Admin

السبت 18 أغسطس 2018

تاريخ المخابرات ..بقلم : عبدالمحسن يوسف جمال

تاريخ المخابرات ..بقلم : عبدالمحسن يوسف جمال

تاريخ المخابرات ..بقلم : عبدالمحسن يوسف جمال

من طرائف محبي قراءة الكتب هذه الأيام أنهم لا يهمون بقراءة كتاب إلا ويصل إلى أيديهم أكثر من كتاب جديد، ما يجعلهم في حيرة وإرباك في ترتيب أولوياتهم. ولأهمية هذه الكتب، فإن البعض يقرأ أكثر من كتاب في آن واحد، أي يقرأ جزءاً من الكتاب الأول ثم جزءاً من الثاني فالثالث، ثم يرجع ليستكمل الأول، وهكذا، خوفا من أن يفوته شيء من هذه الكتب. ومن الكتب المهمة التي صدرت هذا العام كتاب «تاريخ المخابرات – من الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي الأميركية» والصادر عن «عالم المعرفة»، وهي سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، كما هو معروف، وهو كتاب مترجم من تأليف وولفغانغ كريغر. وأهمية هذا الكتاب وقوته أنه يتكلم عن المحظور لعامة الجمهور، ويخبرهم بأسرار يرغبون في سماعها عن وكالات المخابرات العالمية وخفاياها وألغازها وغوامض أحداثها، خصوصاً بعد «هروب الموظف التقني في جهاز المخابرات الأميركية إدوارد سنودن، في صيف عام ٢٠١٣ إلى الصين أولا، ثم إلى روسيا، الذي أحدث ضجة دخلت التاريخ باسم فضيحة وكالة الأمن القومي الأميركية NSA»، ما خلق سؤالا هو: هل يحق للحكومات «التنصت على الناس وعلى مكالماتهم الهاتفية واختراق أجهزة الكمبيوتر ووسائط التواصل الاجتماعي؟!» ومع اعتراض البعض على هذا الأسلوب، فإن البعض الآخر بدأ يبرر لها بحجة «أن الأجهزة الأمنية المختلفة تمارس دورا حيويا في حماية مجتمعاتنا الراهنة وصيانة الرفاهية التي نحسد عليها، وبالتالي فإن محاربة الإرهاب الذي أصبح متطورا ويستخدم التكنولوجيا الحديثة يمكن به تبرير انتهاك بعض خصوصية الأفراد والدول، وهو ما تقوم به أجهزة الاستخبارات العالمية قديما وحديثا». وهذا ما يتحدث عنه الكتاب وبطريقة سلسة وجذابة، استطاع المترجم عدنان عباس علي ترجمتها بلغة واضحة. وبالنسبة للباحثين العلميين، فإن هذا الحقل يعتبر جديدا لهم ولبحوثهم، خصوصاً بعد سماح دول عديدة للمهتمين بالاطلاع على بعض ما بحوزتها من محفوظات سرية تتعلّق بحقب التاريخ المختلفة. والكتاب يحتاج إلى أكثر من تعليق قد أجد فرصة في المستقبل لعرضه على القارئ الكريم. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com

جميع الحقوق محفوظة