Admin

الأربعاء 02 يناير 2019

2019 هل تشهد حسم ملف الملاحقات.. والسجون؟ بقلم :فوزية أبل

2019 هل تشهد حسم ملف الملاحقات.. والسجون؟ بقلم :فوزية أبل

2019 هل تشهد حسم ملف الملاحقات.. والسجون؟ بقلم :فوزية أبل

إن تجارب الكثير من الدول وتداعيات الأحداث المريرة التي عايشتها في ملف الأحكام السياسية وقضايا الرأي، وبيئة السجون، تجعلنا نستغرب عدم الحسم وتأخر المعالجة لدينا في الكويت. هذا عام جديد أشرق فجره علينا، وانطوت صفحة عام مضى بكل آلامه وآماله، وكما تقول الحكمة "إذا جف النهر ترك الرمال"، فإن العام إذا مضى خلف تفاصيل وحسابات وقراءات فيما تحقق على المستوى العام فضلا عن التأملات في أسباب الإخفاقات والانكسارات. ومع مجيء عام 2019 تستلزم الأوضاع نظرة هادئة متأملة في كل ما حدث خلال 12 شهرا مضت من صراعات وتجاذبات سياسية ومشكلات إقتصادية وهموم إجتماعية وحياتية، وتراجع مستوى الفكر والثقافة العامة. ونحن في مستهل عام جديد يطمح كل وطني حر في طي ملف الملاحقات الأمنية والقانونية والقضائية لأبناء الكويت وبدء مرحلة جديدة من المراجعة والعمل والبناء تقوم على التعددية والتعايش والاستماع إلى كل الآراء من أجل النهوض بالكويت وتحقيق العدالة والحفاظ على مقدرات الشعب. إن ملف السجناء وقضايا الرأي والقضايا السياسية والأمنية تضخم بصورة كبيرة، وتزايد أعداد المحكومين والملاحقين قانونيا بصورة غير مسبوقة، ومن ثم اضطر عدد من الكويتيين إلى التواجد في الخارج، وفي كثير من دول العالم يعيش كويتيون مشمولون بأحكام قضائية مختلفة. (وتجدر الإشارة أن هناك عدد من الكويتيين فضلوا الإقامة خارج البلاد لأسباب متعددة). إن هذا الملف له بعد أمني وسياسي واجتماعي على الصعيد الداخلي والخارجي. وسيرتب انعكاسات سلبية كبيرة في المستقبل القريب، وإذا لم يبادر أصحاب القرار بمعالجته بصورة عاجلة فالتكلفة ستكون باهظة مستقبلا لأن التسويف في الحلول يفاقم النتائج وتكون مصلحة الكويت هي الخاسر الأكبر وربما الأوحد. ومن الخطأ الاستهانة بهذا الملف الذي يشكل مسألة ملحة على صعيد الأمن القومي للبلاد. ولا ننسى أن هناك بعد نفسي واجتماعي وسياسي يظهر جليا لدى كل من قضى عقوبة السجن وخرج مجددا إلى الحياة العامة، فهؤلاء الذين مروا بتجربة السجن والملاحقة سيكون لهم احساس مختلف ونمط تفكير مختلف أيضا. إن عام 2019 سيكون مثقلا بالملفات الكبيرة والقضايا التي تنتظر الحل، ففي ظل التجاهل والتعتيم على آراء وأفكار الناس لن نستطيع قراءة الواقع بصورة صحيحة، فيجب أن نحسن قراءة الواقع والأحداث. خلاصة القول: إن العام الذي مضى لن يرجع لكننا نستطيع صنع شيء مختلف في العام الجديد، وذلك ببلورة رؤية ثاقبة لأوضاع الكويت من جميع الجوانب وفي كل القضايا، والعمل على لم شمل جميع أبناء الوطن تحت ستار "الكويت تجمع أبنائها".

جميع الحقوق محفوظة