تسير مجموعة mbc بخطوات ثابتة نحو تحقيق التكامل الإعلامي والإعلاني من خلال دعم موقعها في السوقين السعودي والعربي، والدخول في شراكات استراتيجية تنعكس بالايجاب على مسيرة نمو المجموعة في مجال التسويق الإعلاني بالمملكة، حيث اعلنت mbc اخيرا اتمام استحواذها على حصة أقلية في الشركة العربية للتعهدات الفنية، وهي مجموعة إعلانية رائدة تعمل في السعودية منذ أربعة عقود وذلك بعد أن أنهت تعاقدها التاريخي مع وكيلها «مجموعة شويري».

مجموعة mbc الاشهر عربيا، والتي نجحت في ان تجد لنفسها موضع قدم في العديد من الدول العربية بمؤسسات إعلامية وبخطة إنتاج درامي وبرامجي مميزة، بدءاً من مجموعة محطاتها المعروفة، مرورا بـ mbc مصر ثم نظيرتيها في العراق والمغرب، وأخيرا منصة «شاهد VIP» في يناير 2020 والتي سرعان ما أصبحت أبرز منصة لخدمة الفيديو حسب الطلب بنظام الاشتراك SVOD في العالم العربي، تجلت أهمية شراكتها الاخيرة التي تهدف إلى تغيير المعادلة الإعلانية في ردود الافعال الواسعة التي اعقبت الكشف عن تلك الشراكة الإعلانية، لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث انها المرة الأولى التي تتولى فيها شركة سعودية دفة قطاع الإعلان، بعد انهاء احتكار مجموعة شويري للاعلانات ما اعتبره البعض خطوة في الاتجاه الصحيح لانهاء هيمنة المعلن على المواد الإعلامية التي تقدم عبر الشاشات، خصوصاً أن سوق الاعلانات يشهد متغيرات بعد دخول قنوات الـ OTT مثل نتفليكس بقوة في الأسواق الإقليمية.

بينما يرى مراقبون أن حجم سوق الإعلان في المملكة يقدر بـنحو 4 مليارات ريال (1.1 مليار دولار) سنويًا، وأن نسبة كبيرة تذهب لشركات خارج المملكة، وأن شراكة mbc والشركة العربية سوف تساهم في إنهاء احتكار الشركات الأجنبية للسوق الإعلاني.

وكانت مجموعة Mbc أعلنت عن إتمام استحواذها على حصة أقلية في الشركة العربية للتعهدات الفنية (العربية)، إحدى الشركات التابعة لمجموعة المهندس القابضة؛ وهي مجموعة إعلانية واستثمارية رائدة تعمل في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من أربعة عقود.

يُسهم هذا الاستثمار في دعم مسيرة نمو مجموعة Mbc في مجال التسويق الإعلاني في المملكة، ويُمكّن شركة العربية من توسيع نطاق أعمالها والوصول إلى مستوى متميّز من التطوّر في مجال الإعلانات الخارجية في المنطقة. ومن شأن هذه الشراكة الاستراتيجية أن تُشكّل حجر الأساس للمزيد من التعاون بين الطرفيْن لتعزيز نمو أعمالهما والتوسّع أكثر في مجال التسويق الإعلاني.

ويهدُف الطرفان إلى أن تلعب هذه الشراكة الاستراتيجية دوراً مهماً في تغيير معالم قطاع الإعلان في المستقبل، وذلك من خلال التطوير المستمر، والاستفادة من تجارب الشركتيْن الممتدّة لعقود في إحراز المزيد من التوسّع الجغرافي، وتوفير التقنيات الحديثة، واقتناص الفرص الواعدة في المنطقة، على كل الصُعد والمستويات. يأتي هذا الاستحواذ عقب إعلان مجموعة Mbc مؤخراً عن عزمها إطلاق شركتها الخاصة للتسويق الإعلاني على قنواتها، «mbc للخدمات الإعلانية»، وذلك بالشراكة مع مجموعة المهندس القابضة. تخضع إدارة mbc للخدمات الإعلانية بمعظمها لمجموعة mbc، وستباشر عملياتها اعتباراً من بداية عام 2021، لتتيح للمجموعة إمكانية العمل بشكل وثيق ومباشر مع قاعدة عملائها التي تضمّ باقة واسعة من أهم العلامات التجارية في العالم، إلى جانب شركائها من شركات التسويق والإعلان ومشتري الوسائط الإعلانية والرقمية.

سوق الإعلانات في الشرق الأوسط

تجاوز الإنفاق الإعلاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 3 مليارات دولار في عام 2019، لكن من المتوقع تراجعه في العام الجاري إلى نحو 2.69 مليار دولار، وذلك وفقا لما كشف عنه تقرير لشركة الأبحاث الألمانية Statista في أغسطس الماضي.

ووفقًا للتقرير، شهد العام الماضي تراجعا بنحو %10.6 في الإنفاق على إعلانات الصحف بالمنطقة مقارنة بتراجع قدره %35.3 في عام 2018، فيما زاد الإنفاق على إعلانات الإنترنت بنحو %5.1 في 2019.

وتتوقع Statista أن يتراجع الإنفاق الإعلاني بشكل عام خلال 2020 لتنخفض الإعلانات التلفزيونية بنحو %21.2، وإعلانات Outdoor بنحو %48.3 والإنترنت بنحو %14.6، والصحف بنحو %3.4 والمجلات بنسبة %14.8، فيما ترجح ارتفاع إعلانات الراديو بنحو %9.7 خلال العام الجاري.

ومن المتوقع أن يشهد الإنفاق الإعلاني تحسنًا بدءًا من العام المقبل لترتفع الإعلانات الخارجية Outdoor بنحو %40.2، والتلفزيون بنحو %2.4 والمجلات بنحو %5.5 وإعلانات عبر الإنترنت بحوالي %15.1، بينما من المتوقع تراجع إعلانات الصحف والراديو بنحو %2.5 و%4.6 على التوالي في عام 2021.

ويتوقع التقرير ارتفاع الإنفاق الإعلاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.661 مليار دولار في عام 2021، على أن يواصل الارتفاع إلى و2.688 مليار دولار في عام 2022.