Admin

السبت 18 أغسطس 2018

المساحة المشتركة..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

المساحة المشتركة..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

المساحة المشتركة..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

قُل لي من أنت؟ وما هو توجهك وفكرك؟ أقل لك أنت مع تركيا أو ضدها في أزمتها الاقتصادية؟ وموقعك من أزمة اليمن؟ أو حتى رأيك في أزمات مصر المتتالية؟ وأزمات إيران المختلفة؟ ففي عالمنا اليوم وفي هذا الزمن الصعب ينظر الكثير منا نظرة أحادية، وحدية، تجاه الأمور التي تجري من حولنا وفي منطقتنا العربية والإسلامية المنكوبة. ففي هذه المنطقة وبين ساكنيها وسكانها تتلاشى، مع الأسف، المساحة المشتركة للتعايش السلمي بين البشر وتتعاظم مساحة التحزب والانغلاق، وبالتالي تكبر مساحة المشاكل والصراع وحتى الاقتتال. ما نعاصره اليوم نتيجة حتمية لما زرعته نظم التعليم المتخلفة والموجهة، وساهمت في تعميقه تنامي التيارات السياسية المؤدلجة، خصوصا الإسلامية المتطرفة وغيرها، وعززتها سياسات قصيرة النظر لمصلحة بعض النظم المستبدة، فأصبح كل منا ينظر للآخر كرفيقه أو كغريمه، سلوك الأفراد تعاظم ليصبح سلوك دول، ومن أزمة إلى أخرى، ومن صراع إلى معركة، ولم تهدأ هذه المنطقة طوال الخمسين سنة الأخيرة. ذلك ما نلحظه جلياً في كل أزمة، وآخرها الانقسام الحاد بين الأفراد والدول تجاه أزمة تركيا الاقتصادية الأخيرة، فمن مناصر مندفع مسخراً جميع ذخيرته الدنيوية والدينية لمناصرة تركيا في أزمتها، ومن شامت منتظر لتطور مأساتها، وبين الفريقين ضاعت النظرة الموضوعية لمصالح شعب تركيا المسلم، ومصالح مواطنينا ومؤسساتنا المستثمرة، ومصالح المنطقة وتوازنها السياسي والمستقبلي الذي يجب ألا يغيب عن البال، على الرغم من مخالفتنا الشديدة لمنطلقات حزبها الحاكم. أزمة تركيا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تكشف مثالب سياساتنا قصيرة النظر، ونظمنا التعليمية، وخطاباتنا الدينية والإعلامية التي تحتاج إلى مراجعة جادة، وربما لعقود طويلة قادمة، علنا نفلح في زيادة المشترك بين شعوب منطقتنا، وربما داخل مجتمعاتنا كذلك.. نسأل الله في هذه الأيام المباركة الأمن الاستقرار لشعوبنا والرفعة لوطننا وكل عام وأنتم بخير. مبروك لزميلنا أحمد: نبارك لزميلنا الفاضل أحمد الصراف، على إجازة روايته من قبل وزارة الإعلام دون حذف أو شطب.. ولعل الفزعة الأخيرة تتنامى ضد مقص الرقيب الذي ضاقت زاويته الأحادية وتعدت على فكر الكثيرين من الأدباء والمفكرين، فحرمتهم وحرمتنا من متعة تناول أعمالهم بين أيدينا، وإن منحتنا التكنولوجيا نافذة عليها.. فمتى يدرك الرقيـــب بأن فضــــاء الفـــكر أرحب من فضائه، وأن مقصَّه مصيره إلى الزوال إن عاجلاً أو آجلاً. تعازينا الحارة: تعازينا لأسرة الصباح الكريمة، ولجميع من عمل وزامل عن قرب، المغفور لها بإذن الله، الشيخة فريحة الأحمد الصباح.. ابنة الكويت التي تحلّت بالسماحة والتواصل مع جميع فئات المجتمع، فبقي ذكرها الطيب بين أبناء وطنها، رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه.. «إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ». د. موضي عبد العزيز الحمود

جميع الحقوق محفوظة