Admin

الجمعة 30 نوفمبر 2018

غَلَبْنا أمريكا ..بقلم :د. موضي الحمود

 غَلَبْنا أمريكا ..بقلم :د. موضي الحمود

غَلَبْنا أمريكا ..بقلم :د. موضي الحمود

حبس العلماء وفريق العمل في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أنفاسهم ومعهم وحولهم العالم يترقّب لحظات نزول أول مركبة أو مسبار Insight (إنسايت وتعني البصيرة) على سطح الكوكب الأحمر أو كوكب المريخ.. لحظات ودوّى التصفيق، وتعانق الزملاء فرحاً بنجاح نزول المركبة بسلام، مسجلة أهم حدث علمي في وقتنا الحالي.. وبعد دقائق أرسلت المركبة أولى صورها «سيلفي» على هذا الكوكب الذي تعلو سطحه الصخور. اندمج الزوج العزيز في الأحداث أثناء نقلها ونظر إليّ مُتسائلاً: لماذا لا تفرحين بهذا الحدث؟ أجبته بابتسامة قائلة: لقد اجتهدوا هم في الوصول إلى المريخ وصخوره، ولكن نحن والحمد لله أتتنا صخور المريخ نفسها، ومن دون عناء فقط، عندما أمطرنا الرحمن بخيره، فامتلأت شوارعنا وطرقاتنا بالصخور والحصى، وامتلأت شاشاتنا الإلكترونية بكل ألوان «السيلفي» التي التقطها المواطنون «الفرحون» لشوارعنا وهي مغطاة بالصخور.. لقد ذهب العلماء في أميركا في رحلة طويلة استغرقت سبعة أشهر دوران حول الأرض للوصول إلى صخورٍ حمراء، ونحن لم يستغرق المطر إلا سبعة أيام ليكشف عن أكبر كمية صخور مختلفة الألوان.. لقد «غلبنا أميركا يا عزيزي»! هم صفقوا لنجاحهم ونحن ضربنا يداً بيد حسرة وألماً على ما آلت إليه أمورنا في الكويت في أكبر حادثة فساد لم يتحمّل مسؤوليتها أحد في الحكومة أو المجلس حتى الآن، وحده المواطن الذي يتحمّل المسؤولية فهو الذي خرج للشوارع ولم يستقر في بيته ليسعد بهذا الحدث! ولعلَّ الشيء بالشيء يذكر، فرسالتي إلى النائب الفاضل شعيب المويزري: لا تحتاج «يا بو ثامر» لأن تذهب لمساءلة رئيس مجلس الوزراء مباشرةً، فالفساد يتوسّد بعض الكراسي الخضراء في المجلس، ويمد حباله إلى بعض أعضاء الحكومة ومسؤوليها في الإدارات المختلفة.. ونصيحتي لك وللنواب الحريصين على مصلحة الكويت ـــ وإن كانوا قلة ـــ بالاتفاق بهدوء على خطة تَحَرُّك مدروس بينكم لبتر سرطان الفساد من دون اللجوء إلى الهزَّات السياسية المفاجئة التي تعلم أن مصيرها الوأد في اللجان! وللعلم فقط هناك قائمة شبابية تتشكّل ــــ تحت شعار محاربة الفساد ــــ تنوي التصدّي والكشف في مقبل الأيام، من تحت مِجْهَرِها عن المفسدين، نواباً أو مسؤولين أو متنفّذين.. هذه هي الكويت التي يعشقون، ولن يسمحوا بأن تدمّرها نفوس لا تخاف الله.. أعانهم الله وأعان كل مخلص لخير هذا البلد الجميل. تهنئة ودعوة بالتوفيق: تهنئة خاصة وصادقة للزميل الفاضل أحمد الصراف، صاحب الفكرة رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية، وللعزيزة الدكتورة فريدة الحبيب أمينة السر، ولمؤسسي وأعضاء مجلس إدارة الجمعية الإنسانية التي ستكون، ولا شك، لبنة جديدة تضاف إلى بناء العمل الخيري والإنساني الكويتي الشامخ، لم تسعفني ظروف السفر من حضور حفل انطلاق الجمعية، ولكنني وكثير من إخواني المواطنين سنكون إن شاء الله عوناً لكم لتحقيق أهداف الجمعية النبيلة لمساعدة غير القادرين من المرضى والغارمين بالسجون.. أعانكم الله، و«الكويت تستاهل».

جميع الحقوق محفوظة