Admin

السبت 03 نوفمبر 2018

حدث في أميركا ..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

حدث في أميركا ..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

حدث في أميركا ..بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

غادرنا الكويت ليلاً وساحتها تعجّ بالخلاف والاستعداد لكيفية إخراج فصول إجراءات إسقاط العضوية أو عدم إسقاط العضوية للمدانين من النواب والكل يرتقب من سيغلب: الحكم القضائي النافذ أم التنمّر السياسي الواضح؟ لم يسعفني الوقت لمتابعة المشهد حتى النهاية، ولكنني تابعته بعد ذلك في وسائل الإعلام، حيث أُسدل الستار كما أراد المخرج الحكومي وانتهى الأمر. وصلنا إلى العاصمة الأميركية (واشنطن) لنستيقظ فجراً على أخبار المذبحة البشعة التي تعرّض لها أحد عشر مواطناً أميركياً وهم يتعبّدون في كنيسهم صباح السبت.. وكان القاتل يصرخ أثناء تنفيذه جريمته ضد المهاجرين الذين غزوا أميركا.. جريمة هزَّت الضمائر الإنسانية الحية، وعالم مجنون يدفع مئات الآلاف للهجرة من أوطانهم هرباً من الجوع والصراع.. فيقابلهم العالم بالتعسّف والحقد وربما القتل.. رِدَّة وهجمة سياسية ظالمة ضد المهاجرين أو الوافدين هي التي سببت لهذا المجنون ولغيره اللجوء إلى القتل وغيرها من أعمال العنف ضدهم. ولكن اللافت للنظر هو تصدي وسائل الإعلام الأميركي ووسائل التواصل الاجتماعي للرئيس الأميركي وأفراد إدارته الذين أسهمت سياستهم بزيادة الحملة ضد المهاجرين فأشبعهم المغرّدون والإعلاميون نقداً وانتقاداً.. ومع ذلك لم يتعرّض منهم أحد إلى الشكوى أو الإحالة إلى القضاء! إنها الحرية كما يطبّقها العالم الديموقراطي الذي يعرف حدوده ويصون ما جاء بدستوره ويتمسّك بقوانينه من دون تعسّف.. فرق واضح بين ممارساتهم الديموقراطية وممارساتنا التي تنظر إلى الدستور والقوانين بعين الرضا ساعة وبعين التجاهل مئة ساعة وفق المصلحة!.. والله الموفِّق. معك أيها الرئيس: نشد على يد رئيس وزرائنا لتصديه للفساد في العلن وتهديده للمفسدين في أجهزة الحكومة.. نشكرك يا بو صباح ونحن في انتظار أن تكمل إحسانك بأن تعلن لنا قريباً إن شاء الله بتسلم يد العدالة للهارب بأموال الشعب، وأن تحيل القياديين ممن يحمل منهم مؤهلاً وهمياً إلى النيابة أو تزيحهم عن مناصبهم مع إعلان ذلك، كما نأمل في أن تعلن لنا كذلك سحب أراضي الدولة الزراعية أو غيرها ممن استفاد منها من دون وجه حق.. ولا تنسى إحالة من تسلّم رشوة أو قبض عمولة إلى العدالة مع إعلان أسمائهم.. وقتها فقط يطيح الحطب ونضرب لك ولفريقك الحكومي ألف سلام وتحية. عتاب: أحرص شخصياً على إعمال مقص الرقابة الذاتية على ما أكتبه في زاوية السبت.. لذلك، شعرت بالزعل عندما طال مقص رقيب القبس بعض عباراتي أو كلماتي كما حدث في الأسبوع الماضي.. ولكنني أتفهّم موقف الجريدة، ولا أرغب في تعريضها لأي مساءلة، وهي الواحة التي تستريح فيها أقلامنا وتتنفّس فيها أفكارنا.. لذلك، أقول «تمون القبس» ولكن مع الرجاء أن تخف قبضة الرقيب حتى لا يضيع المعنى والمضمون. د. موضي عبدالعزيز الحمود

جميع الحقوق محفوظة