- أخبار التكنولوجيا فرنسا تسمح باستئناف بيع هواتف «آيفون 12» بعد حل مشكلة الموجات الكهرومغناطيسية
- أوروبا بوتين يُوقّع مرسوما بشأن التجنيد الإجباري واستدعاء 130 ألف للخدمة
- الرياضة 3 لجان في اتحاد غرب آسيا للغوص تذهب للكويت
- الرئيسية سمو الأمير يعزي رئيس باكستان بضحايا الهجومين الإرهابيين
- محليات توفي بحادث فلحقته طفلته بعد ساعات.. يوتيوبر يبكي السعوديين
- الرئيسية سمو ولي العهد يعزي رئيس باكستان بضحايا الهجومين الإرهابيين
- محليات الكويت تدين وتستنكر الهجمات الغادرة في باكستان
- شرق أوسط قوة دفاع البحرين تنعى ضابطاً تُوفي متأثراً بإصابته بعد الهجوم الحوثي
- مجلس الأمة السعدون يعزي نظيريه الباكستانيين بضحايا هجومين إرهابيين
- أوروبا الاتحاد الأوروبي يدرس استعدادات توسيع التكتل
Admin
البحث عن العدالة..بقلم :أ.د. غانم النجار
البحث عن العدالة..بقلم :أ.د. غانم النجار
من يبحث عن العدالة في هذا الزمن كمن يبحث عن إبرة في "كوم قش". قليلة هي المجتمعات التي تستطيع أن تقنع نفسها، قبل غيرها، بأن العدالة فيها راسخة، متوفرة للجميع، دون تمييز من أي نوع. أما تلك المجتمعات التي تبدو العدالة فيها أكثر رسوخاً، فهي على قلتها، إلا أنها مازالت تعمل لتطويرها للاقتراب منها، فالبحث عن عدالة راسخة هو بحث مستمر لا يتوقف، وكل من يدعي أن لديه عدالة مطلقة بعيد عن الواقع. فمحاولات البحث عن المجتمع العادل لابد لها أن تستمر، ولا ينبغي لها أن تتوقف، لسبب بسيط هو أنه بدون عدالة لا يمكن للمجتمع أن يستقر حتى لو بدا من حيث الشكل أنه كذلك. إن انعدام العدالة هو مدخل لكل الشرور، ومرتكز لكل الموبقات، ومنطلق للأمراض الاجتماعية وغير الاجتماعية. فالشعور بالظلم حارق للكبد، ومسبب لأمراض نفسية، والقرحة، والشلل النصفي وحتى الموت. تلك الآلام المبرحة التي يشعر بها المظلوم، لا تعني الظالم كثيراً، بل قد يستمتع بها، وعندما يقع هو تحت وطأة ظلم قد يبدأ باستشعار ما جرى، إلا أن الإنسان لا يتعلم، فيعود إلى ظلمه حالما تتغير الظروف. أسباب الابتعاد عن العدالة كثيرة، أهمها الاستئثار بالسلطة، واحتكار المرجعية الدينية أو العرقية أو التاريخية أو الطائفية أو العنصرية، والتمايز الطبقي والفئوي، والادعاء بالحفاظ على الأمن أو الاستقرار، أو القضاء على أعداء السلطة، أو غير ذلك، أما العدالة فلا يحتاج وجودها إلى مبررات، فهي الهدف الأسمى، وهي الحافظة لكرامة الجميع. لكن، هل يوجد مجتمع عادل على هذه البسيطة أو قريب من العدالة المنشودة؟ وهل مسيرة البشر هي حكاية بحثهم عن العدالة؟ أم أن اهتمام البشر يتركز في السيطرة على مفاصل القوة والنفوذ والثراء والتملك المفرط للأشياء والبشر، وما اهتمامهم بالعدالة إلا كمستلزمات شكلية "لتزييت" الأمور و"تسليك" المسائل للظهور بمظهر حسن؟ هل يقدم البشر مصالحهم على قيم العدالة، وبالذات إن تعارضتا، حتى لو أدى ذلك إلى ظلم فادح لفئات أخرى؟ وهل مقولة "أنا على أخي، وأنا وأخي على ابن عمي، وأنا وأخي وابن عمي على الغريب" هي المسيطرة وأقوى من قواعد حاكمة للعدالة؟ العدالة هنا لا تعني فقط القانون والمحكمة والإجراءات القانونية، فكم من قانون كانت مكوناته ومواده ظالمة وتمييزية، ومنحازة لفئة دون فئة أخرى في المجتمع، وكم من إجراءات قانونية تخدم في نهايتها أصحاب النفوذ في المجتمع، وكم محكمة لا تلتزم بمعايير للعدالة بل تتجه يميناً أو شمالاً حسب الريح؟ ولذلك قيل إن "القانون شيء والعدالة شيء آخر". فالعدالة أكثر شمولية، حيث إنها تشمل موقع الإنسان في المجتمع منذ ولادته وحتى مماته. ستظل حكاية البحث عن العدالة هي الفصل الأهم في مسيرة البشرية، وكل ما عدا ذلك مجرد تفاصيل، لصورة ناقصة، مكسورة. مجتمع بلا عدالة مجتمع غير صحي. وكلما اقترب المجتمع من العدالة اقترب من الحقيقة، ويصبح الأمن والاستقرار والرخاء والسعادة نتائج طبيعية، وبدونها ينسلخ البشر من إنسانيتهم ويصبحون مجرد أشياء أو أشباه أشياء.