Admin

الأربعاء 20 فبراير 2019

أخُ النساء..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

 أخُ النساء..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

أخُ النساء..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

لم نعتد أن نسمع تلك العبارة، وما اعتادت العرب على قوله: «أخت الرجال»، وصفٌ نطلقه على كل امرأة قادرة وذات عزيمة وإصرار وفعل طيب.. ولكن دعونا نقترب قليلاً من حقيقة يغفل الكثير عن الاعتراف بها، وهي كم من امرأة قيادية اليوم في الكويت، الاحصائيات تقول إنهنَّ أقلية لا تزيد نسبتهن على %12 من مجمل المناصب القيادية في الدولة.. وكوزيرات وبرلمانيات لا تزيد نسبتهنَّ على %2.. ووفق هذه الإحصائيات تتذيَّل الكويتية القائمة الخليجية.. فقد سبقتها المرأة الإماراتية والسعودية والقطرية والبحرينية، والعمانية في تمثيلها القيادي (كما أوردت القبس مشكورة في إحصائياتها المنشورة في عدد الخميس الماضي 14 فبراير). ولنقترب كذلك أكثر من أداء المرأة الكويتية في المناصب القيادية العليا والوزارية خاصة، ولنقارن هذا الأداء مع زملائها الرجال، فعلى الرغم من قلة عدد النساء ممن تقلدن المناصب الوزارية منذ عام 2005 حتى وقتنا الحالي مقارنة بعدد الوزراء من الرجال منذ بدء الكويت الحديثة حتى اليوم لنستبين عند المقارنة أن النساء القياديات، أو غالبيتهن، قد أثبتن الجدارة والحس الوطني العالي في تحمّل المسؤولية والقدرة على مجابهة الهجوم النيابي الشرس من البعض، ممكن يكره وجود المرأة أصلاً في أي موقع ولا يرى مكانها إلا في بيته! وقد كان أداء القيادية الكويتية متماشياً، وربما أكثر مع ما أوردته، وأكده كثير من الدراسات العالمية، وأهمها تقرير منظمة العمل الدولية 2014، وتقرير صندوق النقد الدولي 2014 ــــ 2015، بأن المرأة في المناصب القيادية والسياسية العليا هي: 1 – أكثر التزاماً بالقانون وقواعد الحوكمة الرشيدة في مؤسسات الدولة. 2 – أكثر حفاظاً على البيئة وصحة المجتمع. 3 – أكثر قدرة على اتباع أسلوب القيادة الإنسانية وعلى الإنجاز. 4 – أقل فساداً من الرجال القياديين. سأكتفي بهذه الصفات وأركّز على الصفة «رقم 4».. وواقعنا في الكويت يثبت ذلك، وآخر مثال هو تصدي وزيرة الأشغال السيدة جنان بوشهري للفساد الذي طفَحَ مع طفْح شوارعنا، وتآكل بنيتنا التحتية، وتصدي الوزيرة للشركات وللمسؤولين عن هذا الفساد بكل شجاعة.. وقبلها الوزيرة هند.. وقبلها.. وقبلها.. لستُ عنصرية، ولكني أتساءل بطبعي.. بعد كل ما حققته أولئك النسوة وغيرهنَّ في مواقع المسؤولية العامة، ألا يجدر النظر بجدية إلى جذب الكثيرات من بناتنا ونسائنا ذوات الكفاءة إلى المراكز القيادية، وأن نسمع كذلك مع احتفاء المرأة بيومها في الثامن من مارس بمن يصف الرجل الكفء بـ #أخُ_النساء؟ تهنئة خالصة للكويت وقيادتها وشعبها ونسائها، بمناسبة أعيادنا الوطنية المجيدة.. حفظ الله الكويت من كل شر وسوء.. وكل عام وأنتم بخير.

جميع الحقوق محفوظة