Admin

الجمعة 26 أكتوبر 2018

المرأة والطفل بين التمكين والتمكن..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

المرأة والطفل بين التمكين والتمكن..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

المرأة والطفل بين التمكين والتمكن..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

حفلت الساحة الثقافية في الكويت كعادتها في مثل هذا الوقت من كل عام بالعديد من النشاطات والندوات، تمكَّنتُ من متابعة اثنين منها، الأول تمثل في المُلتقى الذي عقده مركز تمكين المرأة في جامعة الكويت حول موضوع «المرأة والقيادة»… هو موضوع مهم ومطروح على بساط البحث والنقاش ليس في الكويت فحسب بل في معظم دول العالم. في الكويت تُمثل الإناث حالياً غالبية المنتسبين إلى دور التعليم العالي، وتفوقهنَّ مشهود في مجالات التخصص المختلفة.. ولكن نسبتهن لا تزال تمثل الثلث فقط من الناشطين في سوق العمل، وتمثل أقل من %11 في المراكز القيادية في الحكومة، وتتضاءل هذه النسبة إلى أقل من %5 في مؤسسات القطاع الخاص.. لا يختلف أحد على أن المرأة تمتلك عناصر التفوق الإداري في مراكز القيادة وتتحلى بنظافة اليد والبعد عن مواطن الشبهات والفساد ـــ إلاّ القليل منهن ـــ تثبت ذلك معدلات الأداء لمن تقلدَّت من النساء المناصب العليا على اختلاف تدرجها… ولكن يبقى الميزان الاجتماعي والحكومي غير العادل وغير المنصف ينظر للمرأة كديكور سياسي، ولا يحرص على تمكينها في المراكز القيادية كعنصر فعَّال قادر على التميز والقيادة بكفاءة… والمحزن أن هذه النسبة الضئيلة يتهددها قانون التقاعد المبكر، الذي تتعالى الأصوات النيابية لتأييده كسباً للشعبوية دون إدراك لآثاره المُدمِّرة على سوق العمل الكويتية، وعلى تسرب الخبرات والكفاءات الوطنية الشحيحة أصلاً من النساء والرجال… والمقولة التي أُصر عليها دائماً «قاتل الله السياسة ما اقترنت بشيء إلاّ خرَّبته ولا بتنمية إلاّ دمرتها ولا بعناصر بشرية كفؤة إلا همشتها». أما اللقاء الآخر فهو المتعلق «بالطفل والتكنولوجيا»، الذي عقدته الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، حيث أثار المختصون في هذا اللقاء جوانب إيجابية وأخرى سلبية لعلاقة الطفل بالتكنولوجيا، والتي لا يدركها الأهل، ولا هي محل للتوعية الاجتماعية… سمعنا مشاكل وقضايا يشيب لها شعر الوليد استعرضها ممثل الإدارة العامة لحماية الطفل والأحداث في وزارة الداخلية. تتفاقم هذه المشاكل في مجتمعنا الذي ينعم بالرخاء المادي، والذي ابتلي بتزايد فجوة التواصل بين الآباء والأبناء لانشغال الأهل، وكذلك ازدياد «الفجوة التكنولوجية» بين الأجيال… وهنا تتعذر السيطرة وتزداد المخاطر، خاصة مع ازدياد معدلات امتلاك واستخدام الأجهزة الإلكترونية الذكية في مجتمعاتنا عن كثيرٍ من الدول المتقدمة… كما لا تنفع قوانين الردع، حيث لا يمكن تغيير الثقافة بقانون… بل يتحتم على الأجهزة المعنية في الدولة والمجتمع المدني مسؤولية التوعية لزيادة «المناعة المعرفية» ــ على حد تعبير الدكتور محمد الرميحي ــ وذلك للأهل والمسؤولين عن حماية الطفل والنشء لحمايتهم من مخاطر التقدم التكنولوجي مع التمتع بمزاياه وفوائده. تهنئـة: تهنئة خالصة لكل المواطنين ممن رُدَّت إليهم الجنسية الكويتية.. توجه صحيح أشاع الارتياح لدى أهل الكويت جميعاً… داعين الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه.

جميع الحقوق محفوظة