مزعجة بل مفزعة تلك الإحصائية الصادرة عن مركز اتجاهات للدراسات والبحوث التي انتشرت بسرعة وبكثافة كبيرة بين شبكات المغردين.. مفزعة لأنها تناولت حال وأحوال السلطة التشريعية المنوط بها المراقبة والمحاسبة، والمعول عليها الإصلاح ومحاربة الفساد.. ولكن وآه من لكن.. فكيف تكون المحاسبة والرقابة عندما تُبين الأرقام أن 45 نائباً من نواب المجلس الحالي أي ما نسبته %90 منهم يمتلكون استثمارات في قطاعات النفط والتجارة والمقاولات والصناعة والمال والزراعة وبنسب متفاوتة. ندرك تماماً أن عدداً من النواب الأفاضل، ممن كان وما زال لهم نشاط تجاري أو صناعي معروف قبل دخولهم المجلس، ولهم سجل عائلي تاريخي يشهد بذلك.. ولكن نعلم بيقين أكبر أن أغلبية الـ45 الذين دخلوا المجلس الحالي أو المجالس السابقة وهم لا يملكون إلا رواتبهم المرهونة بمطالب حياتهم العائلية.. فكيف انقلب الحال وأصبحت النسبة الغالبة منهم أصحاب استثمارات في القطاعات الاقتصادية المختلفة؟! لقد قال الأولون وقد صدقوا «اطعم الفم تستحي العين»… وقد عرفت معظم الحكومات المتعاقبة سر هذا القول، فأطعمت وأكرمت، حتى امتلأت أرصدة البعض، «وكبت»* البعض الآخر… فاستحت العين وتقاصرت الرقابة حتى اختفت.. فهل نرتجي بعد ذلك إصلاحاً؟! وا أسفاه على ما أرساه الأولون من هيبة ومصداقية لمجالس الأمة ضيعها المحدثون، ولا عجب إن اشتد الصراع حول عضوية المجالس، فقد عرف البعض أقصر الطرق الى المنفعة الخاصة ولا عزاء للمنفعة العامة.. ولك الله يا وطن. ألف مبروك للشقيقات في السعودية تهانينا الحارة لأخواتنا وشقيقاتنا في المملكة على تمتعهن بحق قيادة السيارة.. فهذه البداية إن شاء الله التي نأمل أن تتوج بالمشاركة الكاملة في الحقوق المدنية والإدارية أسوة بأخيها الرجل.. وعقبال الوزارة. أجر وعافية بو عبدالله تمنياتنا بعاجل الشفاء والسلامة لأخينا العزيز الشيخ ناصر صباح الأحمد.. خطاك السوء يا بو عبدالله وألف سلامة عليك.. ندعو الله لك بالشفاء الكامل والعود الحميد لوطنك العزيز لاستكمال حلمك التنموي كما أردت له.. والله الموفق. * كبت: خزانة د. موضي عبد العزيز الحمود