الجمعة 23 يوليو 2021

بلومبيرغ: الأمير عبدالعزيز بن سلمان أقوى رجل في سوق النفط

بلومبيرغ: الأمير عبدالعزيز بن سلمان أقوى رجل في سوق النفط

بلومبيرغ: الأمير عبدالعزيز بن سلمان أقوى رجل في سوق النفط

نشرت وكالة بلومبيرغ تقريراً تحت عنوان «عبد العزيز بن سلمان، أقوى رجل في سوق النفط»، تحدثت فيه عن القرارات الجريئة والخطوات الحاسمة التي اتخذها الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي طوال الأشهر الماضية، للحفاظ على استقرار سوق النفط، في ظل جائحة كورونا، وتداعياتها المدمرة على الاقتصاد العالمي.

وعادت الوكالة بالأحداث في تقريرها إلى اجتماع أوبك + في فيينا في مارس من العام الماضي ، عندما اختلفت المملكة العربية السعودية مع روسيا حول كيفية الاستجابة لوباء الفيروس التاجي، الذي بدأ ينتشر في جميع أنحاء العالم، وحينها فضلت موسكو، التي كانت حريصة على تجنب خفض الإنتاج، نهج الانتظار والترقب، فيما أرادت الرياض خفض الإنتاج على الفور، مضيفة أن المملكة أدركت في وقت مبكر أن تفشي فيروس كورونا سيؤدي إلى فوضى اقتصادية، وأرادت منع حدوث انهيار في أسعار النفط.

قرار حاسم

وتضيف بلومبيرغ أنه على مر السنين، أصبح السعوديون يعتقدون أنهم يجب أن يتصرفوا دائمًا بالتنسيق مع منتجي النفط الآخرين وليس من جانب واحد، لكن الأمير عبد العزيز بن سلمان قرر حينها تعليق هذه القاعدة ، ولو لفترة قصيرة فقط، وذلك لإثبات أن السعودية مسؤولة عن إدارة سوق النفط، ولتلقين روسيا التي تعتمد على عائدات النفط درساَ، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

وبمجرد دخوله المبنى الإداري الرئيسي لشركة أرامكو، اتخذ الوزير السعودي قراراً مفاجئاً، خاصة وأنه أشار في اجتماع فيينا، إلى وضع قيود الإنتاج، حيث أمر «أرامكو» أكبر شركة طاقة في العالم بزيادة الإنتاج إلى أقصى المستويات، وفي اليوم التالي ، مع إغلاق سوق النفط في عطلة نهاية الأسبوع، شنت المملكة العربية السعودية حرب أسعار شاملة، وأعلنت أنها ستبدأ في ضخ 12 مليون برميل يوميًا ، بزيادة أكثر من 20٪ عن الشهر السابق.

بالنسبة لأسواق الطاقة ، كان هذا يعادل الضربة النووية الأولى، ولدفع مثل هذه الكميات الضخمة إلى السوق، خفضت أرامكو سعر نفطها، وقدمت لمصافي التكرير أكبر الخصومات على الإطلاق، وكانت التخفيضات في الأسعار كبيرة بشكل خاص بالنسبة لمصافي النفط الأوروبية، مما أصاب السوق الروسية التقليدية بشكل أكبر.

عندما أعيد فتح سوق النفط مساء الأحد، انخفض خام برنت، وهو المعيار العالمي، بنسبة 25٪ تقريبًا في غضون ثوانٍ - وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ يناير 1991، وامتدت التداعيات إلى ما وراء سوق النفط. فانخفض مؤشر MSCI لقطاع الطاقة العالمي - وهو عبارة عن سلة من شركات البترول الرائدة، بنسبة 19 ٪ تقريبًا ، وهو أكبر انخفاض له على الإطلاق في يوم واحد ، مما أدى إلى محو 330 مليار دولار من قيمة الأسهم، وخلال الأسبوع الذي تلاه خسر المؤشر 400 مليار دولار أخرى.

وتشير بلومبيرغ، إلى أن الذعر قد ساد في البيت الأبيض، فبعد عقود من التعاون الوثيق ، لم تبلغ المملكة العربية السعودية واشنطن بقنبلة إنتاجها ، والتي فاجأت وكالة المخابرات المركزية والدبلوماسيين الأميركيين في الرياض، وفقًا لفيكتوريا كوتس، نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض في ذلك الوقت، كما كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب ، التي اعتبرت صناعة النفط الأميركية رصيدًا استراتيجيًا وسياسيًا ، في حالة صدمة.

وتضيف أن صناعة النفط والدول التي تعتمد عليها كانت تحدق في هاوية انهيار الأسعار، وشمل ذلك، بالطبع، السعوديين الذين أظهروا للتو أنهم مستعدون للقيام بكل الخطوات اللازمة، لإعادة الإنتاج والأسعار إلى المستويات التي اعتبروها مستدامة، وتقول الوكالة أن هذا السيناريو، بقدر ما كان محفوفًا بالمخاطر والسخرية ، كان يحقق تمامًا الأهداف التي سعى إليها الأمير عبد العزيز بن سلمان: خلق قدر كافٍ من الألم لجذب الجميع إلى طاولة المفاوضات بسرعة.

في 12 أبريل ، بعد 36 يومًا اتفقت الرياض وموسكو على أعمق تخفيضات في إنتاج النفط في التاريخ ، مما أدى إلى تهدئة الأسواق ونسف رفض روسيا لكبح الإنتاج قبل شهر.

خبرة واسعة

وترى بلومبيرغ أن أهم ما يميز الأمير عبد العزيز عن سلمان، عن نظرائه من وزراء الطاقة في أوبك بلس، هو خبرته الواسعة التي تمتد إلى نحو 35 عاماً في سوق النفط.

وتشير إلى أن إحدى استراتيجيات الأمير عبد العزيز بن سلمان لتعزيز السيطرة السعودية على سوق النفط، كما عبّر عنها في اجتماعات خاصة مع المحللين والمستثمرين، هي في تحويل أوبك إلى نوع من البنوك المركزية ، وتنظيم إمدادات النفط بنفس الطريقة التي ينظم بها الاحتياطي الفيدرالي المعروض النقدي.

وتؤكد أنه على مدار العام الماضي ، حقق وزير الطاقة السعودي نجاحًا كبيرًا في دورهن حيث ارتفع سعر النفط الأمريكي فوق 75 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من ست سنوات ، وتمكنت أوبك + من زيادة الإنتاج، كما بدأت الدول المستهلكة للنفط تتوسل مرة أخرى إلى الدول المنتجة لزيادة إمداداتها.

جميع الحقوق محفوظة