في عالم السياسة، هناك عدة نظريات تتلخص في أن الاحداث العالمية قد تتفاعل في ما بينها بسرعة لتؤثر احداها في الاخرى، ولعل نظرية الاواني المستطرقة التي تتلخص في ان نزول السائل فيها يتوازن في كل الحاويات عند نفس المنسوب بغض النظر عن شكل وحجم الحاويات. ولو اخذنا ما يحدث في اليمن من صراع مخيف بدأ داخليا بين اطراف متصارعة، ثم تمدد الى المحيط الاقليمي، ولاستمرار الصراع تمدد الى قوى عالمية ادخلت الامم المتحدة لتضع على عاتقها حلا مرضيا لجميع الاطراف، بما فيها القوى التي كانت يوما ما ضعيفة، انطلاقا من ان السائل يجب ان يصل الى كل الاطراف بقدر متساو. ولعل قبول دولة بعيدة عن منطقة الشرق الاوسط، وهي مملكة السويد، احتضان هذه الاجتماعات هو خير دليل على تأثير المشاكل العربية – العربية في كل دول العالم. واللافت للنظر هو احترام الاطراف اليمنية بمختلف توجهاتهم لدولة الكويت، وثقتهم بصاحب السمو الأمير وكذلك الامم المتحدة، حيث طالبوا مجتمعين باشراك الكويت في هذا اللقاء، وحرصهم على الانتقال من اليمن الى استوكهولم بطائرة كويتية، مصطحبين سفير الكويت باليمن برفقة المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن. من الواضح من تكرار شكر الاطراف كلها للكويت بشكل عام ولصاحب السمو الأمير بشكل خاص أن الكويت من خلال سياستها الخارجية المتوازنة كسبت احترام وثقة العالم كله، كيف لا وهي بلد السلام والإنسانية وعدم التدخل في شؤون الآخرين. من هنا، فان العالم اخذ يعي جيدا انه ليست هناك دولة كبيرة واخرى صغيرة، بل ان اي اضطهاد لاي فئة او جماعة قد ينعكس ليس على الدولة المعنية فحسب، بل على السلم والامن العالميين باسلوب قسري. وهذا كما ينطبق على اليمن، فهو ينطبق ايضا على الواقع الفلسطيني ايضا، وسعي الصهاينة الى ممارسات غير انسانية مع الشعب الفلسطيني. وباختصار، فان نظرية الأواني المستطرقة تترجم احيانا الى السياسة وانتقال آثار الصراع الى جميع انحاء العالم بنسبة او باخرى، وهذا ما جعل الامم المتحدة تسعى بدعم من مجلس الامن إلى حل الصراع اليمني الذي وصل الى حالة جعلت اليمن الجريح مكانا للوباء العالمي، ودليلا على خطر الصمم العالمي عن مناطق انتهاكات حقوق الانسان في اي موقع مهما كان صغيرا او فقيرا.