استكمل مجلس الأمة، أمس، جلسته العادية بتكميليتها، التي ناقش فيها برنامج عمل الحكومة للفصل التشريعي السادس عشر للسنوات (2021 /2022- 2024 /2025) حيث سلط النواب سهام نقدهم على الواقع القائم وغير الصحيح، مطالبين بضرورة تعديل النهج الحكومي لتحقيق الإنجازات، معتبرين أن برنامج عمل الحكومة إنشائي ولا يشمل خطوات فعلية لعلاج المشكلات التي تعاني منها الكويت.

واستعرض نواب، في مداخلاتهم، عدداً من القضايا باعتبارها أولوية تعنى بتطوير التعليم وضبط التركيبة السكانية ومعالجة مشكلات التوظيف والإسكان.

فقال النائب عبدالله الطريجي «أجريت مقارنة بين آخر 3 برامج عمل للحكومة.. البرنامج الحالي تميز أنه وضع آلية لتحديد المسؤوليات لتنفيذ البرنامج ففي كل محور تم وضع مسؤول للبرنامج مع فريق عمل من الجهات الحكومية».

وأضاف: «البرنامج تضمن كثيرا من الملاحظات من يقرأها يتفاءل بها لكن الأمر النظري يختلف عمليا.. رغم أن الحكومة حددت عدداً من المسؤولين لمتابعة البرنامج إلا أنه سيكون التحدي بيننا وبين الحكومة هو الإنجاز».

وأوضح «من الأمور الجيدة إلغاء وزارة الإعلام وتحويلها لهيئة وإنشاء هيئة وطنية قابضة لتحل محل الإعلام.. ونتمنى أن يكون الإعلام صادق وأمين ويتماشى مع الإعلام في دول الخليج».

من جهته، أكد النائب الدكتور حسن جوهر أن الكلام عن برنامج عمل الحكومة في صميم العمل السياسي، مشيرا إلى أن البرنامج التزام سياسي وأخلاقي على الحكومة وخصوصا في مدى وجود رؤية تحقق تطلعات الكويتيين.

وأضاف جوهر: «رأينا العرض المرئي لبرنامج عمل الحكومة وهناك ملاحظات عدة حوله»، واصفاً البرنامج بأنه «كلام إنشائي ويعيبه القصور التشريعي».

ولفت إلى أن «الحكومة في الاستجواب أمس لم تشر إلى تبني تشريعات تجعل البرنامج واقعيا، كما أن الحكومة لم تلتزم بالتعهدات في السنوات السابقة، ما يعني أننا في صراع مع الوقت ومع المتغيرات داخليا واقليميا».

وأشار جوهر إلى تقديم 40 مقترحاً للحكومة منها 20 مقترحاً تضمن مصدر إيراد للدولة، وذلك من منطلق عدم الركون إلى النفط. ولفت إلى تقديم اقتراح بخصوص تنويع التخصصات في بعثات التعليم العالي وتعزيز التخصصات الحديثة مثل الأمن السيبراني، مشددا على أن أزمة «كورونا» نبهتنا إلى أن الصراع العالمي المقبل قد يكون صراع الطب والدواء والمعدات الطبية.

وقال النائب بدر الحميدي «تعجبت عند اطلاعي على برنامج عمل الحكومة، البرنامج (حي الله) وكلام مطبوع، كما جرت العادة في السنوات الماضية بدليل أن مدينة الحرير (كذبة كبيرة) ومنذ 2007 لم تكن موجودة وهي فكرة كانت لدى شركة عقارية وقدمتها للأمير الراحل»، مبينا أن «المشكلة أن الحكومة أخذت هذا الأمر وبلغت صاحب السمو أن هذا المشروع يبدأ وينتهي في هذا الاجتماع، لأنه لا يمكن أن تقام المدينة ونحن في بلد مؤسسات».

وتابع الحميدي: «في 2007 (الجمبزة الكبيرة) وضعوا ميزانية 37 مليار دينار بإنشاء مدينة الحرير ومشاريع أخرى، وقال وزير التخطيط عندما خرج من الوزارة عن الميزانية أنها «باح».. ومازالت المكابرة عند الحكومة وحاطين مدينة الحرير ووزير مسؤول عنها.. «الجمبزة» إلى متى؟ ما دمر ديرتنا إلا البطانة عند الحكومة.. غير معقول أن تضع مدينة الحرير وهي غير موجودة».

وأضاف أن «جزيرة فيلكا تضم 1900 شاليه و3 مجمعات تجارية و3 مارينات و5 فنادق وبسبب استجواب الرئيس قال لي وزير الدولة: ما توقع.. مالنا خلق استجوابات».

وانتقد الحميدي الأوضاع العامة، حيث قال: «مخرجات التعليم (زفت في زفت).. ومساحة الكويت (انكمشت).. كنا 400 ألف نسمة صرنا مليونا و400 ألف من المزورين»، لافتاً إلى أنه «في ثمانينيات القرن الماضي كانت الدول الأخرى تزور الكويت للاطلاع على منشآتها». وطالب بالتركيز على 4 مواضيع هي: التركيبة السكانية والهوية الكويتية والتوظيف والاسكان.

«دق دمبك... فتجنس بأعمال جليلة»

قال النائب بدر الحميدي إن «التزوير تشوفونه عينك عينك، يطلع لنا ضابط بأعلى المراتب ومسؤول والأخ يطلع مزور جنسية... شنو سويتوا؟... ماسويتوا شي، هل هذا مقصود لتضييع أهل الكويت... شنو أساس انك تجنس أعمال جليلة؟.. صنع صاروخ؟ (دق دمبك) فتجنس بأعمال جليلة... هذا غير مقبول عند أهل الكويت ويجب أن ننتبه، وبرنامج الحكومة الذي يجب أن يوضع في حماية الدولة».

وأضاف «يجيب أن تعيدوا حساباتكم وتنتبهون للبلد... كأسرة حاكمة نحبكم، ومثلما قلت لسمو ولي العهد إن الكويت الدولة الوحيدة في العالم لا تجد معارضاً للحكم... لازم تكونون مع الشعب الطيب وتعطونه من الخيرات».