Admin

السبت 12 مايو 2018

إذا أقبلت باض الحمام على الوتد! بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

إذا أقبلت باض الحمام على الوتد! بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

إذا أقبلت باض الحمام على الوتد! بقلم :د. موضي عبدالعزيز الحمود

مع إطلالة صباح هذا اليوم، يتوجه الناخبون لاختيار ممثليهم في عضوية المجلس البلدي.. وليكتمل عقده بعد ذلك بتعيين الحكومة بقية الأعضاء… وجه آخر للممارسة الديموقراطية التي رسمها لنا الآباء المؤسسون للمشاركة المجتمعية في شؤون تنظيم البلد ومرافقه المدنية من تنظيم وإعمار وغيرها… هدفٌ نبيل وممارسة جميلة ولكن – آه من لكن – حتى هذه الانتخابات ورغم طبيعة هذا المجلس الفنية… قد أصابها ما أصاب الممارسة الديموقراطية النيابية من انحراف وتشويهٍ للمسيرة والمسار. لقد فهم الكثير من أعضائه أصول اللعبة الديموقراطية وأحسن توجيهها للاستفادة الشخصية أو لمصلحة المقربين أو للاستعداد لاحقاً لعضوية المجلس «الكبير» (مجلس الأمة)… ولعلَّنا لا نتجنى على المجالس البلدية السابقة… حيث أثبتت المتابعة لأعمال من استمر منها أو تعرض للحل… بأنها لم تُغَيِّر من واقع البلدية الصعب، فتجاوزات البناء زادت وتيرتها مع تدخل أعضائه خاصة في المناطق السكنية الجديدة… وتغيير استخدامات القطع والمناطق من سكنية إلى تجارية أو استثمارية أو صناعية دخلت في سباق محموم هادمة لأسس المخطط الهيكلي المعتمد… فالمصلحة هنا أهم والتعويضات أحلى. أما فوضى تسمية الشوارع فحدِّث ولا حرج، حيث نصبح على اسم ونمسي على اسم لأخيه في شارع آخر… وكل مؤهلات من سميت الشوارع بأسمائهم أنهم مواطنون وكفى لهم ظهر في المجلس، حتى استدارت رؤوسنا من هذه التسميات واستدار رأس «نظام تحديد المواقع الـGPS!». ولم تشذ التعديات على أملاك الدولة عن ذلك العبث… فقد تراجعت هيبة القانون بوفاة فارسها رحمه الله (الفريق محمد البدر)… وزادت التعديات وتمددت… ولا يمكن أن نغفل دور كثير من الأعضاء في الواسطات وتخليص المعاملات الصعبة من باب «إذا أقبلت باض الحمام على الوتد»…. فالواسطة أهم وأجدى… والقدوة الحسنة هم بعض أعضاء مجلس الأمة (فرسان الواسطات والخدمات)… ولا عزاء لجهاز البلدية التنفيذي. استفقت من شرودي على صوت ابنتي تسأل: أمي هل نذهب لننتخب؟ صمت لحظة وقلت: نعم. تذهبين على الرغم من كل تحفظاتي؛ أولاً لأنه الواجب الوطني… وثانياً هي الرغبة في الإصلاح التي لن تتحقق من دون المشاركة… وأخيراً هو الأمل الذي يحدونا بالتغيير، خاصة ونحن نرى مجموعة من الشباب تتصدر الساحة الانتخابية. عزيزي المواطن، اذهب وانتخب… وراقب… فلولا الأمل بغدٍ أفضل ووطن أجمل لضاع العمل… والله الموفق. ولا عزاء للديموقراطية سعدت حقيقةً بعبور الوزيرة والصديقة العزيزة هند الصبيح جلسة التصويت على منح الثقة بسلام ليقيني بجديتها وحرصها على الإصلاح… ولكنني تأملت كثيراً من أن تفوز أم أحمد بالثقة من خلال جلسة مقايضة صريحة وإخراج محزن وتبرير مؤلم من قبل أحد النواب لتبدل موقفه من رافض إلى موافق عبر انتكاسة مريعة وطعنة ماضية للديموقراطية ومبادئها… ليس هذا فحسب… فالطامة الكبرى لا تكمن في تقلب الموقف للنائب ولكن أن يتم الإفصاح عن تلك المقايضة في قاعة مجلس الأمة حيث الأعضاء والحكومة والشعب جميعهم شهود… فلا عزاء للوطن ولا عزاء للديموقراطية… فهذه بحق سنة المقايضة… اللهم سترك.

جميع الحقوق محفوظة