Admin

الأحد 03 يونيو 2018

الدين للإنسانية كلها..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

الدين للإنسانية كلها..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

الدين للإنسانية كلها..بقلم :عبدالمحسن يوسف جمال

قال سبحانه: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة -٢١). من اللافت في هذه الآية الكريمة وهي تدعو إلى عبادة الله سبحانه أنها تخاطب الناس كل الناس، والبشرية كل البشرية، فالله باعتراف الناس كلهم انه هو الذي خلقهم وإن شذّ البعض عن هذه الحقيقة الكونية الأصيلة. وهنا يخاطب القرآن الكريم كل البشرية من خلال رسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله.. وهذا الأسلوب في المخاطبة لعامة الناس يتكرر مرات عدة تصل الى عشرين مرة في كتاب الله، وكأنه يريد ايصال رسالة مهمة بان الدين الاسلامي بشكل عام والقرآن الكريم لا يختصان بفئة دون فئة ولا بشعب دون اخر، ولا بمجموعة بشرية دون اخرى، لكنه نزل للجميع ورحمة الله تسع الكون كله، ورسول الرحمة هو للجميع «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء- ١٠٧). وبالتالي على كل من يتخذ الاسلام دينا له أن يعي هذه الحقيقة، ويتعامل مع البشر من منطلق انهم مخاطبون مثله من خلال هذا الكتاب السماوي الذي نزل لكل البشرية، وليس من خلال مقاطعة الآخرين والاعتداء عليهم بسبب دين او عقيدة او اصل او انتماء. ولذلك فان الدين الاسلامي يرفض التعصب ويدعو الى السلم بين الناس والسلام بين الامم، والتعايش الآمن والحوار الراقي مهما كان الاختلاف والتباين.. ولعل الخير الذي تخرجه الأرض لكل البشر دليل على رحمة الخالق وإنعامه الذي جعل الأرض سهلة لاعمار البشر، وجعل السماء مصدراً للخير وانزال الرزق للجميع وهي رحمته العامة.. وفي ذلك ردّ على من يريد نبذ الآخر والدعوة إلى قتل المخالف من دون مبرر، والاعتداء على من يخالفه.. وهنا يكمن الفرق بين سماحة الاسلام مع عباد الله وبين من يفهم الدين الحنيف فهماً غليظاً يدعو للخشونة واقصاء كل البشر ومن يخالفه منهم. وتُنهي الآية أن ذلك الفهم الراقي للتعامل مع الناس هو ديدن المتقين.

جميع الحقوق محفوظة