الاثنين 25 أبريل 2022

أسواق المباركية أقبلَ العيدُ... فبَكَت

أسواق المباركية أقبلَ العيدُ... فبَكَت

أسواق المباركية أقبلَ العيدُ... فبَكَت

لن يكون عيد الفطر السعيد، الذي سيحل علينا بعد أيام، كسابقاته من الأعياد على منطقة المباركية... فتلك المنطقة التراثية التي تعيش أروع أيامها مع المناسبات الدينية والوطنية، تبدو اليوم، حزينة لم تستطع أن تتجاوز مأساة حريق أحد أركانها... فرائحة الدخان لاتزال تطرق أنوف الزائرين، ومشاهد المحلات الكئيبة تصدم العيون، وهي تحكي قصة جرح أدمى القلوب قبل الجيوب.

فالقصة تستمر، والمصائب تتوالى على أصحاب المحال التي احترقت في سوق السلاح، وهم يقاومون المصاعب والمحن مع تراكم الصورة القاتمة لمصير محلاتهم، وسط تساؤلات إن كان هناك تعويض لهم جراء الحريق الذي دمر السوق.

وفيما تشهد الأسواق حركة انتعاش كبيرة قبل حلول العيد، مازالت أسواق المباركية تعاني آثار الحريق الذي آلم الجميع فيما يقوم زوار السوق بالتقاط صور توثق حجم الدمار الذي لحق بأجزاء كبيرة من سوق السلاح.

وعلى رائحة الحريق غابت عن أسواق المباركية، فرحة استقبال العيد وشراء الملابس الجديدة، وتحول فضاء السوق إلى ساحة للتائهين من البائعين الذين احترقت محالهم، يقصدون المقاهي ليقضوا بضع ساعات، قبل أن يشدوا الرحال إلى بيوتهم ينتظرون يوماً جديداً قد يحمل معه أخباراً سعيدة.

«الراي» زارت أسواق المباركية لرصد الحركة والنشاط، استعداداً للعيد، فلاحظت أن هذا العام ليس كسابقيه، فقال صاحب شركة الخضري، يوسف الخضري، إن «أصحاب المحلات في سوق السلاح يعانون بعد مرور شهر من اندلاع الحريق الكبير، بما فيها المحلات التي لم تصلها النيران، ولم تتضرر جراء الحريق بسبب انقطاع التيار الكهربائي، رغم استعدادنا الكامل لاستئناف البيع واستقبال الزبائن».

وأضاف الخضري أن «تداعيات حريق السوق سلبية على الجميع، بسبب تراكم الديون وتلف البضائع وتفويت فرصة موسم العيد التي تعد من الفرص، وعودة الحياة إلى الأسواق بعد توقفها خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا»، معبراً عن الأمل في «المسارعة لتعويض أصحاب المحلات بإعادة التيار الكهربائي للمحلات التي نجت من الحريق»، ومشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء أمر مستغرب لذلك تجد بعض أصحاب المحلات يستعين بالمصابيح الكهربائية ليتمكنوا من استقبال الزبائن.

من جانبه، قال ساجد أمجد، وهو أحد أصحاب المحال المحترقة، إن «الخسارة كبيرة فكل البضاعة التي كانت في المحل احترقت وأضحت رماداً»، مشيراً إلى أن «سوق المباركية كان في شهر رمضان وقبل العيد يعج بالزبائن، ولاسيما سوق العطور الذي يعد أكبر سوق لبيع العطور في الكويت، لكن كما ترى اختفى بسبب الحريق المدمر».

وأكد أن «جميع أصحاب المحال والعمال يشعرون بالحزن والغصة، بسبب الحريق الذي قضى على أحلامنا في استغلال فرصة رمضان والعيد لتعويض خسائر كورونا، والأمل مازال موجوداً ببناء السوق من جديد وتعويض الخسائر التي تكبدها أصحاب المحال المحترقة».

بدوره، قال سليم محمد، صاحب أحد المحال المحترقة، إن «الظروف التي نعيشها في هذه الأيام صعبة للغاية، بسبب الحريق الذي أكل الأخضر واليابس ودمر حياتنا وتسبب في خسارة أموال طائلة حتى هذه اللحظة لم نحصل على تعويضنا».

وأضاف «جميع الأسواق تعيش فرصة ذهبية لاستغلال موسم العيد، إلا أن الوضع في سوق المباركية مختلف بسبب كارثة الحريق الذي كانت له عواقب وخيمة حولت حياتنا إلى جحيم مضاعف، من ذلك الأمر بطء وتيرة تطوير السوق وعدم وجود أخبار عن تعويضنا».

من جانبه، أشار البائع الإيراني رضا حسين إلى أن «السوق يشهد انتعاشاً نوعا ما قبل حلول العيد، ناهيك عن الزوار الذين يرتادون السوق بشكل يومي، وبدأ السوق يعود إلى نشاطه رويدا رويدا.

فسوق المباركية مهما حصل يبقى السوق الأول في الكويت وله طابع خاص وله عشاق من جميع مناطق الكويت».

ودعا داود عبدالوهاب، وهو أحد رواد سوق المباركية، إلى تكثيف الجهود من قبل الجهات المختصة لإعادة الروح في السوق الذي دمر بسبب الحريق وتعويض أصحاب المحال، والمطلوب الآن إعادة ترميم السوق والمحافظة على صورته التاريخية والتراثية لما يمثله من تراث أصيل للكويت.

 

 

جميع الحقوق محفوظة