Admin

الاثنين 02 يوليو 2018

لماذا بالغ الإخوان بالاحتفال بأردوغان؟ بقلم :سعد بن طفلة العجمي

لماذا بالغ الإخوان بالاحتفال بأردوغان؟ بقلم :سعد بن طفلة العجمي

لماذا بالغ الإخوان بالاحتفال بأردوغان؟ بقلم :سعد بن طفلة العجمي

انتهت قبل أيام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بجمهورية تركيا الصديقة، وبغض النظر عن نتائجها فإننا نتمنى للشعب التركي الصديق كل الاستقرار والازدهار والتقدم، مثمنين العلاقة بين الكويت وتركيا ومقدرين لتركيا دورها التاريخي بنصرة الحق الكويتي بموقف الصلب المتمثل بقيادة الرئيس الراحل تورغوت أوزال الذي رفض الإغراءات النفطية والمادية العراقية مقابل التخلي عن مساندة الحق الكويتي عام 1990. الفقرة أعلاه تمثل -برأيي المتواضع- الموقف الشعبي والرسمي الكويتي من الانتخابات التركية، فالكويت دولة مسالمة ووسطية في سياساتها الخارجية ولا تبالغ في التدخل في شئون الدول الأخرى الداخلية أو الانحياز في قرارات شعوبها وانتخاباتها. لكن هذا الموقف لم يكن موقف تيار الإسلام السياسي السني وخصوصا الإخوان المسلمين الذي خاضوا الانتخابات التركية على الساحة "الكويتية"، وصوتوا عبر صناديق العالم الافتراضي مع حزب العدالة والتنمية التركي، وبالغوا مبالغة غير مسبوقة بفوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وعلى الرغم من أن فوز السيد اردوغان لم يكن ساحقا ماحقا لمنافسيه (52%)، وعلى الرغم مما شاب الانتخابات من ممارسات غير ديمقراطية- حسب ادعاء خصومه- إلا أن الأخوان المسلمين -ومن لف لفهم- بالكويت أبوا إلا أن يحولوا الساحة الكويتية إلى ساحة احتفالات غير مسبوقة بفوز الرئيس اردوغان، فلماذا هذه المبالغة الإخونجية بفوز اردوغان بالانتخابات التركية؟ القصد من ذلك ليس الاحتفال بفوز اردوغان قدر محاولة الإخوان إغاضة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتان توترت علاقاتهما بالسيد اردوغان إثر الأزمة الخليجية، فقد رأت الدولتان أن تركيا تدخلت بالشأن العربي الخليجي وانحازت انحيازا عسكريا مباشرا، وهو الأمر الذي عمل على تعقيد الأزمة وأقلمتها (من الإقليم) بدلا من حلها وحلحلتها. لكن السؤال الآخر هو: ما مصلحة الإخوان من إغضاب المملكة والإمارات؟ والإجابة هنا هي أن الإخوان يعملون على تخريب أية جهود للوساطة الكويتية أو غيرها بإنهاء الأزمة الخليجية. وهل يعقل ذلك؟ وما هي مصلحة الإخوان المسلمين-فرع الكويت- من تخريب جهود وساطة بلادهم التي يقودها أميرهم-سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي ناشد بعدم الانحياز في الأزمة الخليجية لأن انحياز بعض الأطراف الكويتية سيعقد جهود الوساطة، وهو ما يدركه الإخوان بخبث ودهاء، فلم تعد خافتة ولا خافية تلك الأصوات والشكاوى التي تصدر من الرياض وأبوظبي متذمرة من انحياز تيار الإخوان المسلمين الاخطبوطي بالكويت بالأزمة الخليجية، وفحوى الشكوى كالتالي: لدى الكويت تنظيم سياسي ممثل بالحكومات الكويتية المتعاقبة وبنواب بالبرلمان ومسئولين كبار وإعلاميين ودعاة ونشطاء سياسيين وأكاديميين ولهذا التنظيم جمعياته ومؤسساته المالية وكلياته ومعاهده ومنابره ومدارسه وأدواته الإعلامية التي سخرها جميعا بالانحياز في الأزمة الخليجية، في وقت تعلن فيه الكويت الرسمية ليل نهار حيادها التام حيال الأزمة بين أشقائها الخليجيين، فكيف يستوي ذلك؟ ولكن ما هي مصلحة الإخوان المسلمين من تخريب الجهود الكويتية بالوساطة تجاه الأزمة الخليجية؟ يدرك الإخوان المسلمين بأن أي مصالحة خليجية لابد أن تتعامل مع ازدواجية وضعهم داخل دول الخليج، وبأن الحد من نشاطهم الحزبي المخالف لمصالح بلادهم الوطنية هو مطلب قومي وأمني واستراتيجي يطول شرحه، ولذلك فليس من مصلحتهم أن تتم المصالحة، وبالتالي فمطلوب "اختطاف" الموقف الكويتي المحايد والتشويش عليه، وخلق أجواء داخل الكويت معادية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات اللتان أعلنتا أن تنظيمهم إرهابي، وبالتبعية تخريب الحياد الكويتي وإظهاره بمظهر المنحاز، كل ذلك ليس حبا بهذا الطرف أو ذاك، ولكن من أجل التنظيم ومن أجل صالح بقاءه ومصالحه وإن كان ذلك على حساب الوطن، فالتنظيم عندهم فوق الأوطان. باختصار، مبالغة الإخوان بفوز اردوغان، ليس رسالة احتفال لتركيا، ولكنها رسالة تخريب خليجية من أجل البقاء.

جميع الحقوق محفوظة