Admin

الاثنين 24 ديسمبر 2018

يرحمك الله أيها الأمير الإنسان..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

يرحمك الله أيها الأمير الإنسان..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

يرحمك الله أيها الأمير الإنسان..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

غادرنا إلى دار الحق مساء السبت 22 ديسمبر المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود.. سيرة عطرة ومسيرة حافلة وسجل ناصع في عمل الخير… صولاتٌ وجولاتٌ في مجال الإصلاح السياسي والعمل العربي، ويد ممدودة للعمل الإنساني.. وحماس مستمر لنشر العلم ورعاية الطفل وتمكين المرأة.. هذا ما عرفته عنه وقرأته كغيري ضمن ما يُنشر عن جهود الأمير طلال «رحمه الله».. قبل وأثناء ترؤسه لبرنامج الخليج العربي للتنمية. ولكن شاء المولى عزّ وجلّ أن أقترب أكثر من هذا الرجل الإنسان عند تسلمي رئاسة الجامعة العربية المفتوحة، حيث كانت هي فكرته التي بشَّرَ بها لنشر العلم ذي الجودة لشباب العرب، وكانت رسالته التي حملها معه عام 2001 أثناء لقائه ببعض وزراء التعليم العرب، فتجاوب معها آنذاك وزير التربية والتعليم العالي الكويتي الأخ الدكتور يوسف الإبراهيم، وباركها صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.. فأصبحت الجامعة حقيقة تجسد رسالة مؤسسها في تسع دولٍ عربية، واجتمع في صروحها وفضائها الإلكتروني عشرات الآلاف من شباب العرب.. فحقق، رحمه الله، حلمه في إنشاء مشروع الجامعة، حيث فتح آفاق العلم لشباب العرب ومكَّن المرأة العربية، ثم جمع هؤلاء الشباب بالعلم حين فرقتهم السياسة والنزاع.. وتوج مشاريعه الخيرة بإنشاء بنوك الإبداع، لتفتح آفاق الكسب الحلال لآلاف من فقراء العرب.. لقد حمل مشعل التنمية الإنسانية، فكان همه الإنجاز لا الصيت.. كان لقائي معه زيادة لي في كل مرة في الخبرة الإنسانية، والنقاش معه دائماً إثراء لفكري.. فلم أحمل يوماً طلباً لأبنائي طلبة الجامعة إلا وحققه من دون تردد، ولم أنشده في مشكلة إلا ويسّر حلها.. ولم أغادر مجلسه إلا وقد حمّلني بسلام حار «لأهلنا في الكويت» التي يعزها. أيها الإنسان الأمير، دعواتنا ودعوات أبنائك الطلبة ومحبيك وأصدقائك لك بالرحمة والمغفرة وجنات الخلد.. ولذويك وأبنائك البررة وللأسرة الحاكمة في مملكة الخير الصبر والسلوان.. إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى… «إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ».

جميع الحقوق محفوظة