Admin

الأربعاء 23 أكتوبر 2019

قراءة خليجية للانتفاضة اللبنانية.. بقلم : د. ظافر محمد العجمي

قراءة خليجية للانتفاضة اللبنانية.. بقلم : د. ظافر محمد العجمي

قراءة خليجية للانتفاضة اللبنانية.. بقلم : د. ظافر محمد العجمي

قبل أسبوع من تظاهرات شعبية غاضبة في لبنان، أكد سعد الحريري أن حكومته تقف ضد أي أنشطة عدائية تستهدف دول الخليج العربي. وأضاف: «اتخذنا قراراً بعدم التدخل في النزاعات العربية؛ ولكن حزب الله ينتهك ذلك بوصفه جزءاً من النظام الإقليمي وليس بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية». فهل يستحق لبنان رغم جحود الحزب إلا رد التحية بأجمل منها ودعمه سياسياً واقتصادياً في أزمته الراهنة؟
- يجب الإقرار بأن دول الخليج قصّرت في التعامل الإيجابي مع الانتفاضة العراقية قبل شهر؛ فلم نستثمر أو لم نتعاطَ مع ما حدث في بغداد بقدر الأهمية التي يمثّلها العراق لأمن الخليج، وحان الأوان للتكفير عن ذلك القصور بالتعامل مع الأزمة اللبنانية بما فيه مصلحة للشعب اللبناني والخليجي معاً.
- لقد كان من ذرائع صعوبة التعامل الإيجابي في الانتفاضة العراقية أن «الحشد الشعبي» كان في وجه «الحشد الشيعي»، ولا مجال للخليجيين لخوض غمار التعامل مع بيئة يتفق طرفاها على أنك تمثّل تحدياً مشتركاً؛ لكن في لبنان هناك لامركزية في الانتفاضة طائفياً وجغرافياً، ويمكن العمل المناسب بحرية أكبر مما كان الحال عليه في العراق، ليس من باب التدخل من أجنبي؛ بل التدخل لصالح اللبناني الصالح.
- يعوّل لبنان على الخليج بحكم أن أزمته اقتصادية بالدرجة الأولى. وحتى كتابة هذه السطور، يترقب اللبنانيون والعرب، بعد انتهاء مهلة الساعات الـ 72 التي حدّدها الحريري، وعودا أكثرمن السابقة، وهي في تقديرنا انتظارلرد خليجي أكثر من رد يأتي من شركائه في الحكم.
- لم تفقد دول الخليج زمام الفعل الواعي تجاه لبنان؛ لكن الدول الخليجية فتر حماسها لمساعدة بيروت بسبب النفوذ المشرعن قسراً، الذي يتمتع به الحزب مدعوماً من طهران، وما من سبيل لكبح نفوذ إيران ما دامت المساعدات الخليجية تُقدّم بوصفها جرعة أكسجين تطيل حياة الحزب؛ بل إن منهجية الخليجيين الجديدة تتضمن عدم الصدام مع حزب الله؛ وإنما زيادة جرعة شجاعة الحكومة اللبنانية، وهي تتكفل بالحزب.
- لقد خرج الناس في لبنان كما خرجوا في بغداد وكما سيخرجون في صنعاء من جراء فساد صانع القرار وتحكّم دولة خارجية في القرار السياسي. ففي بيروت -لدى بعض صنّاع القرار- لبنان ليس وطناً بل خريطة يُتقاسم النفوذ عليها.
- ليس لأن دول مجلس التعاون الخليجي لاعب إقليمي فارق مقاعد المتفرجين ويجب أن يكون له دور في كل حدث إقليمي؛ بل لأن لبنان يكاد يكون خليجي الروح من كثرة التقارب بين الطرفين، ناهيك عن سنين وحجم الرهانات الخليجية التي ضُخّت هناك منذ مؤتمر الطائف.
- لا يمكن تجاوز حقيقة أن لبنان ميدان المعركة الذي خسرنا فيه عديد الجولات مع طهران، ولا يجب ترك الأمور على تلك الحالة السلبية؛ ففي الساحة اللبنانية هناك سيطرة لحزب الله وإيرن من خلفه، وهناك قرار خليجي للعودة والانخراط بالكامل في لبنان لمواجهة إيران في كل مكان.
- حتى الآن لم تُظهر دول الخليج ما هو لصالح لبنان، لا على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي؛ فقد طلبت بعض دول الخليج مغادرة رعاياها لبنان فوراً وعدم السفر إليه لإرهاق صناعة السياحة هناك. أما على المستوى الشعبي، فقد فرّ كثير من ملّاك العقارات الخليجيين إلى طرابزون والبوسنة والهرسك بحس رأسمالي وقصر نظرعروبي، فيما نرى أن عودة الخليجيين بالودائع المصرفية أو الاستثمارات أو السياحة ليست في صالح لبنان فحسب؛ بل لاستعادة مكانة الخليجيين أنفسهم.

جميع الحقوق محفوظة