Admin

الجمعة 06 يوليو 2018

سياسة عالمية.. وسياسة أميركية..بقلم عبدالمحسن يوسف جمال

سياسة عالمية.. وسياسة أميركية..بقلم عبدالمحسن يوسف جمال

سياسة عالمية.. وسياسة أميركية..بقلم عبدالمحسن يوسف جمال

من خلال النظريات السياسية العالمية المعمول بها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتشكيل هيئة الامم المتحدة، أضحت السياسة الدولية ونظريات العلاقات الدولية واحترام الدول بعضها لبعض واحترام قرارات مجلس الامن الدولي احد مبادئ الدبلوماسية العالمية. ولكن منذ مجيء الرئيس بوش الابن وتسلط المحافظين الجدد، بدأت الامور تتغير، خصوصاً مع ضعف نفوذ الاتحاد السوفيتي عقب انهياره. ثم جاء الرئيس ترامب ليحاول من جديد إعادة سياسة القطب الواحد، وسياسة القيادة من خلال الاوامر الاميركية، وسياسة اما ان تكون معي او ضدي! ولكن العالم المتحضر لم يعد يحبذ العودة الى سياسة القطب الواحد المتفرد بقرارات العالم، خصوصاً إذا ما لجأ هذا القطب الى انتهاكات صريحة لحقوق البشر، واستهزاء بشعوب العالم واديانهم ومعتقداتهم.. واذا لجأ الى اسلوب التعامل مع دول العالم بمنطق السيد والعبد، ونظر اليها كدول منقادة يأمرها فتطيع، ويطلب منها فتلبي.. فسياسة اميركا في عهد الرئيس ترامب لن تلقى نجاحا بين الامم المتحضرة، لأنه ينطلق من مفاهيم قديمة اكل الدهر عليها وشرب.. فهو يرى دول اوروبا دولا تحتاج الى اميركا في اقتصادها، ودول الشرق الاوسط تحتاج الى اميركا في حمايتها، اما روسيا والصين فهما دولتان لا بد ان تلبيا المطالب الاميركية وإلا. هذا الاسلوب سيجعل العالم كله يتحد ضد السياسة الاميركية التي ستكون عاجزة عن التصدي للعالم كله.. ولعل تحدي اوروبا والصين وروسيا ومعاملتها اميركا بالمثل في زيادة الضرائب هو بداية الغيث في عدم نجاح سياسة ترامب الاقتصادية. والى ان يصحو القادة الاميركان الجدد مع الواقع العالمي الجديد، سيمر العالم بتوتر محدود لن يستمر طويلا الا بخسارة اميركا للعديد من اصدقائها، وستفتح قنوات جديدة لتعاون دول العالم فيما بينها من دون الحاجة الى الولايات المتحدة الاميركية بسبب غرورها الزائد. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com

جميع الحقوق محفوظة