Admin

الاثنين 12 نوفمبر 2018

بعد أن مات المجلس ولجانه...هل حان وقت الأربع تكبيرات؟ بقلم:فوزية أبل

 بعد أن مات المجلس ولجانه...هل حان وقت الأربع تكبيرات؟ بقلم:فوزية أبل

بعد أن مات المجلس ولجانه...هل حان وقت الأربع تكبيرات؟ بقلم:فوزية أبل

بعد الأحداث الأخيرة التي تخللتها اخفاقات عدة، سارع الجميع في توجيه سهام نقده إلى السلطة التنفيذية واعتبرها المتسبب الأول فيما آلت إليه البلاد. لكن القارئ للمشهد السياسي بشكل كامل، يدرك أن الحكومة ليست إلا انعكاس لتركيبة المجلس. أصبح أمامنا مجلس لديه خمسون نائبا يؤدون أدوارا إعلامية ودستورية شكلية ليس الهدف منها حل المشكلة، ولكن صناعة مشكلة أو مشاكل جديدة لتمييع المشكلة الرئيسية وعدم إيجاد أسس صحيحة للعلاج، وكلها بالطبع بعيدة عن مطالب الناس. قضايانا عمقت جراحها وطفت على السطح عندما أقصينا حماس الشباب والأصوات الوطنية التي طالبت بتغيير النهج وإصلاح الأوضاع بعيدا عن مآرب أخرى. فاللجان البرلمانية لا سيما بعد أن ذهبت مناصب الرئاسة فيها إلى النواب الموالين اكتفت فقط بدراسة بعض المقترحات والمشاريع الحكومية التي تصل إليها برعاية حكومية، وغابت تماما عن نبض الشارع وعن أداء دور محوري رسمه الدستور لها. فعلى سبيل المثال تجمع أهالي مدينة صباح الأحمد والخيران السكنية وغيرها من التجمعات والروابط، بادروا بالتحركات وأصدروا العديد من البيانات، لكن لم تتحرك أيا من اللجان البرلمانية وتبادر باستدعاء المسؤولين في حضور أبناء هذه المناطق وتصل لحلول ناجعة وفق قرارات أو مقترحات من المجلس تضع فيها الحلول، وقد كشفت أزمة الأمطار عن هذه المطالب الشعبية المهمشة والتقاعس النيابي. هذا التقاعس أدى إلى ضرب مطبخ المجلس في مقتل، ومن ثم أثر بشكل كامل على أداء المجلس. فبدون لجان حية ونشطة ونابضة ومترجمة لمطالب المواطن لن يكون هناك برلمان، حتى لو أصدر أو تفاخر باصداره العديد من القوانين. الأداء النيابي شكلي ليس له وزن شعبي، ولا يرق لمستوى الطموحات والآمال المعقودة، وبعيد عن قضايا المجتمع الملحة وهمومه الحقيقية، كل ذلك بسبب حالة الانفصال التام بين المجلس والشارع، ولذلك أغلب المواطنين يتمنون رحيل هذا المجلس، وفي ظل غياب القراءة السياسية الصحيحة للمشهد المحلي، وحالة التعتيم الإعلامي على آراء الناس، وعدم وصول صوت المواطن العادي لصناع القرار ، فوسائل الإعلام موجهة، والصحافة لا تنقل الواقع بمهنية وتمثل لونا واحدا لفئة واحدة، وإعلام إلكتروني أغلبه غير محايد. غياب صوت البرلمان في الحياة السياسية واهتزاز الثقة بالمؤسسة التشريعية أفقد المجلس مكانته وهيبته. وفقدان الصلة الحية مع الأوساط الشعبية جعل الشارع ينصرف عنه. عندما يفقد البرلمان حقه الأصيل في الرقابة يتخلى طواعية عن أحد أجنحة دور البرلمان التي كفلها الدستور للشعب، "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة"، وحكومة بلا رقابة يعني مزيدا من الأخطاء والكوارث.

جميع الحقوق محفوظة