Admin

الجمعة 21 سبتمبر 2018

بغيناه طرب وصار نشب! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

بغيناه طرب وصار نشب! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

بغيناه طرب وصار نشب! بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

لم أكن يوماً مِمَن يؤمن بنظرية المؤامرة على مجتمعاتنا ومُقدراتنا، وكنت دائماً أرفض من يبرر تخلفنا وأزماتنا بالتآمر ضدنا من قِبَل الغير، ولكن مؤخراً أكاد أجزم، ألف في المئة، أن ما يتعرض له وطننا في هذه الأيام من أزمات متلاحقة هي بفعلِ فاعلٍ ونتيجة حتمية لمؤامرة، ولكنها هذه المرة مؤامرة داخلية، وإليكم الشواهد وللتذكير فقط: كم مشكلة مرَّت علينا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث قامت الدنيا ولم تقعد عند كشف ملفات التزوير في الجنسية والانتماء، فتحركت أجهزة، وتم تدوير المسؤولين عن هذا الملف، ثم خمدت العاصفة.. فلم نشهد تصديا جدّيا لهذه الأزمة. وبقدرة قادر تفجرت أزمة الحيازات الزراعية الجائرة، وكذلك ثارت الساحة، وتبدل المسؤولون، ثم هدأت الزوبعة من دون نتيجة تذكر! وظل الكل يحتفظ بأرضه، سواء حاز عليها زوراً أو بغيره. وفي هذه الأثناء تفجّرت قضية الشهادات الوهمية والمزورة، وكأخواتها من أزمات، أحيلت بعد فترة إلى الفريزر الحكومي، أو لجان التحقيق لتتجمد أطرافها ووقائعها، فلم نسمع حتى الآن عن مزوّر تمت محاسبته أو فقد مزاياه. وربما للتغطية أثيرت في الساحة مؤخراً حملة التصدي لتدريس الموسيقى، ولتتبعها أو تزامنها في نفس الوقت الحملة ضد «ادعاء صناعة الأصنام» عبر تقنية متطورة للطباعة ثلاثية الأبعاد! استحلفكم بالله يا من أخذتكم الغيرة الدينية ضد الموسيقى والتكنولوجيا المتطورة التي لم يُر منها إلاّ صناعة صنم، هل ضللتم الطريق عن الحق والباطل أو أغفلتم أعينكم عن الفساد والتزوير والنهب والسلب والرشى؟ فلم نسمع منكم حتى كلمة واحدة تستنكرون أو تطالبون بالكشف عن مواطن الفساد! فأين أنتم أيها السادة من هذه القضايا التي تمس روح الإسلام وتنافي قيمه وتتعدى على جذوره؟ ألم تسمعوا بنهب المال العام؟ ألم تسمعوا بالرشى والمناقصات غير العادلة؟ ألم تسمعوا بالتزوير في الانتماء والتجنيس؟ ألم تسمعوا بشراء الشهادات وأصحابها في الكويت لم يغادروا مخادعهم؟! حقاً، إن ما يثار من قضايا هامشية من قبل البعض يكاد أن يكون تآمرا واضحا للتغطية على القضايا الجوهرية التي يعاني منها الوطن، وينكرها الحق والمنطق والعدالة والدين.. هنيئاً لكم أيها السادة، لقد وصلتم إلى مبتغاكم، وأوصلتمونا إلى مرحلة الزهد في ديموقراطيتكم التي تهدم ولا تبني، وتنافق ولا تعدل، وتتمصلح ولا تُصلح.. ولك الله يا وطن.

جميع الحقوق محفوظة