Admin

الاثنين 21 مايو 2018

قساوة القلب ..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

قساوة القلب ..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

قساوة القلب ..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

قال سبحانه: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (المائدة: ١٣). التعامل مع الناس مع أنه أمر بديهي ومطلوب الا انه ليس سهلا.. ففي الناس الانسان المرن وفيهم الصعب، وهناك الانسان السمح وهناك الاناني، ومنهم رقيق القلب، ومنهم القاسي… وهكذا. وفي هذه الآية الكريمة يتم التحذير من بعض الناس اصحاب القلوب القاسية الذين لا يعرفون الرحمة بالآخرين، خصوصاً حين تكون السلطة بيدهم. ومن اهم معالم قساوة القلب ان هذا النوع من البشر لا يلتزم بالعهود والمواثيق التي يعقدها مع الناس، بل انه سرعان ما يبطلها ويرفض الالتزام بها، لا سيما اذا كانت له قوة ظاهرة. فقساوة قلبه تجعله يستهزئ بالآخرين وينعتهم بأغلظ الصفات ويتعالى عليهم لا لشيء الا لطبع سيئ في شخصيته.. فهو يخون الآخرين، وان التزم معهم بميثاق، ويتخلى عن اتفاقه وان اقسم بالالتزام به. وهذه الآية تتكلم عن التعامل بين طرفين، احدهما لا يلتزم بالعهد فعلينا الحذر منه.. وانه من خلال تكبره وطغيانه وآثامه يتحول الى صاحب قلب قاسٍ. لا يعرف الرحمة، لذا لا بد للانسان العاقل من الحذر في التعامل مع هذا الصنف من الناس.. فالانسان العاقل عليه ألا ينساق وراء المظاهر البراقة للآخرين من دون ان يسبر غورهم ويعرف سريرتهم، فالظاهر غير الباطن في احيان كثيرة. ومن الغريب أن هناك من يقع في خطأ التشخيص مرة ومرتين من دون ان يأخذ درسا او يستعين بالحذر المطلوب في المرات التالية.. ولعل ما نراه من احداث اليوم في تعامل الصهاينة مع الفلسطينيين يوضح مدى قساوة القلب فيهم وهم يقتلون المدنيين والاطفال بدم بارد وقساوة قلب من دون ان يطرف لهم رمش! وانهم ينقضون المواثيق التي عقدوها معهم من دون اي اعتبار لعهد أو خُلق.. ومع ذلك تجد من العرب من يهرول خلفهم من دون اعتبار للكثير من الاحداث التي بينت غدرهم وقساوة قلوبهم وحقدهم على الانسانية كلها وبالاخص المسلمين. وهذا التصرف ينم عن قصر نظر لمن لا يفهم مسلك اولئك الذين حذرنا الله سبحانه وتعالى منهم. عبدالمحسن يوسف جمال

جميع الحقوق محفوظة