Admin

الثلاثاء 05 يونيو 2018

شهداء باختيار الله..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

شهداء باختيار الله..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

شهداء باختيار الله..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

قال سبحانه: «إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (آل عمران: ١٤٠). ما بين الألم والفرح تمر الحياة وتستمر بوتيرتها المعهودة، فليس في هذه الحياة سرور دائم ولا ألم سرمدي، بل الأمر أمر بين أمرين.. وهذه الآية الكريمة تجسد هذا المعنى حتى في الصراع بين المؤمنين ومناوئيهم، حيث الطبيعة البشرية تصيب الاطراف كلها، فألم هنا وفرح هناك في يوم، وفرح هنا وألم هناك في يوم آخر، وهكذا تتقلب الدنيا دواليك. لذا على اي طرف يريد ان يخوض صراعا مع الاخر المعادي وان كان مؤمنا ان يحذر تقلبات الامور، لذا عليه الاستعداد لكل طارئ ومستجد ومنها احتمال تلقي الضربات الموجعة والهزائم في بعض المنعطفات. وهذا الحذر يجعل الانسان مستعدا لكل الامور وحذرا من الاحباط او الانهزام النفسي، لذا فانه اذا علم ان ذلك بعين الله وتقديره، فعليه ان يحوّل هذه الصعوبات الى تقوية لروحه وجسده واستعداداته المستقبلية. فما مسه من ألم، هو ذاته الالم الذي مسّ الطرف الآخر واكثر، وما خسره هنا خسره الطرف الآخر هناك، اما ضحاياه ان كانوا مؤمنين بحقهم ومدافعين صادقين عنه فهم شهداء، عليه ان يفتخر بهم ويعتز، وان يحتفل بتوديعهم بكل تبجيل لانهم ادوا الامانة بافضل طريقة وهم اختيار الله سبحانه في اكرامهم بالشهادة. والشهادة بالمفهوم الانساني كله والاسلامي خاصة لها مرتبة العلو والشموخ، وهي مرتبة لا تعلوها مرتبة، ودرجة لا تفوقها درجة. وعلى الانسان ان يدرس بعد هذه الامور أسباب ضعفه فيقويها، وعوامل تقهقره فيتلافاها، فالامور المادية مهمة في الصراع بين الحق والباطل كما هي الامور المعنوية. وعلى الانسان الا يحوّل الحزن الى يأس، والهزيمة الى انكسار، والضعف الى استسلام، بل هي حالات تمر بكل البشر أيّا كانت عقائدهم وأديانهم، لانها احد نواميس الحياة التي تمر على الجميع وتصيب الجميع. فالامة الواعية هي التي تستفيد من الدروس الصعبة وتحول هزائمها الى انتصارات وذلك بسد الثغرات والنواقص وهو ديدن الأمم الحية في هذا العالم، والتاريخ خير شاهد لذلك، والله لا يحب الظالمين. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com

جميع الحقوق محفوظة