Admin

الجمعة 23 نوفمبر 2018

من خطف حلمهم..؟! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

من خطف حلمهم..؟! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

من خطف حلمهم..؟! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

سعدت بلقاءٍ جميل جمعني بنخبةٍ من أبناءِ الكويت الدارسين في عددٍ من الجامعات المُتميزة في مدينة واشنطن كجامعات جورج تاون وجورج واشنطن والجامعة الأميركية.. مجموعة متميزة من أبنائنا المبتعثين والدارسين على نفقتهم الخاصة في تخصصاتٍ تنوعت من الهندسة إلى إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم السياسية والعلوم الإنسانية. يَحْمِلك حماسهم إلى آفاقٍ عالية من التفاؤل بمستقبل هذا الوطن الجميل، ويدفعك حرصهم إلى احترام نضجهم وتفانيهم في تحصيل علومهم في هذه الجامعات الصعبة والجادة. تناول الحديث والحوار تطلعاتهم وآمالهم، ولكنه لم يخلُ من نغمة القنوط واليأس من إصلاح الأحوال، خاصة بعد ما تكشف في وطنهم من أزمات نتيجة أمطار الخير.. أحزنني تفكير البعض منهم حتى ولو لبعض الوقت بالهجرة والاستقرار في دول تُقَدِّر مؤهلاتهم وتحصيلهم الدراسي الجاد من دون النظر إلى أسمائِهم ومن دون حاجتهم إلى واسطة لنيل أدنى حقوقهم!.. حاورتهم لبث الأمل في نفوسهم وتبديد القلق من أفكارِهم، ولكن ما سرده بعضهم من تجارب جعل حجتي غير كافية ولكم الحُكْم في ما أورده البعض من تجارب شخصية له: * بدر.. شاب واعد حمل شهادته في الهندسة فخوراً بعد تخرجه وعاد إلى الكويت وتقدم إلى إحدى شركات البترول وقدَّم الامتحان المطلوب، ولكن المفاجأة عندما أخبروه برسوبه في اللغة الإنكليزية! يا دكتوره – قالها بحسرة بالغة – كيف يستقيم من تخرج في هذه الجامعة المُتميزة والحاصل على امتحان اللغة الإنكليزية (التوفل) بتقدير مرتفع أن يرسب في امتحان لغة بسيط، وأن ينجح في امتحانهم من لا يفقه في أبسط قواعد اللغة الإنكليزية؟! بالطبع لم تكن لي واسطة ولم يرضَ الممتحن إعطائي ورقة الإجابة لأرى أخطائي! * محمد.. مثالٌ صارخ آخر تخرج بتخصص الاقتصاد وتدرَّب في شركة استثمار أميركية كُبرى وعاد إلى الكويت متجهاً إلى البنك المركزي، أجرى المقابلة المطلوبة وانتظر شهوراً ولم يتصل به أحد لا سلباً ولا إيجاباً.. كذلك محمد لا يملك واسطة، ولا يؤمن بها.. عاد مرة أخرى إلى أميركا لاستكمال دراسته العليا على نفقته الخاصة! ولا أعلم هل سيعود إلى الكويت أم لا؟ * جنان.. طالبة متفوقة لها حكاية أخرى مع وزارة أخرى. جميعهم عبروا عن شعورهم وسؤالهم المُلح: هل هناك أمل في إصلاح الأحوال يا دكتورة؟ أم هل تستمر سياسة تقديم من يملك الواسطة (نفوذاً عائلياً أو نائباً.. الخ) على من يملك المؤهل حتى امتلأت مؤسساتنا بحملة الشهادات الورقية وخريجي الجامعات الدُكانية وحُرِمَ المستحق؟!.. سؤال لا أملك إجابته لكني أرى نتائجه واضحة بهذه الأزمات المتتالية للحصادِ المُرْ من هذه السياسات! رسالة خاصة: لمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر صباح الأحمد.. هؤلاء وأمثالهم من الجادين هم زادك في تحقيق رؤية الكويت 2035، واحتضانهم هو الخطة الصحيحة في طريق الإصلاح. أعانَك الله وأعان الكويت الحبيبة وأبناءها. ملاحظة: مني إلى المسؤولين في البنك المركزي ومؤسسة البترول لديَّ الأسماء الحقيقية والوقائع إن كان أحدكم يهمه إصلاح مؤسسته.. والله المستعان!

جميع الحقوق محفوظة