Admin

الثلاثاء 15 يناير 2019

مدينة الرياح..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

مدينة الرياح..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

مدينة الرياح..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

أبدع شباب الكويت في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في عرضهم الفني الممتع والمميز «أين تذهب هذا المساء: الثمانينات»، حيث طافوا بنا في دروب الزمن الجميل منتقلين من محطة إلى أخرى.. بداية الجولة كانت في ساحة عروض الأطفال الهادفة والمسلية، انتقلنا بعدها إلى إبداعات الكرة الكويتية في عصرها الذهبي، ولم ينسوا الوقوف في زوايا شيوخ ديننا السابقين -رحمهم الله- ممن يسروا ولم يعسروا، ونصحوا ولم يكفروا أو يحرّموا. استمتعنا بالفن الجميل وإبداعات مقتنيات صندوق الأغاني التراثية، ثم ضحكنا مع «قطات الممثلين» في المسلسلات الكويتية الراقية، حتى صدح صوت الفنان خالد العبيد المجلجل «علقم علقم» رمز الشر «المدلقم» في المسلسل الشهير مدينة الرياح.. تصدى له المصلحون في المدينة مرددين «اصحَ يا ضمير، اصحَ يا ضمير».. تعالت أصوات العارضين وطاف بي الخيال سريعاً فشَردتُ أقارن بين إبداعات فناني الثمانينات الذين بدا الأمر وكأنهم كانوا يتنبؤون ويخاطبون واقع أحوال مدينتنا الجميلة في زمننا هذا عبر فنهم الأصيل.. وطاف سؤال في خاطري: هل يعلم أهل مدينة الرياح بأنه قد أصبح يعيش بيننا اليوم «أكثر من علقم»؟! آه ليتك تعلم أيها «العلقم» بأن أتباعك قد انتشروا في ربوع مؤسساتنا وأجهزتنا الحكومية ليصبح الفساد مسلكهم والإصلاح عدوهم، وفي كل يوم تتكشف لنا مواطن جديدة لفسادهم حتى ناءت النيابة والقضاء بأحمال قضاياهم! لقد أخذ الأمر منحى أكثر حدة مما كنت تأمله وتحلم به مما يمكن أن يجعل عدوك «عجاج»، وهو المصلح في «مدينة الرياح»، يصيح من كم الضرب تحت الحزام والسوء الذي تتداوله المواقع الإلكترونية الآن لشعَرَ بالخوف على الكويت. أما مجلسنا التشريعي فقد تحول أحياناً إلى مكان لتبادل الاتهامات من البعض ويمكن أحياناً أخرى «للتصفيات»، ولدى البعض هو منجمٌ لزيادة الثروات، وبين أغلب نوابه ضاعت الحسبة ومعها أصوات الطيبين والطيبات. أفقت من شرودي على صوت المصلحين في «مدينة الرياح» وهم يستنهضون أهل المدينة لمحاربة الشر مرددين «اصحَ يا ضمير، اصحَ يا ضمير»، كأنها رسالة من شباب اليوم، وهم يستصرخون المسؤولين الحكوميين القائمين على إدارة أمور الدولة والمواطنين المخلصين ليرددوا مع فناني الثمانينات «اصحَ يا ضمير.. حتى لا يعم الشر في كل المدينة». من منكم أيها الغيورون نسي هذا التحذير؟ ومن منكم يشارك اليوم شبابنا في إحيائه وترديده والعمل به؟ حفظ الله الكويت، وطننا الجميل، من كل شر ومن كل «علقم ومدلقم».. والله الموفق. د. موضي عبدالعزيز الحمود

جميع الحقوق محفوظة