Admin

السبت 19 مايو 2018

الإرادة الإلهية ..بقلم: عبدالمحسن يوسف جمال

الإرادة الإلهية ..بقلم: عبدالمحسن يوسف جمال

الإرادة الإلهية ..بقلم: عبدالمحسن يوسف جمال

«قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ» (المائدة: 1) هذه الآية الكريمة تبدأ سورة المائدة بها، وهذه السورة توضح أهمية الالتزام بالعهود، التي تتم بين الناس في المجتمعات، التي يحترم الإنسان فيها عهده وميثاقه مع الآخر، الذي يعيش معه، وكيف ان الالتزام بالمواثيق واحترامها هما سمة المسلم الحقيقي، وقد تكون هذه العقود التزاماً بين الإنسان وربه بعيداً عن أعين البشر وتواجدهم، وهي السمة التي تخلق من الإنسان العابد شخصاً يفي بعهده مع الله وميثاقه. فطاعة الله في الخفاء كما هي طاعته بالسر، وصدق الإنسان مع نفسه في الحالتين واحد لا يتغير. يكون هذا الالتزام بعدم انتهاك شعائر الله، واحترام الأشهر الحرم التي فرضها الخالق على المخلوقين، وأمرهم بالالتزام بها ليعرف الصادق من الكاذب. ولعل أهمية مناسك الحج ودقتها وضرورة الالتزام بها تأتي جزءاً من هذه العهود المطلوب الالتزام بها، وهي أمور إذا أحسن المؤمن أداءها وإن كانت أنعام تذبح أو قربان يقدم لله فإنها تجعل الإنسان يخطو الخطوة الأولى نحو الالتزام التام، الذي يشمل البشرية كلها. لذلك تختم الآية بحقيقة كونية مهمة، وهي ان الله هو الذي يحكم ما يريد لا غيره «ان الله يحكم ما يريد». ولعلنا اليوم نرى بأعيننا كيف أن بعض البشر يرون أنفسهم أعلى من الآخرين، ويريدون ان يتحكموا بالبشرية كلها من دون مراعاة لمواثيق الهية او عقود دنيوية، ويحاولون ان يرهبوا الآخرين بقوة «بيت العنكبوت»، وبجبروت «الطغاة» الذين لا يملكون في حقيقة الامر من أمرهم شيئا.. فالله سبحانه هو مالك الاشياء كلها، وهو الذي يصدر الاحكام التي تكون في مصلحة عباده، وتقتضي الحكمة صدورها.. وهي رسالة لبعض البشر الذين يرون ان العالم ملك قراراتهم، وان الرزق بيدهم، وان الموت والحياة طوع بنانهم، وهم في الواقع لا يملكون استرجاع شيء اذا أراد الله هلاكهم. علينا ان نعي، ونحن الملتزمون بطاعة الله حين أمرنا بالصيام فاستجبنا له فرحين، أن من يسير الكون ليس الانسان الضعيف العاجز، بل هو الله، الذي «يحكم ما يريد»، فإن وجدنا صعوبة اليوم بسبب طغاة البشر، فإن فرج الله آت لا ريب عن قريب.

جميع الحقوق محفوظة