Admin

الخميس 20 سبتمبر 2018

عاشوراء الحسين..بقلم : عبدالمحسن يوسف جمال

عاشوراء الحسين..بقلم : عبدالمحسن يوسف جمال

عاشوراء الحسين..بقلم : عبدالمحسن يوسف جمال

وتمر السنون وذكرى الإمام الحسين ما زالت حركة مستمرة، وواقعاً معاشاً في أكثر من مكان، لأنه أولاً في عرف الأحرار يبقى الشهيد خالداً على مرّ الدهور والأزمان. وثانياً هو سبط خاتم الأنبياء وآخر الرسل، وابن بنت المصطفى صلى الله عليه وآله، وابن أمير المؤمنين علي عليه السلام، وحفيد أم المؤمنين خديجة عليها السلام. فالحسين إذاً ليس إنساناً عادياً، فهو سيد شباب أهل الجنة برواية يجمع عليها المسلمون كافة، إذاً كيف يقدِمُ نفر من المسلمين على ارتكاب هذه الفعلة النكرة بكل مقاييس الأديان وأصحاب العقول؟ هذا السؤال طرحه كل من درس سيرة الإمام الحسين، وتمعن عميقاً في أحداث كربلاء بتفاصيلها الجزئية وظروفها السياسية الدقيقة، سواء كان هذا الدارس للسيرة مسلماً أو من أصحاب الأديان الأخرى، بل يذكر التاريخ الأدبي ليوم الطف الحسيني أن كل البشر وجدوا في سيرة الحسين ويوم كربلاء ما يستفيدون منه في حياتهم اليومية وموقفه من أحداث مجتمعاتهم على مر الدهور. يرى البعض أن حب السلطة وبطشها هما أساس الفتك بالحسين بهذه الطريقة البشعة، بينما يرى آخرون أن بُغض أولئك القوم لأهل بيت المصطفى هو أساس هذا الحقد، الذي ترجم إلى أبشع حدث مؤلم على مدار التاريخ الإسلامي وما زال. لذلك في التراث أن ذكرى الحسين لن تطفأ على مدار الزمان مهما حاول البعض إطفاءها، بل إنها في ازدياد مطرد، وهذا ما نراه أمامنا في عصرنا الحاضر، حيث أضحت مجالس الحسين تعقد في كل دول العالم بلا استثناء، وهي في حد ذاتها ظاهرة تستحق التمعن والدراسة. معركة كربلاء إذا درست في العصر الحديث فسيجد الباحث ان امتداداتها ما زالت تؤثر في الواقع العالمي، وينعكس اسقاطها على تطور الأحداث المعاصرة في العديد من المواقع، وهذا في حدّ ذاته يعطي أهمية لإعادة دراسة هذا التاريخ بقدمه المتجدد، ودروسه المكتسبة على مرّ العصور. وسيجد المعاصرون وكأن معركة كربلاء وتضحيات الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته تحدث اليوم، فالأحداث هي الأحداث، والقوم هم القوم. السلام على الحسين وأولاد الحسين واصحابه المستشهدين بين يديه، إنا لله وإنا اليه راجعون.

جميع الحقوق محفوظة