الأربعاء 16 سبتمبر 2020

فيروس كورونا: ترامب ينفي تقليله من خطورة الوباء

فيروس كورونا: ترامب ينفي تقليله من خطورة الوباء

فيروس كورونا: ترامب ينفي تقليله من خطورة الوباء

نفى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التقليل من خطورة مرض كوفيد-19، على الرغم من اعترافه بذلك في مقابلة مسجلة.

وقال ترامب في فعالية انتخابية نقلتها شاشات التلفزيون إنه "أكد" هذه الخطورة.

ويتناقض هذا الادعاء مع التعليقات التي أدلى بها ترامب للصحفي الأمريكي، بوب ودوورد، في وقت سابق من هذا العام، عندما قال إنه قلل من حدة الفيروس حتى يجنب الناس الذعر.

وكرر ترامب الثلاثاء أن اللقاح يمكن أن يكون جاهزا "خلال أسابيع" على الرغم من ارتياب خبراء الصحة في ذلك.

فلم يستكمل أي لقاح بعد التجارب المطلوبة، ودفع هذا بعض العلماء إلى التخوف من أن تدفع السياسة، وليس الصحة والسلامة، إلى الضغط من أجل الحصول على لقاح قبل الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقد توفي أكثر من 195000 شخص في الولايات المتحدة بسبب مرض كوفيد-19 منذ بداية الوباء، وفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز.

وأيدت مجلة "ساينتيفيك أمريكان" الثلاثاء مرشحا رئاسيا لأول مرة في تاريخها الذي يبلغ 175 عاما، إذ دعمت المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في المنافسة على البيت الأبيض.

وقالت المجلة إن ترامب "يرفض الأدلة والعلم"، ووصفت استجابته لوباء فيروس كورونا بأنها "غير نزيهة وغير ملائمة".

ماذا قال ترامب؟

سئل الرئيس ترامب في اجتماع عقد في مجلس مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الثلاثاء نسقته محطة ايه بي سي نيوز، عن سبب "التقليل من شأن وباء يعرف بإلحاقه الضرر بشكل متفاوت بالعائلات ذات الدخل المنخفض، وجماعات الأقليات".

وقال ترامب: "لم أقلل من شأن ذلك. أنا في الواقع، أكدت ذلك من نواح كثيرة، بإجراء عملي".

وأضاف: "إن الإجراء الذي اتخذته كان قويا للغاية"، مستشهدا بالحظر الذي فرضه على المسافرين من الصين وأوروبا، في وقت سابق من هذا العام.

وقال ترامب: "كنا سنفقد آلاف الأشخاص الآخرين لو لم أفرض الحظر. لقد أنقذنا الكثير من الأرواح عندما فعلنا ذلك".

ونفذ الحظر الأمريكي على المسافرين الأجانب الذين كانوا في الصين في أوائل فبراير/شباط، بينما فرض حظر على المسافرين من الدول الأوروبية في شهر مارس/آذار.

غير أن ترامب اتهم بالتباطؤ في تنفيذ إجراءات للحد من انتشار الفيروس.

وقال أحد علماء الأوبئة لصحيفة نيويورك تايمز في فبراير/شباط إن تقليص السفر من الصين وإليها كان رد فعل عاطفيا أو سياسيا أكثر من أي شيء آخر.

وقال الدكتور مايكل أوسترهولم، عالم الأوبئة ومدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، للصحيفة: "لقد خرجت الأمور عن السيطرة، وكأن بقرة أفلتت من حظيرة، ونحن الآن نتحدث عن إغلاق باب الحظيرة".

وقالت مجلة ساينتيفيك أمريكان في بيانها الثلاثاء، إنه على الرغم من التحذيرات في يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط، فإن ترامب "لم يطور استراتيجية وطنية لتوفير معدات الحماية أو اختبار فيروس كورونا، أو إرشادات صحية واضحة".

ماذا قال ودوورد؟

التقى وودوارد، أحد أكثر الصحفيين احترامًا في الولايات المتحدة، وهو من كشف فضيحة ووترغيت في عام 1972، مع ترامب 18 مرة فيما بين ديسمبر/كانون الأول ويوليو/تموز.

يردد ترامب أن هناك من يقول إن الكمامات مضرة.

Getty Images

وفي فبراير/شباط أشار ترامب في مقابلة معه إلى أنه يعرف عن حدة مرض كوفيد-19 أكثر مما قاله علنا.

وقال - بحسب تسجيل المكالمة - إن فيروس كورونا فتاك وأخطر من الأنفلونزا.

وسُمع وهو يقول في الشريط: "إنه ينتقل عبر الهواء. وهذا أقسى من اللمس. لابد من الامتناع عن لمس الأشياء. صحيح؟ لكن الهواء، أنت تتنفسه، وهذه هي الطريقة التي ينقل بها. وهذا أمر صعب للغاية. هذا أمر في غاية الدقة".

ثم قال ترامب في وقت لاحق من ذلك الشهر، إن الفيروس "تحت السيطرة إلى حد كبير"، وأن عدد الحالات سيقترب خلال وقت قصير من الصفر. وألمح علنا إلى أن الأنفلونزا كانت أكثر خطورة من كوفيد-19.

وكان ترامب قد قال في حديث له في واشنطن في 10 مارس/آذار: "ابقوا هادئين، وهو سوف يختفي".

وبعد تسعة أيام من ذلك، أعلن البيت الأبيض الوباء حالة طوارئ وطنية. وقال ترامب لودوورد: "أردت دائمًا التقليل من شأنه. ما زلت أميل إلى التقليل من شأنه، لأنني لا أريد أن أخلق حالة من الذعر".

ماذا قال ترامب أيضا في فيلادلفيا؟

كرر ترامب، الذي يسعى لإعادة انتخابه، ادعاءاته السابقة بأن الفيروس سيختفي من تلقاء نفسه لأن الناس "سيطورون ... عقلية القطيع"، مشيرا بذلك على الأرجح إلى "مناعة القطيع"، عندما يطور عدد كافٍ من الناس مقاومة ضد المرض لوقف انتقاله.

كما شكك مرة أخرى في النصيحة العلمية لإدارته بشأن ارتداء الكمامات.

وقال: "فكرة الكمامة جيدة، لكنك تلمسها باستمرار. أنت تلمس وجهك. أنت تلمس الأسطح. هناك أشخاص لا يعتقدون أن الكمامات جيدة".

تحث هيئة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية بشدة على استخدام كمامات الوجه.

وأدلى ترامب بتصريحات متناقضة بشأن الكمامات. فقد وصفها، من ناحية، بأنها غير صحية، ومن ناحية أخرى دعا الأمريكيين إلى "إظهار حب الوطن" من خلال ارتدائها.

وجاء اجتماع طرح الأسئلة والأجوبة مع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم الثلاثاء، مع دخول معركة الانتخابات الرئاسية مراحلها النهائية.

ومن المتوقع أن يشارك منافس ترامب الديمقراطي، جو بايدن، في برنامج مماثل في ولاية بنسلفانيا يبث الخميس.

وتمثل ولاية بنسلفانيا ساحة معركة رئيسية في السباق نحو البيت الأبيض.

جميع الحقوق محفوظة