Admin

الأربعاء 06 فبراير 2019

تعدَّدت الأسباب.. والتزوير واحدٌ! ..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

تعدَّدت الأسباب.. والتزوير واحدٌ! ..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

تعدَّدت الأسباب.. والتزوير واحدٌ! ..بقلم : د. موضي عبدالعزيز الحمود

خبران نُشرا في اليوم نفسه، أحدهما ما نشرته جريدة القبس في لقائها مع الفاضلة وكيلة المعادلات في وزارة التعليم العالي، والآخر ما نشرته الـBBC في تقاريرها الإخبارية.. وكلا الخبرين يشير إلى مؤشرات مأساوية عن فساد الذمة واختلال ميزان الأخلاق في زمن أصبحت فيه الغاية تبرر الوسيلة، والشاطر من «صادها عشى عياله» ولا يهم كيف صادها ولا وسيلة الصيد.. فالوكيلة تفصح أن الوزارة قد أحالت خمسين شهادة مزوَّرة إلى النيابة، والمأساة أن معظمها في تخصص القانون أو الحقوق. لا نعلم؛ هل هذا يمثّل رأس جبل الجليد أم قاعدته؟.. لكنها أزمة أخلاقية بمعنى الكلمة، ولا نعلم ماذا حصل عليه هؤلاء من خيرات أو مناصب أو غيره؟ ومن سعى لهم ونصَّبهم وأزاح المستحقين غيرهم؟ لكنها البداية، والأمر الذي نأمل في أن تكمله الوزارة بالجدّية والحرص نفسيهما حتى نعيد شيئاً من الثقة إلى مؤسساتنا القائمة على متابعة ذلك.. هذه الظاهرة لم تكن في الكويت وحدها، فقد كشفت الـ«BBC» كذلك عن شكوى جدية تقدَّمت بها الحكومة الهندية إلى السفارة الأميركية في الهند نتيجة احتجاز عدد من طلبتها ممن سجلوا في جامعات وهمية إحداها في متشيغان وأخرى في نيوجيرسي، وبالأكيد هناك غيرها الكثير، لكن هؤلاء الطلبة لم يحصلوا على شهادات وإنما على تأشيرات إقامة مزوَّرة وتم احتجازهم بناءً على ذلك. لسنا هنا بالبحث عن الدافع، لكن يهمنا الوقوف على الأثر والنتائج، والقصد أن هذه الجامعات الصورية منتشرة الآن في كثير من الدول، وكثير من أبنائنا صيد سهل وثمين لامتلاكه المال، ولا بد من الفحص الدقيق لكل الشهادات ومصادر إصدارها أولاً.. ثم التعامل بجدية مع من تحصَّل عليها من دون وجه حق.. فنحن إلى الآن لم نسمع عن تعامل جدي مع المزوِّرين حتى لو لم تُكْشَف أسماؤهم، لكن المهم إعلان الإجراء ليكونوا عبرة لمن يعتبر. نستودعكم الله أبا أحمد.. مؤلم أن تفقد إنساناً عزيزاً، وأكثر ألماً أن يكون هذا العزيز أحد رجال الكويت الطيبين والمخلصين ممن خدم بلده بصدق ومن دون بهرجة أو مصالح شخصية وانسحب من ساحة العمل العام بكرامة وصمت، وظل يخدم الكويت في أكثر من موقع، وفي كل موقع كانت له بصمة إخلاص وعمل جاد وحب لعمله ولوطنه.. رحمك الله يا أخانا وكبيرنا خلف الخلف.. غادرتنا وكأنك تدرك أن زمننا هذا ليس زمنك، ففيه يضيع الناصح ويتسيَّد فيه المتزلف والمجامل.. نسأل الله لك الرحمة أيها العزيز، ولنا ولأهلك وصحبك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

جميع الحقوق محفوظة