Admin

الجمعة 18 مايو 2018

من يدرك الهدف؟ بقلم:د. موضي عبدالعزيز الحمود

من يدرك الهدف؟ بقلم:د. موضي عبدالعزيز الحمود

من يدرك الهدف؟ بقلم:د. موضي عبدالعزيز الحمود

تزداد ضغوط الحياة، وترتفع وتيرة أحداثها ومجرياتها من حولنا وفي محيطنا، نصحو في الصباح الباكر وندور في طاحونة الحياة أو «رحاها لا فرق» من دون توقف، يدركك المساء من دون أن تشعر حتى تضع رأسك على الوسادة لتنام، الجميع يلهث مسرعاً؛ فمنا من يجري وراء هدف، وكثير يتسابقون مع أنفسهم بلا أهداف في الحياة، والأغلبية شعارها «هل من مزيد؟»، فلا الموظف قانع؛ بل يطالب بزيادة راتب، ولا السياسي قانع؛ فهو يطالب بالمزيد من المزايا الشعبوية، حتى يضمن مقعده في المجلس القادم، أُمَّة أو غيره، ولا المتنفذ قانع؛ فهو يطالب بزيادة اللقمة، ولا حتى التلميذ قانع؛ فأصبح أخيراً يجاهر بحقه بالإنصاف ــ كما يدعي البعض ــ من خلال إتاحة الفرصة له للغش. مستشفياتنا تزدحم بمرضى القلق والاكتئاب والقولون العصبي، وأطباؤنا يتفنون في وصف العلاجات حتى أصبح الكثير من مراجعيهم كالصيدليات المتنقلة، تمتلأ حقائب النساء وجيوب الرجال بالمسكنات والمهدئات. ويشتاق كل منا إلى محطة هدوء وصفاء، ويتمنى أن تتحقق له في رمضان هذه الفرصة، ولكن عاداتنا المستحدثة ــ مع الأسف ــ تأبى أن تحقق لنا تلك الأمنية، فقبل هلاله تهل علينا النقصة من الأحباب ومعظمها مما لذ وطاب، وأثناء صيامه تتفنن المطابخ في إعداد الشهي والدسم من الطعام. ننسى ما نويناه من طلب للراحة والتخفيف والعبادة وننغمس في المأكل والمشرب والزيارات، كما ننسى أن الصيام إلى جانب كونه عبادة فهو أيضاً عيادة وعلاج، حيث أقرته جميع الديانات من دون استثناء، وإن اختلفت مناسكه من دين لآخر، كما أقر العلم مؤخراً بأن الصيام ضرورة وصحة للإنسان، حيث يجبر الصيام الجسم البشري على معالجة نفسه بنفسه، فتتغذى الخلايا السليمة على الخلايا المريضة فيخلص الجسم نفسه من سمومه وكثير من مشاكله وأمراضه، لذا أقرته الديانات وشجعته الممارسات الإنسانية بأشكالها، فلننتهز أيها الأحباب هذه الفرصة في الشهر الكريم، وذلك بالاعتدال في الأكل والشرب مع إكثار العبادة والتقرب إلى الله. دعواتنا لإخواننا في فلسطين والقدس خاصة وأحبابنا في اليمن وفي سوريا بأن يخفف الله مصابهم ويعينهم ويخلصهم مما أصابهم.. اللهم آمين. أجمل التهاني والتمنيات بمناسبة الشهر الفضيل نرفعها لوالدنا أمير البلاد وولي عهده حفظهما الله، ولشعبنا الوفي بجميع فئاته، مسؤوليه ومواطنيه والمقيمين على أرضه.. وكل عام وأنتم بخير.

جميع الحقوق محفوظة