمو قطاع الإنشاءات الكويتي خلال القيام بهذه المشروعات الضخمة.

• يمكن للكويت اتخاذ الخطوات اللازمة لاستيعاب عدد سكانها المتوقع أن يزيد على 5 ملايين نسمة عام 2030 من خلال إنشاء مدينة ذات مستوى عالمي، والاستعانة بالعلماء والخبراء الكويتيين المتميزين مع إمدادهم بأحدث التقنيات اللازمة لإنجاز الأعمال.

• استفادة الكويت من معهد الكويت للأبحاث العلمية، والهيئة العامة للبيئة، لتحديد تدابير تخفيف حدة الآثار البيئية التي تنتج عن المشروع.

• الأنشطة الاقتصادية لمشروع مدينة الحرير ستؤثر في المناخ الاقتصادي العام للدولة من حيث تخفيض اعتماد الدولة على القطاع النفطي كأساس، وبالتالي تنويع مصادر الدخل القومي.

• خلق فرص عمل جديدة لنحو 430000 عمالة محليا، مما يسهم في تخفيض معدل البطالة ورفع مستوى معيشة الأفراد بالدولة.

• قيام نهضة عمرانية كبيرة تحل مشكلة الازدحام السكاني في المدن الحالية.

• سيعيد المشروع الكويت لدورها كمركز مالي وتجاري عالمي، وسيجعل منها مفترق طرق يربط الشرق بالغرب.

3 أهداف رئيسية للمشروع 

1 - تعزيز العلاقات السياسية بين البلدان المشاركة فيه

2 - بناء وتقوية البنية التحتية للبلدان على امتداد الطريق

3 - زيادة تدفق السلع بين الدول لزيادة الدخل وتشجيع تفاعل شعوبها

جميع الحقوق محفوظة