Admin

السبت 17 نوفمبر 2018

خطاكِ السوء يا الكويت..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

خطاكِ السوء يا الكويت..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

خطاكِ السوء يا الكويت..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

مرت الأيام الماضية عصيبة على أهل الكويت، حين فتحت السماء أبوابها بأمر ربها بالمطر مدراراً حتى غمر الكويت؛ شمالها وجنوبها، باديتها وحواضرها، مدنها وضواحيها… ورأينا سيولا لم نشهد لها مثيلاً في تاريخ دولتنا الحديث.. امتلأت نفوسنا بالجزع وارتجفت قلوبنا خوفاً على أهلنا وأحبابنا وعلى من يعيش على هذه الأرض الطيبة… واتجهنا وما زلنا نرجو من الله متضرعين إليه أن يحفظ وطننا ويصرف عنه وعن أهلنا شر البلاء. تعاظمت خسائرنا المادية كدولة؛ شوارع ومركبات ومنازل وأجهزة، ولكن من لطفه علينا تضاءلت خسائرنا البشرية إلاّ من عدد محدود من الأرواح ممن نحتسبهم عند الله شهداء… أبلى شبابنا من رجال الجيش والشرطة والحرس الوطني والدفاع المدني والإطفاء والكادر الصحي والمتطوعين بلاءً حسناً وكانوا عوناً لمن حاصرته المياه وتحملوا مشكورين العبء الأكبر خلال هذه المحنة. وحدهم مع الأسف في مجلس الأمة خذلونا كعادة بعض الأعضاء، حيث تناقصت أعدادهم وفُقد نصاب الجلسة المخصص لمناقشة تداعيات أكبر محنة طبيعية يمر بها الوطن، ولا عجب في ذلك فمن كان جزءاً من المشكلة كيف سيفزع لمناقشة حلها والأحداث تدينه. ففي هذه المحنة لا تقع الملامة على الحكومة وأعوان التقصير في أجهزتها، بل يشترك في ذلك عدد من «النواب الأزمة» الذين لهم من الحفلة نصيب… ولكن بحمد من الله عدت أمطار الخير بعد أن كشفت زيف تلك القوى التي اجتمعت لحلب الدولة في مشاريع انكشف سوؤها عند أول ابتلاء. أيها السادة، أهل الكويت متسامحون بطبيعتهم ولكنهم يميزون تماماً من الذي ينتصر لحقوقهم ومن باع ذمته وجعل من بعض مناطق الكويت وديانا تجري وبحيرات تستغيث… سيأتي بإذن الله وقت الحساب لمجلس تخلى عن الحساب في وقت المحن… واعلموا أيها السادة أن الكويت لها «حوبة» لن تخطئ أي متقاعس ومقصر وفاسد… وخطاك السوء يا الكويت. نصيحة لوجه الله للمرة الثانية أخاطب الزميلة النائبة صفاء الهاشم عبر زاويتي الاسبوعية، فالنائب في مجلس الأمة لا يعبر عن رأيه وشخصه فقط وإنما يعكس ويمثل من أوصله إلى قبة البرلمان… والكثيرون منا أيتها العزيزة لا يقرون أسلوبك في التعبير عن الأحداث أو الحوادث الفردية التي يرتكبها أو التي يكون ضحيتها أحد الوافدين، سواء من إخواننا المصريين أو غيرهم، آلاف أتوا ومثلهم عادوا إلى أوطانهم شاركونا سنوات عمرهم في البناء والعمل ولم نجد منهم إلاّ كل خير وعطاء يجب ألا يشوهه أو يسيء إليه أي فعل أو قول فردي… ولكِ أقول… هناك أساليب كثيرة للنصح والتعبير لا يخطئها ولا يغفل عنها الكيّس وعلى الأخص من يمثل الشعب في بيت الشعب الذي يحتضن ويقدر جهود الجميع… فلا نرضى منكِ ما يسيء إلى أحد ولا نرضى أن يتعرض لشخصكِ أي أحد… وندعو الله أن يوفق الجميع لخير الكويت. د. موضي عبدالعزيز الحمود

جميع الحقوق محفوظة